طباعة هذه الصفحة

الفنان عبد الهادي دحدوح:

اعتبار الفن وظيفة ضرب من الخيال

تمنراست: محمد الصالح بن حود

أكد الفنان عبد الهادي دحدوح، أن اعتبار الفن وظيفة في الجزائر يعد ضربا من الخيال، إذا ما تم استثناء بعض الأسماء المعروفة، والتي قد لا تسلم هي الأخرى من التهميش والإقصاء في مرحلة ما، معتبرا أن القضية قضية فكر مجتمعي يؤمن بما يقدمه الفنان ويثمنه، وليس اهتمام من الجهات الوصية فقط.

 قال الشاعر والكاتب المسرحي عبد الهادي دحدوح، خلال دردشة جمعته بـ»الشعب» إن هناك محاولات جادة من السلطات لتفعيل دور الفنان وحماية حقوقه، ولكنها تبقى غير كافية، بما في ذلك الوزارة الوصية التي تبقى في نظره عاجزة تماماً عن تقديم حلول فعالة لحل مشاكل الفنان الذي يبقى مهمشا ويعاني في صمت.
هذه الوضعية، يضيف صاحب رواية «مول الضاية» المتوجة بجائزة ولد الشيخ لنصوص الصحراء، بولاية أدرار 2019، دفعت بعض المثقفين للتحرر من قيود المؤسسة الثقافية وإحداث فضاءات أخرى تمكنهم من احتواء تلك الشحنة الإبداعية، فأحتضنها الشارع وتفاعل معها ما يعرف بـ (المقاهي الثقافية والقنوات الرقمية على منصات التواصل الاجتماعي)، دون نسيان معاناة الفنان في الجنوب، الذي يعاني من نقص الإمكانيات وبعد المسافة والحرمان من أبسط الحقوق، متسائلا في هذا الصدد إلى متى ستبقى الوزارة متمسكة بأحكامها العرفية التي عفى عنها الزمن، وتقدم حلولاً حقيقية لمشاكل الفنان وتنصهر معه للرقي بالمجتمع وتطويره، بالرغم من أن الفن في بلادنا قطع أشواطا لا بأس بها من حيث توظيف الفن في العمارة وحماية البيئة والتوعية وغيرها.
وعرّج صاحب نص «رقصة الموت» المتوجة بجائزة المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي 2013 بباتنة، على الواقع المعيشي للفنان واصفا إياه بالمزري والقاسي، ما جعله يحتاج للكثير من الصبر والتضحيات حتى يوصل رسالته، عكس ما يظنه البعض أن قيمة الفنان لا تحدد بما يكسبه بل بما يقدمه لمجتمعه ووطنه، وهو في غنى عن أي تكريم يقدم له بعد موته كما يحدث في كل البلاد العربية. بل يحتاج منا للأخذ بيده وإشراكه في الرقي بمجتمعه كل على بحسب فنه».
يحدث هذا حسبه في ظل عناء الحصول على بطاقة فنان التي يتعذر على الكثير من الفنانين الايفاء بكل شروطها، وكذا عناء التنقل إلى العاصمة، وتكاليف النقل والإقامة، خاصة القاطنين بالجنوب.
يضيف عبد الهادي دحدوح، إن الفن أصبح عبئا يرزح تحته ألاف المصابين ببلائه، متوسدين بوجع الطريق ومتكورين على أحزانهم وأحلامهم والآمهم، فالفن في بلادنا «نستأنس به لكن لا نتكل عليه» بحسبه.
وفي هذا الشأن، أضاف الشاعر عبد الهادي دحدوح أن الفن في المجتمعات النامية يقتصر دوره المقزم على الجانب الترفيهي لتخدير الشعوب وإغفالها عن الواقع المر الذي تعيشه، عكس المجتمعات المتطورة على غرار الموسوعة البريطانية التي تعرفه أنه التعبير عن الأفكار الجمالية عن طريق توظيف المرء لخياله وإبداعه بما يخدم الحضارة ويساهم في ازدهارها، كيف لا وهو نبراس الحضارات ومنبع تقدمها.