طباعة هذه الصفحة

تمنراست

الأيام الأدبية الثالثة تحيي اليوم الوطني للذاكرة

تمنراست: محمد الصالح بن حود

تتواصل فعاليات الأيام الأدبية الثالثة لتمنراست، بمشاركة مجموعة من الأدباء والشعراء والمختصين في المجال الثقافي من مختلف ولايات وطن، في تقديم إبداعاتهم الأدبية والثقافية للجمهور المحلي المهتم بالثقافة، من خلال تقديم مداخلات وتأطير ورشات تكوينية، وتنظيم أمسيات شعرية لنخبة من الشعراء.
التظاهرة الثقافية التي عكف على تنظيمها القطاع الوصي للولاية، بالتنسيق مع مكتب بيت الشعر الجزائري، وفرع اتحاد الكتاب الجزائريين والرابطة العلمية والتقنية للشباب بعاصمة الأهقار، تأتي بحسب ما أكده رئيس فرع اتحاد الكتاب الجزائرين بعاصمة الأهقار الشاعر مولود فرتوني كفرصة لجميع الفاعلين في الحركة الأدبية والثقافية المحلية، وربطهم بالساحة الأدبية الوطنية ومنه فتح أفق التطلع لديهم، خاصة وأن أغلبهم من الشباب الصاعد الذي ليس له علم بالحركية الأدبية المتواجدة على مستوى الولاية، فما بالك على مستوى الوطني، مما يساهم في إنعاش الحركة الأدبية المحلية مستقبلا.
استهل القائمين على الفعالية نشاطاتهم الثقافية، بدار الثقافة «داسين» بتقديم دكاترة وباحثين في الثقافات الشعبية لعدد من المداخلات في المجال الأدبي، على غرار الدكتور والشاعر عاشور فني، والبروفيسور والباحث في الثقافات الشعبة والدراسات النقدية عبد الحميد بورايو.
بعث مشروع لفهم الشعر الجزائري
كشف الدكتور والباحث في كل ما يتعلق بأشكال الممارسة الشعرية، عاشور فني عن مشروع بحث مع مركز الإنتربولوجية الاجتماعية والثقافية بوهران، لمحاولة فهم الشعر الجزائري من خلال إعداد ما يسمى بـ»أطلس الشعر الجزائري» رفقة عدد من الباحثين من مختلف مناطق الوطن وشراكة مع عدد من المخابر الجامعية.
أكد عاشور فني في مداخلته بالمناسبة، أن الفكرة الأساسية للمشروع الذي انطلق فيه السنة الماضية، هو محاولة فهم الشعر الجزائري وعلاقاته بالممارسة الثقافية، خاصة في ظل وجود النظريات التي تفصل النص عن المؤلف وحياته الاجتماعية، وتحاول أن تدرس النص كما لو أنه بنية مستقلة.
لكن حسب رأي المتدخل فإن الفكرة التي يقوم عليها أطلس الشعر الجزائري يحاول دراسة الشعر دراسة إنتروبولوجية بمعنى دراسة الشعر وعلاقته بالإنسان بكل جوانبه وأبعاده المتعددة السياقات، من أجل إعادة النص إلى سياقه الثقافي والبيئة الاجتماعية والطبيعية والجغرافية على عكس الذين عزلوا النص عن السياق.
يحدث هذا كله من خلال دراسة ما يسمى بالأقاليم الثقافية التي اعتمد عليها البحث، على غرار إقليم منطقة «بئر العاتر» بولاية تبسة كونها تزخر بالشعر الجزائري، وكذا إقليم «توات الكبرى» وإقليم «تيندوف» وغيرها.
بدوره تطرق المختص في الثقافات الشعبية البروفيسور عبد الحميد بورايو في مداخلته حول «دور التراث الشعبي في الإبداع» إلى الأدباء والشعراء وتنشئتهم الاجتماعية في البداية، وكيفية استيعابهم للتراث الذي يغوصون فيه، وكيف يصبحون أدباء يساهم رصيدهم الثقافي الخلفي في إبداعهم، مؤكدا في هذا الشأن على ضرورة إيلاء الناقد والدارس عناية كبيرة لهذه النقطة.
ومن المنتظر أن تشهد الأيام الأدبية الثالثة بعاصمة الأهقار، تنظيم مسابقة «شاعر المنبر في الهقار والتديكلت» في طبعتها العاشرة، يرافقها ورشات حول الكتابة الأدبية من تأطير الدكتور بشير غريب والدكتور محمد الأخضر سعداوي.