طباعة هذه الصفحة

شهر التراث بقصر رياس البحر

تكريم العلامة محمد الصالح الصديق

حبيبة غريب

معرض حول المخطوطات وقعدات للعادات والتقاليد

تتواصل بمركز الفنون والثقافة بقصر رؤساء البحر فعاليات شهر التراث الذي سطر له مجموعة من الأنشطة الفنية والفكرية بين محاضرات فكرية وسهرات فنية تحاكي التراث وتقاليد رمضان بالمحروسة على غرار قعدة البوقالة التي نظمت آخر هذا الأسبوع بالتنسيق مع جمعية فن وأصالة الثقافية.
كانت الانطلاقة للبرنامج الثقافي والفني الذي سطره مركز الفنون والثقافة; بمناسبة شهر التراث فكرية وفنية مزجت بين تكريم للعلم والفكر والمراجع والعلماء الجزائريين من خلال محاضرة على خطى العلامة الشيخ محمد صالح الصديق ومعرض الصور الفوتوغرافية الكلمة والقلم التي ستدوم إلى غاية 18ماي القادم; وكانت سهرة الثلاثاء الماضي، التي جمعت أيضا بين الاحتفال بشهر التراث وبيوم العلم، ثقافية متنوعة جمعت بين محاضرة بعنوا: على «خطى العلامة الشيخ محمد صالح الصديق» وافتتاح معرض للصور الفوتوغرافية الكلمة والقلم يتناول فيه الإعلامي والمصور سعيد بوطرفة واقع المخطوطات في الجزائر.
كان اللقاء الفكري الذي احتضنه قصر 18 مناسبة عُرض خلالها على الحضور البعض من انجازات ومآثر أحد أقطاب الفكر الجزائري العلامة محمد الصالح الصديق، هذا الباحث والمفكر المغربي والكاتب الذي وصل رصيده من المؤلفات القيمة اليوم إلى 157كتاب.
فيما اعتبر الشاعر والكاتب رشيد صحراوي العلامة محمد الصالح الصديق الاب الروحي والمعلم والموجه الذي يستمد منه الحكمة والنصيحة منذ زمن بعيد، مشيرا في مداخلته إلى محطات من حياة ومسيرة العلامة الذي ولد وترعرع بقرية ابسكرين» وتتلمذ بزاوية عبد الرحمان الايلولي منبع العلماء-والفقهاء، وأين رجع للتدريس بها بعد ان أكمل دراسته.
 وقد لقب العلامة الجليل بالطفل الشيخ لختمه القرآن، وهو في سن الثامنة وأربع أشهر، كما التقى، يضيف صحراوي في هذه الفترة بالإمام عبد الحميد ابن باديس الذي تشبع بفكره لاحقا وأصبح بدوره منارة الإصلاح والتوجيه السديد. 
وشارك كل سكان قرية ابسكرين في تمويل أول إصدار للعلامة محمد الصالح الصديق: الأدباء والتحصيل الذي ألفه وهو في سن السادسة والعشرين، واليوم وصل رصيده من المؤلفات 157مؤلف، آخرها مؤلف «لقاء الأحباء بيوم الثلاثاء» في جزء الأول والذي ضمنه العلامة، سير ذاتية و مقالات وغيرها كانت حصيلة لقاءات، يوم الثلاثاء، جمعتها في بيته مع النخبة. وأشار من جهته، الكاتب مراد عمرون إلى الجانب الثوري من حياة العلامة الجليل الذي جاهد إبان الاحتلال الفرنسي بالكلمة والحكمة والتوجيه وحمل السلاح في وجه العدو، وواصل نضاله في معركة البناء بعد الاستقلال بالتدريس وتعليم الأجيال والكتابة والبحث والإصدار. وأفصح مراد عمرون عن إصداره لثلاثة كتب حول مسيرة العلامة وعطائه لأكثر من ثمانون سنة.
وتم تكريم العلامة من قبل مركز الفنون والثقافة بقصر رؤساء البحر. وفي سياق آخر، تناول معرض الصور الفوتوغرافية لصاحبه سعيد بوطرفة، الواقع المؤلم للمخطوطات خاصة بولاية أدرار والتي تتعرض للتلف والسرقة، كونها ملف لعائلات لا تتحكم على تقنيات لحفظها.