طباعة هذه الصفحة

في حفل رمضاني ساهر بخيمة «وال سوند»

فرقة «إمزاد» تطرب العائلات بأنغام صحراوية

صونيا طبة

شهدت السهرة الرمضانية التي جرت فعاليتها، ليلة أمس الأول، بخيمة «وال سوند» بفندق «الهيلتون» ميزة خاصة، بعد أن أدخلت فرقة «إمزاد» التي أحيت حفلا فنيا ساهرا الفرحة والبهجة في قلوب الأطفال المصابين بالتريزوميا، من خلال تفاعلهم مع الإيقاعات الموسيقية والأنغام الراقصة التي قدمتها الفرقة الصحراوية.
عرف الحفل حضور أعضاء الجمعية الوطنية للإدماج المدرسي والمهني للأطفال المصابين بالتريزوميا «انيت» وكذا أوليائهم الذين تجاوبوا مع الأداء الفني المتميز لفرقة «إمزاد» طوال السهرة الفنية التي دامت لأزيد من ساعتين، ما جعل الأطفال يرقصون ويصفقون نظرا للأجواء الرائعة التي صنعها الفنانون داخل القاعة.
وجاءت هذه المبادرة من طرف مؤسسة «ويل كوم ادفرستين»، التي أرادت أن تقاسم أجواء المرح «بخيمة الهيلتون «أطفال التريزوميا بغرض تكسير نظرة المجتمع القاسية تجاه هؤلاء الأطفال الذين يعتبرونهم الأغلبية مختلفين تماما عن الأطفال العاديين ولا يسمح بإدماجهم في الوسط المدرسي، بالرغم من القدرات الكبيرة التي يمتلكونها. علما أن الجزائر تحصي حوالي 80 ألف طفل مصاب بالتريزوميا.
وعلى هامش الحفل الساهر الذي نشطته فرقة «إمزاد»، اقتربنا من ممثلي جمعية «انيت» وأولياء أطفال «التريزوميا»، حيث أكدوا على الأداء المتميز لهذه الفرقة الصحراوية التي تمثل تراث الجنوب الجزائري، موضحين أن هذه الفئة تعاني العزلة والتهميش وهي بحاجة لمثل هكذا مبادرات تجعلهم يشعرون بالفرح والسرور وتنسيهم المعاناة اليومية التي يتجرعونها.
من جهتها، أكدت ممثلة الجمعية الوطنية للإدماج المدرسي والمهني «تريزوميا»، صنهاجي سامية، أن الجمعية تناضل منذ 22 عاما على مستوى 17 ولاية من أجل إدماج هذه الفئة، مشيرة إلى أن 500 طفل تم دمجهم في أقسام تعليمية خاصة على مستوى المدارس العادية والتكفل بهم منذ الصغر في مجال تعلم النطق والقراءة، داعية في ذات السياق وزارة التربية إلى المساهمة في إدماج هذه الفئة في المدارس التربوية.
وأضافت صنهاجي، وهي أم لطفل مصاب بالتريزيوميا، أن هؤلاء الأطفال يمكنهم القيام بأعمال عديدة ونشاطات مختلفة تبيّن قدرتهم على تعلم القراءة والكتابة والحساب والقيام بنشاطات ذهنية ويدوية مثلهم مثل الأطفال العاديين، موضحة أنها الأساسيات التي تفتح لهم أفق العيش بصفة طبيعية في المجتمع وتجعلهم يتخلصون من العزلة والتهميش.
وعن المهام الأخرى للجمعية، أوضحت أنها تقوم بتقديم نصائح هامة لأولياء الأطفال المصابين بالتريزوميا، من أجل تحسين التكفل بهم. مؤكدة أن رفض المدارس ورياض الأطفال استقبالهم يخلق مصاعب عدة للأولياء في كيفية التكفل بأطفالهم، مضيفة أن هؤلاء لديهم قدرات كبيرة إلا أنهم يحتاجون وقتا أكبر لإبراز طاقاتهم وتعلم أشياء جديدة في مختلف المجالات.