طباعة هذه الصفحة

الروائية «صباح مدرق نارو لـ«الشعب»:

«وطن مع وقف التنفيذ» تكشف إرهاصات نفسية تفرضها الحروب

حوار: حبيبة غريب

تكتب في الرواية وقليلا في القصة، حازت مخطوطاتها على العديد من الجوائز الوطنية، هي المؤلفة الواعدة صباح مدرق نارو من ولاية خنشلة، تحدثنا من خلال هذا الحوار عن آخر روايتها «وطن مع وقف التنفيذ».
-  الشعب: من تكون «صباح مدرق نارو» وكيف كانت البدايةمع الكتابة؟  
 صباح مدرق نارو: صباح كاتبة في الرواية والقصة، من مدينة قايس بولاية خنشلة تكوني علمي وتقني لا يمد للأدب والكتابة بصلة فأنا طبيبة بيطرية.
أما عن البداية في عالم الكتابة، فالمعلوم أن بداخل كل واحد منا طفل يحلم أن يصبح يوما ما كاتبا، البدايات كانت مع قراءاتي الأولى، حيث تأثرت كثيرا بأسلوب وطريقة وصف غادة السمان في كتاباتها وخاصة كتابها «على كورنيش بيروت»، أتذكر جيدا كانت تتحدث عن الفجر، وكانت تقوم بجولة على كورنيش بيروت، فذلك الوصف الدقيق والإحساس الجميل استطاعت أن تسربه داخلي أنا كقارئ تمنيت أن أكون يوما وأن أكتب مثلها، ثم رويدا رويدا بدأت اقرأ لكتاب آخرين كنجيب محفوظ، المنفلوطي ومن الأدب الجزائري الطاهر وطار، ثم تطور الأمر إلى ياسمينة خضرة ومولود فرعون.
تعددت القراءات وأصبح لدي نظرة أوسع على الأدب الجزائري، كنا في البداية نتأثر بروايات المشرق وحين اكتشفت الأدب الجزائري وجدت فيه سحرا خاصا ووجدت هويتي داخل الإصدار.

-  على ذكر الهوية، إلى ماذا يرمز عنوان روايتك «وطن مع وقف التنفيذ»؟
 هذا الوطن يرمز إلى أوطاننا العربية بشكل عام. صحيح لنا رقع جغرافية واسعة، لكننا لا نشعر أننا نمارس وطنيتنا وحياتنا الطبيعية داخل الوطن.. وتبقى دائما أوطاننا رهينة في أنفسنا إلى وقت مؤجل، لذلك الوطن لدينا لا يتعدى تلك الرقعة الجغرافية.

-  وعما تتحدث الرواية؟
 رواية «وطن مع وقف التنفيذ» تتحدث عن فترة ما قبل الثورة، وهي عبارة عن مقاربة بين شخوص الرواية.. تتحدث عن محمد وعن فاطمة وعن سباستيان، شخصيات تشكل فصول الرواية لتلتقي في الأخير في مشهد درامي.
بطل الرواية هو محمد، فلاح بسيط يعيش في منطقة ما من منطقة الاوراس، لا يعرف من الحياة سوى معوله وأرض بور يحاول استصلاحها ولا يهمه من العالم أي شيء آخرا عدا ذلك.
وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية يجند بالقوة من قبل القوات الفرنسية ويذهب إلى الضفة الأخرى، أين يكتشف فرنسا التي كانت بالنسبة للجميع ذلك الوحش الهائل، وتلك الأسطورة التي لا يمكن التخلص منها بسهولة بأي شكل من الإشكال.. يلتقي هناك محمد بشخصيات تصنع وعيه واستفاقة بالنسبة إليه وبالنسبة لسكان كل المستعمرات الفرنسية، التي اكتشفت هي الأخرى أن فرنسا الاستعمارية هي مجرد دولة يمكن التخلص منها إذا ما تسلح الناس بالعزيمة والإرادة.. وبدأت من هناك تتكون لديه فكرة أنه صاحب قضية، خاصة وأنه يلتقي خلال كفاحه بشخوص تنمي لديه الفكرة.
 من الجهة الأخرى هناك سبستيان جندي فرنسي وجد نفسه مقحما في حرب ليست بحربه، ليس له فيها لا ناقة ولا جمل، فهو فنان يهوى الموسيقى والرسم والسلام...
 أولت في هذه الرواية أن أتحدث عن الإرهاصات النفسية التي يعاني منها أي فرد عايش الحرب، سواء من هذا الطرف أو من الطرف الآخر.

- ما هي حكاية صباح والجوائز الأدبية؟
 صدر لي  ثلاث روايات «الطوق الأحمر» الفائزة بالمرتبة الثانية لجائزة علي معاشي للمبدعين الشباب، سنة 2009، وبعدها رواية «الورود المنتحرة» ثم رواية «وطن مع وقف التنفيذ» التي فازت بالمرتبة الثانية لجائزة علي معاشي للمبدعين الشباب، سنة 2014 وافتكت المرتبة الأولى في نفس المسابقة سنة 2020، وشاركت بها مؤخرا في الطبعة 25 من معرض الجزائر الدولي للكتاب بجناح المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية.

-  قلت إنك تكتبين في الرواية والقليل في القصة؟
 حاولت في هذا المجال كتابة عدد من القصص، فازت واحدة منها بالجائزة الأولى في المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب، وكان عنوانها: «هوية»، تحدث في هذه القصة القصيرة عن الصحراء وعن الهوية والتقاليد.. وكنت قد سجلت أن الكتابات الجزائرية نادرا ما تتطرق إلى الصحراء بالرغم من شساعة مساحتها وثراء تقاليدها وسحر جمالها.