طباعة هذه الصفحة

صالون الكتاب يستذكر شهداء القلم

دعوة للبحث في ظروف استشهاد الأدباء

ذهبية عبد القادر

 شكّل موضوع استشهاد الأدباء الجزائريين خلال حرب التحرير الوطنية من طرف السلطات الفرنسية محور ندوة بعنوان «استذكار الأدباء الشهداء»، التي نظّمت، أول أمس، خلال فعاليات الطبعة الـ 25 من الصالون الدولي للكتاب، والذي تتواصل فعالياته في قصر المعارض بالصنوبر البحري.

 أشار الكاتب أحمد حمدي إلى أنّ عملية اغتيال الأدباء الجزائريين خلال حرب التحرير الوطنية، كانت مدروسة ومخطط لها، ودعا الباحثين إلى ضرورة العودة إلى الأرشيف  لدراسة ظروف اغتيالهم، مستذكرا في السياق نماذج لثلة من الأدباء الجزائريّين الشهداء على غرار الشاعر والأمين العام لجمعية العلماء المسلمين محمد الأمين العمودي، والذي تعرّض للاختطاف ثم القتل يوم 10 أكتوبر 1957، بعد أن أعّد تقريرا بطلب من عبان رمضان لتقديمه في الأمم المتحدة حول جرائم فرنسا بالجزائر خلال الثورة التحريرية.
كما ذكر الكاتب أحمد حمدي بالشاعر الربيع بوشامة، الذي كرّس حياته للنضال من خلال انضمامه لجمعية العلماء المسلمين، ومشاركته في مجلة «الشهاب»، مؤكدا أنّ أحمد رضا حوحو يعد هو الآخر شهيد الكلمة، فقد كتب العديد من القصص وله ترجمات في الأدب الفرنسي، واهتم بعرض مسرحيات من خلال جمعية «المزهر القسنطيني» لبث الوعي الوطني لدى الجزائريين.
وتعرّض المحاضر إلى ظروف اعتقال أحمد رضا حوحو في أوائل 1956 من طرف الشرطة الفرنسية، التي اعتبرته مسؤولا عن اغتيال محافظ الشرطة بقسنطينة، فاعتقل بسجن الكدية ومنه حوّل إلى جبل الوحش وتم إعدامه، وبعد استقلال الجزائر عثر على جثمانه برفقة جثث ثمانية أخرى مدفونة بوادي حميمين، كما تناول أحمد حمدي في مداخلته ظروف اغتيال الروائي مولود فرعون يوم 15 مارس 1962 بالأبيار، وقال: «هذا الاغتيال جاء ضمن سياسة الأرض المحروقة التي اتبعتها المنظمة الخاصة، والتي استهدفت أيضا العديد من المؤسّسات كحرق مكتبة جامعة الجزائر في 1962».
من جهتها تحدّثت فايزة فرعون، ابنة الروائي مولود فرعون عن البنية الروائية لروايتة الأخيرة «مدينة الورود» التي صدرت عام 2007، واستندت في تحليلها للرواية على دراسة أعدّتها الباحثة اليابانية إتسكوياكي واكدو من جامعة طوكيو، وقالت فايزة فرعون إنّ بنية الرواية ليست بسيطة وسطحية بل عميقة، موضّحة أنّ هدف والدها من كتابة هذه الرواية هو التطرق للجانب السوداوي للحرب، وما خلفته من آلام ودمار، حيث اعتمد على طريقة الارتداد بالعودة إلى الأحداث الماضية.
من جهتها تطرّقت الباحثة عفيفة برارحي إلى قضية التزام الكاتب مولود فرعون، واعتمدت على تقنية تحليل خطاب نصين لمولود فرعون، ينشران لأول مرة في الجزائر، وصدرا في كتاب عن دار «كلمة»، الأول جاء تحت عنوان «إرهاب  في الجزائر» والثاني «قتلة»، وقالت إنّهما نصين يعبّران عن إنسانية مولود فرعون، الذي فضح تجاوزات وفظاعة الاستعمار الفرنسي الذي قتل جزائريين عزل، واعتبرت الجامعية عفيفة برارحي أنّ النصين يكشفان عن رغبة مولود فرعون لبلوغ نظام اجتماعي أفضل، ونظام أكثر إنسانية وأكثر عقلانية.