طباعة هذه الصفحة

الأوكرانيون يعتقدون بأنه غير قادر على كسب الحرب

زيلنسكي.. الكوميدي الذي أصبح رئيسا

تحت عنوان «الكوميدي الذي تحوّل إلى رئيس غارق حتى أذنيه» ناقشت الصحافية الأوكرانية ومحرّرة «كييف إندبندنت»، أولغا رودينكو، معضلة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي بمقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» قالت فيه «ليس من الصعب التنبؤ بما يحن إليه الرئيس فولوديمير زيلنسكي الآن: يوم عادي». فلم يكن الكوميدي الذي أصبح رئيسا يتخيل أن تكون الوظيفة بهذا الضغط، ووجد نفسه أولا متشابكا في محاكمة دونالد ترامب، ثم واجه وباء كوفيد-19 والآن يواجه حربا مع روسيا.
عندما تولى زيلنسكي السلطة في عام 2019 محولا شهرته التلفزيونية إلى مسيرة سياسية لم يكن أحد لديه فكرة عما يتوقع منه، وقال معارضوه، إنه غير مجرب ولن تأتي منه إلا المصائب، وقال أقسى نقاده «إن زيلنسكي المولود في شرق أوكرانيا ويتحدث الروسية سيبيع كل البلاد إلى روسيا، «وأورد آخرون إنه دمية بيد أصحاب المصالح، والحقيقة تجلت بعد ثلاثة سنوات من الحكم  من خلال سوء إدارته  للأزمة مع روسيا، حتى أن البعض قال» بأن مشكلة زيلنسكي هي التعامل مع كل شيء كجزء من عرض تلفزيوني.
الرئيس الأوكراني الشاب، بدأ بداية جيدة، ففي المرحلة الأولى من حكمه كانت لديه سلطة أكثر من سابقيه. فشهرته كمعارض للمؤسسة أعطته الغالبية البرلمانية وحكومة اختارها بنفسه ولديها تفويض للقيام بإصلاحات. وبدت خطواته في البداية تحقق نتائج، وفتحت حكومته سوق المزارعين ووسعت من الخدمات الرقمية في كل أنحاء البلاد. وبدأ بعمليات تعبيد طرق ضخمة وأعلن أنه يريد تذكر الأوكرانيين له بالرئيس الذي بنى لهم طرقا جيدة. وتوقف النجاح عند هذا الحد، فمشاريع زيلنسكي الأخرى التي أطلق عليها «التخلص من الأوليغارشية» والتي تهدف للحد من تأثير الأثرياء توقفت ،كما توقفت حملتة لمكافحة الفساد .
وأدت الفضائح والتسامح مع الفساد، لتراجع شعبية الرئيس الاوكراني وتحول حلفاء الأمس لأكثر الناقدين له. وفي هذه الأثناء أصبح زيلنسكي إلى نسخة مثل السياسيين الذين دخل السياسة ضدهم.
وفي الأزمة الأخيرة مع روسيا قبل أن تتحوّل إلى حرب شاملة، أبان زيلنسكي عن ضعف شديد في التعامل معها، ففي الوقت الذي تبنى فيه الغرب دبلوماسية الميكرفون لمنع التدخل العسكري الروسي، حاول زيلنسكي التقليل من التهديد. وأطلق تصريحات أشعرت البلاد بالتشوش بدلا من طمأنة السكان الذين يعتقد أغلبهم بأن رئيسهم لن يكون قادرا على الدفاع عن البلاد في حالة الحرب.