طباعة هذه الصفحة

الدكتور مبروك زيد الخير من منتدى الفكر الإسلامي:

استغلال وسائل التكنولوجيا لتحقيق مبدإ التعايش

أمينة جابالله

استعرض الدكتور مبروك زيد الخير ست إضاءات لمفهوم التعايش، من خلال ما نادت به النصوص القرآنية من جهة، وما هو ثابت في السنة النبوية الشريفة، وفي إطار متابعة ندوات منتدى الفكر الثقافي الإسلامي الموسوم بشعار «الحوار والتعايش». وعرف العدد الرابع مداخلة للدكتور مبروك زيد الخير التي جاءت تحت عنوان: «التعايش في القرآن والسنة النبوية».

تناول الدكتور مبروك زيد الخير مصطلح التعايش الذي أراده الله أن يكون مفتاح العلاقات بين البشر وذلك من خلال تصالح أخلاقي بينهم.
وأكد ضيف الجلسة الرابعة من منتدى الفكر الثقافي الإسلامي، «أن الإسلام بقرآنه المحكم وسنّة نبيّه الشريفة يبني الملكات الإنسانية ويوجه الفطرة، ويحرك الهمم ويبرز القيم لتحقيق مبدإ التعايش الذاتي بين أفراد الأمة، والتعايش الإنساني بين سكان البسيطة وعمّارها، حفاظا على الإيمان وتوخيا للعمران».
وأضاف المتحدث، بأن الإسلام يحقق مبدأ التعايش المشترك في إطار التعاون الإيجابي على تسييج حركة الحياة بمبادئ الايمان والأمان والعمران والاستقرار، الذي تضمن فيه جميع الحقوق بالسويّة ويطمئن فيه الراعي وتهنأ الرعية.
كما نوه الدكتور مبروك زيد الخير إلى نظرة التعايش التي لا تفتأ تستجيب لإلحاح النصوص، على اعتبار أن التعايش ضرورة للحياة، مما تقتضيه قاعدة جلب المنافع ودرء المفاسد، حيث استشهد بما عبر عنه علال الفاسي بقوله: «إن المقصد العام للشريعة الإسلامية هو عمارة الأرض بحفظ نظام التعايش فيها، واستمرار صلاحها بصلاح مستخلفيها وقيامهم بما كلفوا به».
مضيفا في ذات الصدد، إلى نقطة جد هامة ألا وهي كيفية تحقيق التعايش، كما جاء على لسانه في هذه الحيثية» لتحقيق التعايش لابد من انفساح الرؤية وتحقيق وتصحيح المفاهيم لتحقيق المناخ الفكري والروحي والعقائدي، والسمو بالمعاملة الأخلاقية الى مستوى الممارسة التي بلورتها الحضارة الإسلامية في بغداد والقيروان، والقاهرة ودمشق، وقرطبة وغرناطة وبجاية، وتلمسان، وداكار، وغانا وفرغانا.
وأثار فضيلة الدكتور مبروك زيد الخير في المداخلة نقطتين هامتين، على غرار الوصايا الأربع السابقة الأولى متعلقة بالتكنولوجيا والثانية تصب في المنظومات الاجتماعية المختلفة التي من شأنها أن تساهم في تحديد مفهوم التعايش، حيث قال عن استغلال وسائل التكنولوجيا والرقمنة وفضاءات الشابكة، «بأنها يجب أن تكون للإقناع والإبداع وتوسيع دائرة التفاعل لتحريك الأفكار الميتة، وإبراز المبادئ الحية التي تضمن التعايش وتيسره للإنسانية وللأمة الإسلامية»، في حين عرج إلى مساهمة ست منظومات في تحقيق أواصر التعاون والتعايش.