طباعة هذه الصفحة

محادثات وقف الحرب لم تحقق أيّ انفراج

القوّات الروسية على مشارف كييف وبايدن في بولندا الجمعة

تدخل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الـ27، الثلاثاء، فيما يستمر القصف الروسي على المدن الأوكرانية. وفي آخر التطوّرات، أعلنت السلطات في أوكرانيا فرض حظر تجوال شامل اعتبارا من مساء أمس وحتى غد الأربعاء.
قال المدعي العام في أوكرانيا إن قذيفة روسية سقطت على مصنع كيماويات خارج مدينة سومي، بعد الساعة الثالثة فجرا بقليل، ما تسبب في تسرب خزان يحتوي على 50 طنا من الأمونيا استغرق ساعات لاحتوائه.
فيما اعتبر المتحدث باسم الجيش الروسي، إيغور كوناشينكوف، أن التسريب كان «استفزازا مخططا» من قبل القوات الأوكرانية لاتهام روسيا زورا بارتكاب هجوم كيماوي.
قصف واستسلام
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بمقتل أكثر من 80 من المرتزقة الأجانب والقوات الأوكرانية في منطقة ريفني، مشيرة إلى قصف مركز لتدريب المرتزقة الأجانب في ريفني بصواريخ كروز.
وقالت إن صواريخ كروز دمرت مستودعا للذخيرة والأسلحة في مدينة سيليتس، كما دمرت أكثر من 216 مسيرة أوكرانية، منذ بداية العملية العسكرية، مؤكدة استسلام أكثر من 60 عسكريا أوكرانيا في ضواحي كييف أغلبهم قيادات بالجيش. كما أشارت إلى قصف منشأة عسكرية بصواريخ مجنحة في ضواحي ريفنا شمال غربي أوكرانيا.
تقدّم نحو كييف
أفادت وزارة الدفاع البريطانية بأن القوات الروسية تتقدم نحو كييف من الشمال الشرقي، مشيرة إلى أن القوات الروسية لا تزال بعيدة بنحو 25 كيلومترا عن وسط كييف. وأضافت أن روسيا ستعطي على الأرجح الأولوية لمحاولة تطويق كييف، خلال الأسابيع المقبلة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت عن مهلة حتى ظهر أمس للسماح للقوات الأوكرانية والمرتزقة الأجانب بمغادرة ماريوبول بدون أسلحة، فيما ردت الحكومة الأوكرانية على الطلب الروسي بأن الاستسلام في ماريوبول غير وارد. وتزامنا، أعلنت السلطات في أوكرانيا عن فتح 8 ممرات إنسانية  لخروج المدنيين، ليس من بينها مدينة ماريوبول.
من جهتها، قالت خدمات الطوارئ على «فيسبوك»، إن قصفا تسبّب باندلاع حريق في طبقات عدّة من المركز التجاري الواقع في منطقة بوديلسكي شمال غربي المدينة، وباندلاع النار في آليات عدة. وتعرّضت كييف لسلسلة هجمات الأسبوع الماضي.
جدل حول استسلام ماريوبول
ودعت الدفاع الروسية، مساء الأحد، القوات الأوكرانية في ماريوبول لتسليم الأسلحة مقابل ممر آمن لها، كما أمهلتها حتى صباح الاثنين للاستسلام وتسليم المدينة، فيما رفضت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشتشوك، التهديد الروسي بضرورة إلقاء السلاح في مدينة ماريوبول، وأكدت أن الاستسلام مستبعد جدا، وأن أوكرانيا أبلغت الجانب الروسي بهذا الأمر.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن أوكرانيا أمامها حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين للرد على طلب تسليم ماريوبول. كما دعت روسيا الأمم المتحدة والصليب الأحمر للإشراف على خروج قوات أوكرانيا من ماريوبول.
المحادثات متعسّرة
قال الكرملين، أمس، إن محادثات السلام بين موسكو وكييف لم تسفر عن أي انفراجة كبيرة بعد ودعا الدول التي يمكنها التأثير على أوكرانيا إلى استخدام نفوذها لكي تظهر كييف توجها أكثر إيجابية في المفاوضات.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين في مكالمة هاتفية، إنه لا يزال يتعين إحراز تقدم كبير في المحادثات حتى يكون هناك أساس لعقد اجتماع بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
من جانبه، قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني نفتالي بينيت، الذي يحاول التوسط لإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا، أمس، إنه لا تزال هناك فجوات كبيرة بين الجانبين على الرغم من إحراز بعض التقدم.
وقال في كلمة وفقا لنص قدمه مكتبه «لا يزال الطريق طويلا لأن … هناك العديد من القضايا محل خلاف، بعضها أساسية».
بايدن يتوجّه إلى بولندا الجمعة
على صعيد آخر، أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن سيتوجّه إلى وارسو الجمعة، للقاء نظيره البولندي أندريه دودا، ومناقشة الحرب بين روسيا و اوكرانيا. وقال البيت الأبيض في بيان إنّ «الرئيس سيناقش كيفيّة استجابة الولايات المتحدة، إلى جانب حلفائنا وشركائنا، للأزمة الإنسانيّة وأزمة حقوق الإنسان التي خلّفتها حرب روسيا غير المبرّرة على أوكرانيا». وأشار البيان إلى أنّ زيارة بايدن ستجري بعد توجّهه إلى بلجيكا، حيث يلتقي قادة في حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع والاتّحاد الأوروبي.
المدنيون بين اللّجوء والنزوح
ميدانيًا أكد مسؤول أوكراني أن الحرب تسببت في لجوء أكثر من ثلاثة ملايين أوكراني لدول أخرى فيما يتراوح عدد النازحين بين 11 و12 مليونا. وكتب ميخايلو بودولياك، المستشار للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على موقع تويتر: «أكثر من ثلاثة ملايين أوكراني اضطروا للفرار لدول أوروبية. وإجمالا اضطر ما بين 11 إلى 12 مليون نازح إلى مغادرة مدنهم بعد تدمير المدفعية الروسية لها».