طباعة هذه الصفحة

تثمينا للتّراث اللاّمادي

ليلة من ليالي بونة بقصر رؤساء البحر

حبيبة غريب

 قصص وحكايات من التّراث الشّعبي الأصيل، لباس تقليدي منسوج بخيوط من ذهب وحرير، عرس وزغاريد وحلويات ومربى و»شباح السفرة» و»قعدة» جميلة من «قعدات» مدينة بونة»، وحضور غفير للعائلات في إطار السهرة الرمضانية التي احتضنها، ليلة أول أمس، قصر رؤساء البحر بالعاصمة، ونظّمها مركز الفنون والثقافة بالتنسيق مع مكتب الجزائر الوسطى للتنسيقية الوطنية للمجتمع المدني.
 جاءت السّهرة التّراثية الجميلة، حسب فايزة رياش، مديرة مركز فنون وثقافة، في «إطار تثمين التراث اللاّمادي والممارسات الاحتفالية التي تعتبر جانبا محوريا من الهوية الوطنية، ورمزا لإعادة بعث الحيوية للنشاطات الثقافية الليلية لاسيما بعد فترة الإغلاق، ورفع الإجراءات الصحية بشكل نسبي، مما يسمح بالتجمعات والفعاليات الجماهيرية، وتزامنا أيضا مع شهر رمضان الكريم كونه مناسبة دينية تمتلك قدسية خاصة في ظل ارتباطه الوثيق بموروثاتنا الشعبية والممارسات العائلية العريقة المرتبطة بالعادات والتقاليد الاحتفالية، إضافة إلى الأجواء المتميزة التي يضفيها هذا الشهر الكريم».
ودعت فايزة رياش إلى» العمل بجهد للتعريف بتراثنا المادي واللامادي، الذي أصبح اليوم عرضة للسطو من قبل الدول المجاورة»، مركزة على «أهمية الحفاظ على هذا الموروث وحمايته والترويج له من خلال تسليط الضوء على كل تقاليدنا وعاداتنا ومعالمنا وثقافتنا وفنّنا وتدوينها بشتى الطرق».
وشكّل «العرس والممارسات الاحتفالية المتعلقة بمدينة بونة عنابة» شعار السهرة الفنية، والتي حضرها جمهور غفير كان له تفاعل كبير مع المدائح والوصلات الغنائية التراثية التي قدمتها فرقة وهيبة للفقيرات.
وأشارت رئيسة مكتب الجزائر الوسطى للتنسيقية الوطنية للمجتمع المدني آمال غازي، أنها اختارت موضوع عنابة مسقط رأسها لتعريف جمهور العاصمة بثراء بونة وجمال تقاليدها، خاصة تلك المتعلقة بأزياء ومديح وحلي وجميع المحطات العرس العنابي، التي تشكل في مضمونها جانبا من الخصوصية المحلية التي تتمتع بها المنطقة كالضفيرات والماشطة والهيئة التزيينية من أزياء التي تعطي ذلك التميز.
وبين وصلة غنائية وأخرى، أضفى تدخل الحكواتية والحرفية زهرة الفل بومزبر لمسة خاصة، حملت بها الحضور إلى الزمن الجميل والى رونق الحكايا وحكمة الأمثال الشعبية التي تعلمتها عن والدتها وتسعى اليوم جاهدة إلى تثمينها، فكان لحكاية «الطائر الحر»، و»الحليب الصافي» و»جحا ودعوة الخير» وغيرها من القصص وقع جميل في نفسية الحضور خاصة الأطفال.