طباعة هذه الصفحة

إيجابيات نظــام التفويج تحـت المجهـر

100 يـوم عــن آخـر امتحانــات نهائيـة استثنائيـة

فتيحة كلواز

 مع اقتراب موعد الامتحانات النهائية لشهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، تزايدت سرعة التحضيرات بوضع خطط مراجعة تسمح باستغلال الوقت بطريقة ناجعة، خاصة وان امتحانات هذه السنة هي ثالث وآخر دفعة تجرى أقسامها النهائية الامتحان في ظروف استعجالية بعد تبني وزارة التربية نظاما يتكيف مع المعطيات الصحية الاستثنائية، منذ ظهور أول حالة في الجزائر يوم 25 فيفري 2020 الماضي.

يدخل القطاع سنته الثالثة في التعايش مع الوباء العالمي، حيث اتخذت عدة إجراءات تربوية، تنظيمية وصحية على مستوى المدرسة الجزائرية لتفادي الأسوأ وضمان استمرار الدراسة والمحافظة على جميع افراد الاسرة التربوية، حيث تم توقيف الدراسة بعد فصلين من الدراسة، بعد انتشار الوباء سنة 2019، ونفس الشيء بالنسبة للسنة الدراسية 2020 / 2021، قلصت فيها السنة الدراسية إلى فصلين، مع اجبارية تطبيق بروتوكول صحي خاص وضع بالتنسيق مع وزارة الصحة.
أما بالنسبة لهذه السنة وبعد تجربة التعايش مع الوباء، وضعت الوزارة الوصية العودة الى الدراسة العادية هدفا أساسيا ومحوريا، وهو ما تم بالفعل من خلال دخول مدرسي طبيعي، شهر سبتمبر الماضي، وكذا العودة إلى نظام ثلاثة فصول في السنة الدراسية، وكذا اعتماد المدة العادية للحصة أي 60 دقيقة عوض 45 دقيقة في السنة الماضية، حيث كانت هذه العودة مشروطة بالالتزام التام بالإجراءات الوقائية.
وبعد استقرار الوضع الصحي في الجزائر وانتهاء موجة رابعة بلغت ذروتها أرقاما قياسية، أعلنت وزارة التربية الشهر الجاري ان الموسم الدراسي الحالي، هو الأخير في تطبيق البرتوكول الدراسي الاستثنائي والمتعلق بخطة استعجالية للحد من انتشار الوباء داخل المؤسسات التربوية لمنع تحولها الى بؤر عدوى وضمان مواصلة الدراسة لتفادي سنة بيضاء.
وراهنت العائلة التربوية على رفع التحدي من خلال تطبيق نظام التفويج الذي أسال الكثير من الحبر بالرغم من تمكنه من حل مشكل الاكتظاظ في الاقسام وإعطاء التلاميذ وقتا أكبر للمراجعة بعيدا عن ضغط الدراسة، رغم ذلك وصل عدد التلاميذ في الفوج الواحد 34 تلميذا ما يعني ان عدد الأقسام العاديةّ سيكون كبيرا، لذلك يمثل الغاء هذا النظام تحديا حقيقيا، لأن القسم سيصل تعداد تلاميذه الى 64 تلميذا، ما ينعكس سلبا على الأستاذ وما يقدمه من مكتسبات معرفية، لأنه عوض التركيز على التدريس سيهتم أكثر بالحفاظ على الانضباط داخله طوال مدة الدرس.
 لذلك جاء قرار إلغاء نظام التفويج صادما للبعض، لأنه ساهم بطريقة غير مباشرة على إبقاء القسم بعيدا عن الفوضى وعدم الانضباط خاصة مع وجود عدد كبير من معيدين في الأقسام وصل في بعض الأحيان الى 15 تلميذ في القسم الواحد، لكن ترى الوزارة الوصية ان نظام التفويج قد انعكس سلبا على العملية التربوية نظرا لانعكاساته السلبية على نتائج التلاميذ وتحصيلهم المعرفي.
العودة الى نظام التمدرس العادي، السنة المقبلة استدعى وضع مقترحات لمفتشي التربية الوطنية كان أهمها استغلال إيجابيات نظام التفويج، بدل إلغائه بصفة نهائية، شريطة تطبيقه بمعايير وشروط جديدة، بدءا من الموسم الدراسي القادم، من خلال الاحتفاظ بالأفواج التربوية النموذجية بـ25 تلميذا أو 30 تلميذا كأقصى حد، دون دمجها وتحويلها إلى أقسام تربوية كاملة، الى جانب الابقاء على التقليص دون اللجوء إلى رفع ساعات التدريس مجددا، بغية تقليل الضغط على التلاميذ والأساتذة.
وفي انتظار ما ستفرزه الأيام من إجراءات تتخذ في جوهرها لصالح التلميذ والأستاذ، كشفت الوزارة الوصية عن رزنامة الامتحانات النهائية حيث سيكون موعد امتحان شهادة التعليم المتوسط في 6 جوان إلى 8 جوان 2022، فيما حدد تاريخ اجراء امتحان البكالوريا في 12 جوان القادم، بينما تم الاكتفاء باحتساب المعدل السنوي للتقييم المستمر بالنسبة للسنة الخامسة بعد الغاء امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، حيث سيكون الانتقال إلى السنة الأولى متوسط باحتساب ناتج قسمة مجموع الفصول الدراسية على ثلاثة، على أن يعوض هذا الامتحان، بداية من السنة الدراسية المقبلة 2023/2022 بامتحان تقييم مكتسبات، نهاية مرحلة التعليم الابتدائي.