طباعة هذه الصفحة

بعد بلوغهم نصف نهائي رابطة الأبطال

«السطــايفـية » لاستعادة أمجادهم القاريـة

عمار حميسي

نجح وفاق سطيف في تحقيق إنجاز كبير من خلال بلوغ نصف نهائي رابطة أبطال افريقيا عقب نجاحه في الفوز على الترجي التونسي في إياب ربع نهائي المسابقة القارية، وعكس التوقعات نجح زملاء جابو في قلب الطاولة على المنافس وتأكيد خبرته القارية التي اكتسبوها من خلال مشاركاتهم السابقة والإنجازات التي حققوها فيكفي أن نقول أنّ الوفاق هو الفريق الجزائري الوحيد الذي نجح في الظفر باللقب القاري سنة 2014.

حجز وفاق سطيف مكانا في المربع الذهبي لرابطة أبطال افريقيا ووضع نفسه ضمن أفضل أربع أندية في القارة السمراء رغم أنّ أغلب المتابعين لم يتوقعوا أن ينجح الفريق في التأهل من دور المجموعات، إلا أنّ زملاء خذايرية قلبوا التوقعات وأبانوا عن مستوى مميّز تمكنوا من خلاله من الخروج من دور المجموعات في المركز الثاني والظفر بتأشيرة التأهل ومواجهة الترجي التونسي التي كانت صعبة، إلا أنّ الفريق كان في الموعد خاصة خلال مواجهة العودة بتونس واستطاع تحقيق الانتصار والتأهل إلى المربع الذهبي.
مشوار الفريق في المنافسة القارية خلال الموسم الحالي كان متذبذبا وعرف صعودا ونزولا إلا أنّ الأهم تحقق من خلال بلوغ مراحل متقدمة من المنافسة والتأكيد على قدرة الفريق في الظفر باللقب القاري رغم أنّ المأمورية لن تكون سهلة أمام حامل اللقب الأهلي المصري الذي يسعى هو الآخر للحفاظ على لقبه من خلال إقصاء الوفاق من نصف النهائي، ولكن لاعبو الوفاق عازمون على تحقيق المراد من خلال إحداث المفاجأة وإخراج حامل اللقب من المنافسة رغم أنّ المنافس يرى نفسه في النهائي بعد أن تحدث أنصار الأهلي أنّ مواجهة الوفاق ستكون أسهل بكثير من مواجهة الترجي لكن لاعبو الوفاق سيردون على أرضية الميدان على هذا الأمر مثلما فعلوا خلال مواجهة الترجي.
لم يكن هدف الفريق في البداية التأهل إلى نصف النهائي أو النهائي حيث وضعت الإدارة أهدافا محددة وهذا لتفادي الضغط على اللاعبين وتحسيسهم بأنّ الأمور ستكون صعبة وأيضا لتفادي تشتيت ذهنهم، حيث وضعت في البداية هدف الوصول إلى دور المجموعات كهدف رئيسي وبعد أن حدث هذا الأمر قامت الإدارة بتحديث أهداف الفريق من خلال وضع هدف بلوغ ربع النهائي والتأهل عن دور المجموعات كهدف رئيسي وبعد أن تحقق هذا وضعت الإدارة هدف بلوغ نصف النهائي وهو ما تحقق. وبعد ذلك تنوي الإدارة وضع هدف بلوغ النهائي وهكذا يبدو أن هذه الطريقة كانت ناجحة إلى أبعد الحدود خاصة من الناحية النفسية فاللاعبون لم يحسوا بالضغط طيلة مشوارهم في المنافسة القارية عكس ما هو الحال فإذا كانت الإدارة قد حددت من البداية هدف التتويج باللقب القاري كهدف رئيسي.

إعادة سيناريو 2014
تجتمع العديد من العوامل المشتركة في مشاركة الوفاق خلال النسخة الحالية وتشبه إلى حدّ كبير مشوار النادي في المسابقة القارية عند تتويجه بلقبها في 2014، حيث لم يكن الفريق الأفضل كما أنه لم يكن المرشح الأبرز للتتويج باللقب في ظل سيطرة ثنائي الكونغو فيتا كلوب ومازمبي على المنافسة القارية بعدما تواجدا في المربع الذهبي وكان على الوفاق تخطي عتبة مازمبي وهو ما حدث قبل أن يتحدى فيتا كلوب في النهائي ونجح في الفوز عليه والتتويج باللقب ونفس الأمر ينطبق الآن على مشوار الفريق في رابطة أبطال إفريقيا.
على الورق يمتلك الأهلي المصري حظوظا كبيرة للمرور إلى النهائي والتتويج باللقب وهو الفريق المتكامل والذي يحتوي على مجموعة كبيرة من اللاعبين الممتازين الأساسيين في منتخب مصر ومنتخبات أخرى مثل تونس وجنوب افريقيا، فالفريق يعتمد بالشكل الأساسي على العمود الفقري لمنتخب مصر ممثلا في الحارس الشناوي والدفاع من عبد المنعم مرورا بأيمن أشرف ووسط الميدان عمرو السولية وحمدي فتحي ولاعبين آخرين دوليين في صورة لاعب منتخب تونس علي معلول ونجم منتخب جنوب افريقيا بيرسي تاو كل هاته العناصر تمتلك رصيدا كبيرا من الخبرة والتجربة الدولية والرغبة في التتويج باللقب مرة أخرى لأن هدفها هو المشاركة في كأس العالم للأندية وللمرة الثالثة على التوالي.
في سنة 2014 كان الوفاق هو الحلقة الأضعف في نصف النهائي والجميع توقع أن يتوقف مشوار الفريق في هذا الدور، لكن المدرب ماضوي آنذاك رفقة مجموعة من اللاعبين المميزين استطاعوا القيام بأمر غير منتظر وغير مسبوق على مستوى الكرة الجزائرية من خلال التتويج بلقب رابطة أبطال إفريقيا والمشاركة في كأس العالم للأندية، حيث يعد الفريق الوحيد الذي توّج بلقب رابطة أبطال افريقيا في نسختها الجديدة وهو الأمر الذي يسعى لتكراره خلال المباريات المقبلة المتبقية له في المنافسة بداية بمواجهتي الأهلي المصري في المربع الذهبي.
المأمورية لن تكون سهلة إلا أنّ كرة القدم فيها الكثير من المفاجآت وهو الوتر الذي يسعى الوفاق للعب عليه من خلال قلب التوقعات التي تراهن كلها أن الأهلي المصري هو من سيمر إلى النهائي ولا يوجد من يرى الوفاق في النهائي أو على منصة التتويج وهو ما سيجعل لاعبي الوفاق أمام حتمية قلب التوقعات والتكهنات التي تصب كلها في صالح الأهلي المصري، ومن ناحية أخرى يخفف هذا الأمر الكثير من الضغوطات على الفريق واللاعبين عكس المنافس الذي مازال لم يصل إلى مبتغاه بعد وهم التتويج باللقب.
جابو، جحنيط وخذايرية لرفع التحدي
يمتلك وفاق سطيف العديد من اللاعبين المميزين لكن الأنظار ستتوجه على وجه الخصوص إلى الثلاثي جابو وجحنيط إضافة إلى الحارس خذايرية بحكم أنهم الأكثر خبرة وسبق للثنائي جحنيط وخذايرية أن توجوا باللقب القاري مع الوفاق في 2014، بينما لم يتذوق جابو طعم التتويج ويسعى لذلك خلال النسخة الحالية من خلال قيادة الفريق إلى التتويج باللقب وستكون المأمورية صعبة على الثلاثي ولكن الآمال عليهم كبيرة خاصة خلال مواجهة الأهلي الاولى في القاهرة والتي سيكون فيها الفريق مطالبا بتفادي تلقي الهزيمة أو تلقي الكثير من الأهداف خلال لقاء الذهاب قبل مواجهة العودة حيث يجب التفاوض جيدا خلال تلك المواجهة من أجل العودة بنتيجة ايجابية.
مباراتا ربع النهائي عرفتا تألق الثنائي خذايرية وجابو فالحارس نجح في الوقوف الند للند أمام هجوم الترجي خلال المواجهة الأولى في ملعب 5 جويلية ونجح في الدفاع عن مرماه من خلال التصدي للعديد من الانفرادات لمهاجمي المنافس وهو ما جعله ينال لقب أفضل لاعب في المباراة أما خلال مواجهة العودة الامور تغيرت ونجح جابو في البروز والتألق من خلال تقديم مباراة كبيرة ونجح في تسجيل هدف الفوز والتأهل إلى نصف النهائي.
جحنيط هو الآخر تألق خلال مواجهتي الترجي وكان من أفضل اللاعبين على أرضية الميدان حيث يتوجب على الثلاثي المذكور تقديم مباراة كبيرة في القاهرة من أجل تأطير اللاعبين الشبان في الفريق ومنح المساعدة للوفاق في تحقيق نتيجة إيجابية خاصة أنّ التأهل إلى النهائي يمر عبر تحقيق نتيجة ايجابية خلال مواجهة الذهاب دون الانتظار الى غاية مواجهة العودة وعامل الخبرة سيكون له دور كبيرة في ترجيح كفة فريق على آخر إضافة إلى الحالة الفنية والمعنوية لكل فريق خلال المباراة ويتوجب على لاعبي الوفاق التحلي بالبرودة وتفادي الضغوطات التي قد تؤثر سلبا على مستواهم الفني والبدني.
لا يوجد مجال للمقارنة بين إمكانيات لاعبي الوفاق والأهلي فهذا الأخير يمتلك العديد من الخيارات المهمة عكس الوفاق الذي يراهن على مجموعة واضحة من اللاعبين التي لا تتغير خلال المباريات وهو الأمر الذي قد يجعلها معرضة للإرهاق أو الإصابات حيث يتوجب على الجهاز الفني حسن التعامل مع الفترة المقبلة وتفادي الضغط على اللاعبين حتى يكونوا في الموعد خلال مواجهة الذهاب في القاهرة. أما المنافس فمدربه الجنوب افريقي بيتسو موسيماني يلجأ في غالب الأحيان إلى أسلوب المداورة من خلال منح الفرصة لكل اللاعبين من أجل تفادي الإرهاق مستفيدا من توفر التركيبة البشرية الملائمة التي تجعله يغير العناصر بكل سهولة ودون التأثير على المستوى الفني للفريق في ظل اقترابه من التتويج بالبطولة المصرية.
مواصلة التألق خارج الديار
خدمت القرعة كثيرا وفاق سطيف خاصة أنه سيخوض مواجهة الذهاب في العاصمة المصرية القاهرة عكس ما حدث خلال مواجهة ربع النهائي عندما لعب المواجهة الأولى أمام الترجي على أرضه وأمام جمهوره ونجا من الخسارة بصعوبة كبيرة حيث يمتلك الفريق نقطة قوة ظهرت خلال النسخة الحالية من المنافسة القارية وهو أنه يلعب جيدا خلال المباريات التي تجري خارج الديار، حيث نجح في تحقيق العديد من النتائج الإيجابية خلال تنقلاته عكس ما هو الحال عليه خلال المباريات التي تجري على أرضه وأمام جمهوره وهو ما يجعله مدعوا لمواصلة التألق خلال المواجهات التي تجري خارج الديار من خلال العودة بنتيجة إيجابية خلال مواجهة ذهاب نصف النهائي أمام الأهلي المصري.
الفوز في المباريات داخل الديار أمر غير كاف بالنسبة للفريق من أجل التقدم نحو النهائي ويتوجب التفاوض بطريقة جيدا خلال مواجهة الذهاب أمام الاهلي المصري الذي سيدخل المباراة بنية تحقيق انتصار عريض وهو ما يطمح لتحقيقه من أجل الاقتراب من التأهل إلى النهائي لهذا يتوجب على الجهاز الفني للوفاق دراسة نقاط قوة المنافس جيدا ونقاط ضعفه من أجل تحقيق نتيجة ايجابية في القاهرة تزيد الضغوطات على المنافس قبل مواجهة العودة في الجزائر والتي سيحظى فيها الفريق بدعم عدد كبير من الأنصار الذين سيتنقلون إلى الملعب من أجل دعم زملاء جابو خلال هذه المواجهة المصيرية وفي حال كان الفريق قد نجح في تحقيق نتيجة إيجابية في القاهرة عدد الانصار سيكون مضاعفا لانهم يعلمون أنهم اقتربوا كثيرا من تحقيق حلم بلوغ النهائي وإقصاء حامل اللقب خلال النسختين الماضيتين.
الوفاق سيكون مطالبا بتسجيل هدف على الأقل في مواجهة الذهاب لأنه سيكون له تأثير معنوي كبير على الفريق حتى في حال الخسارة وبجب تفادي عدم تسجيل أيّ هدف وتلقي أهداف خلال مواجهة الذهاب لأن هذا معناه الاقتراب من الخروج من المنافسة القارية وخبرة الجهاز الفني للوفاق ليست كبيرة في هذا المجال، حيث يتوجب عليه معرفة ماذا يريد من مواجهة الذهاب واللعب على إمكانيات اللاعبين من أجل عدم تحميلهم ما لا يطيقونه، وهو ما قد يؤثر على معنوياتهم سلبا وينعكس على مستواهم الفني خلال مواجهة الذهاب ويؤثر عليهم في المنافسة على اللقب القاري لهذا يجب على الجهاز الفني التعامل مع مواجهة الذهاب بذكاء كبير من أجل تحقيق أفضل نتيجة ممكنة والتي ستكون الانتصار أو التعادل في أسوء الأحوال.