طباعة هذه الصفحة

نــــواب وأعضــــاء من البرلمــان يؤكـــــــدون:

ضــرورة التوافــق، الحوار ولمّ الشمــل

هيام لعيون

رصّ الصفــــوف لمواجهة المؤامــرات

 اتفق أعضاء ونواب من البرلمان بغرفتيه في إفادات لـ»الشعب»، على أن مسعى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، المتمثل في سلسلة اللقاءات مع الشخصيات الوطنية وزعماء التشكيلات السياسية، جاءت في وقتها بحثا عن توافق و»لمّ الشمل»، من أجل رصّ جبهة داخلية قوية، لإحباط مخططات تستهدف البلاد.

أكد شادي دراجي نائب عن التجمع الوطني الديمقراطي، أنه «لابد من لم شمل كل الجزائريين بدون استثناء. معتقدا أن مبادرة الرئيس موجهة خاصة إلى تحصين الجبهة الداخلية في مواجهة أطراف أجنبية حاقدة على الجزائر، حيث تسعى إلى تهديد الاستقرار الداخلي. لذلك فالمبادرة جاءت في وقتها، حيث لابد على جميع الوطنيين الغيورين على الوطن الالتفاف حولها».
وأوضح محدثنا، أن رئيس الجمهورية أجرى عدة لقاءات مع شخصيات حزبية ووطنية، تندرج في إطار المسار الذي رسمه الرئيس لأن تكون السنة الحالية سنة اقتصاد بامتياز، وهو ما يتطلع إليه كافة المواطنين، خاصة في مثل هذه الظروف نتيجة الأزمة الاقتصادية ووباء كورونا، لذلك ــ يقول ــ نعتقد انها مبادرة خيّرة لكل الجزائريين والصالح العالم بحثا عن الاستقرار المنشود.
تعميق الحوار
من جهته، قال رئيس كتلة حركة البناء الوطني كمال بن خلوف، إن «لقاء الرئيس يعتبر خطوة إيجابية في تكريس لغة الحوار، وفي تقديم صورة أخرى للجزائر، خاصة بعد أن أفرزت انتخابات قوى سياسية معينة وجديدة، أصبح لها ممثلون على مستوى غرفتي البرلمان، أو المجالس المحلية، ما يقتضي أن يكون التشاور في القضايا الكبرى للوطن من خلال تبادل الرأي».
وشدد بن خلوف على أن «هذا الحوار لو يتعمق أكثر في حوار ينتج عنه مجموعة من الورشات، حيث كان الرئيس قد تحدث عن الأمر سابقا، خاصة ما تعلق بإعادة وضع تصور لموضوع الدعم الموجه، بعقد لقاء بين 120 شخصية، من ضمنهم إطارات من الأحزاب والخبراء للخروج بصيغة جديدة تقلل من استنزاف الأموال العمومية من قبل جهات معينة، مشيرا إلى ضرورة أن «تحظى ملفات أخرى بقدر من الأهمية وتتوسع إلى حوار يتعلق بالإعلام، الحريات والملف الاقتصادي القوي جدا».
وأبرز بن خلوف، أن» الجبهة الداخلية تعيش تحديات كبيرة جدا في الجزائر، حيث تحاك مؤامرة، بوجود أطراف أجنبية تتربص بالجزائر. لذلك فالمطلوب اليوم بشكل كبير جدا، أن تكون الجبهة الداخلية في مستوى الانسجام في الطرح، لأن الاختلاف بحد ذاته سيشكل مشكلا، لهذا قرر الرئيس فتح حوار يهدف إلى توحيد الطبقة السياسية من خلال تحديد المخاطر والآليات للوقوف في وجه هذه التحديات، وهو أمر مهم جدا، خاصة لما يكون مرتبطا بين الطبقة السياسية والمجتمع المدني والفاعلين الموجودين على الساحة الداخلية، حتى تتفق كل القوى السياسية والمدنية على تشخيص الأزمة والمخاطر والتهديدات وكيفية مواجهتها».
التوافق الوطني
من جانبه أكد زميله في الغرفة البرلمانية الثانية، أحمد صادوق رئيس كتلة حركة مجتمع السلم، أن الرئيس عبد المجيد تبون، باشر سلسلة المشاورات مع الأحزاب السياسية، لعلها تدخل ضمن الإعداد لمبادرة «لم الشمل» أو شرحها، من حيث الأهداف ومن المعنيون، وما هي خطوطها العريضة والجهات التي تتشارك فيها، حيث هناك تساؤل حقيقي حول المضمون والآليات والشخوص، لذلك ننتظر الإفصاح عن الخطوط العريضة وتفاصيل ومضامين هذه المبادرة».
واعتبر صادوق كلمة «لم الشمل» حاملة للأمل، ما يستدعي الحفاظ على أن لا تخرج عن محتواها، مبرزا أن حركة مجتمع السلم «لطالما نادت بالتوافق الوطني، لأننا نعتقد أنه يستحيل أن تتولى جهة واحدة مجابهة التحديات التي تعيشها الجزائر».
أما على المستوى الاقتصادي ــ يقول صادوق ــ إن السوق تشهد تذبذبا في الأسعار، ومواجهة عديد المؤسسات تداعيات الأزمة الاقتصادية. فالوضع يتطلب التحام كافة القوى، مما يساعد على حشد الطاقات التي تضمن رفع التحديات وإحباط الضغوط الدولية التي تواجهها الجزائر، سواء على مستوى محيطها الإقليمي، بسبب التناطح الدولي الحاصل الآن بين روسيا وأمريكا والغرب، كل هذا له تداعيات. لذلك، فإن كل هذا يفرض العودة إلى فكرة التوافق الوطني التي يجتمع عليه الجزائريون بنية صادقة.
بوادر منتظرة
ويصرح ساعد عروس عن الثلث الرئاسي، أن مشاورات الرئيس تصب في مسعى لم الشمل، وسوف تثمر بقرارات كبيرة، تتمخض عن تشاور مفتوح مع كل الأطياف السياسية وفواعل المجتمع المدني وكل قادة الأحزاب السياسية الذين استقبلهم رئيس الجمهورية، مبرزا أنه آن الأوان للاتجاه من خلال هذه المشاورات لتحقيق هدف الإقلاع الاقتصادي الذي تحدث عنه الرئيس بداية السنة الجارية، خاصة ونحن مقبلون على محطات مهمة، منها محطة أول نوفمبر حيث تحتضن الجزائر قمة الجامعة العربية، وستينية الاستقلال، مبرزا أن «هناك بوادر خير تستشف من قرارات ولقاءات الرئيس، إلى جانب تحقيق السنة الاقتصادية بعد اكتمال الصرح المؤسساتي. لذلك حان الوقت لكي نشمر على سواعدنا ونتجه إلى الاقتصاد وهو القاطرة الوحيدة الذي يعتمد عليها الرئيس».
وأضاف عضو مجلس الأمة، أن المشاورات تصب في خانة الاستقرار ومواجهة خطورة الوضع الأمني والإقليمي، خاصة على حدودنا، حيث يضمر أعداء الجزائر الشر، خطر تتم مواجهته بجبهة داخلية صلبة.