طباعة هذه الصفحة

البروفيسور صالح بلعيد خلال ملتقى الاعتزاز اللغوي

اللغة العربية تفتقر إلى تمكينها من استعادة مكانتها وموقعها عربيّا وعالميا

أمينة جابالله

أشرف، أول أمس، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد بمقر المجلس، على فعالية الملتقى الوطني الموسوم بـ»الاعتزاز اللغوي.. اللغة بين المحافظة والانفتاح»، الذي تزامن ومناسبة اليوم العالمي للعيش معا بسلام، شارك فيه نحو45 أستاذ من مختلف الجامعات الجزائرية عبر الوطن وذلك من خلال تقنية التحاضر المرئي، والذين نشطوا نحو 07 ورشات علمية تضمنتها (70) ورقةً بحثيّةً متبوعة بجملة من الأفكار والأطروحاتِ والتّوصيات، انصبت جميعها حول واقع الاعتزاز بلغة الضاد وما ينتظرها من تخطيط لساني واستثمار مؤسساتي.


استهل رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد كلمته الافتتاحية بالتنويه والترحيب بفضيلة الشيخ خالد بن يونس صاحب المبادرة الجزائرية «العيش معا في سلام»، كما ركز من خلالها على أهمية الحدث الذي اجتمع على إنجاحه شخوص قديرة تضمنتها قائمة طويلة لأساتذة جامعيين وباحثين من مختلف ولايات الوطن، بذلوا جهودهم في الارتقاء باللغة العربية التي تحمل في رسالتها أسمى معاني الاعتزاز والتعايش، كما جاء على لسانه في هذا السياق: «هذه الأيدي العاملة النَّاجِعة، لتُقدِّم الأفكارَ النافِعَة، وشعارنا: نعم للاعتزاز لا للاهتزاز، نعم للتّعايش لا للتّناوش، نعم للتّلاؤم لا للتّلاوم. إنّ العيش بسلام، الذي سَنَنْتُموه، ونِعمة السُّنّة، هو من صُلب ديننا، وجوهرِ إسلامنا، فالعيش بسلام أمرٌ ربّانيّ، وضرورة إنسانيّة، وما الاعتزاز اللّغويّ الذي نتداول عليه اليوم إلاّ أحدَ مظاهر العيش معاً بسلام، متجلٍّ في أهمّ مقوّماتِ الحضارات الإنسانيّة؛ ألا وهي اللّغة، وارتباطُها الوثيق بالهُويّة والاعتزاز الذّاتي».
كما دعا ذات المتحدث إلى ما يجب أن تتضمنه رسالة هذا اللقاء الذي من خلاله يسعى جنوده إلى تغيير بوصلة العقول نحو الوعي اللغويّ بقيمة العربيّة، وما لها من حَمولة علمية تراثيّة حضاريّة يخشى عليها من الضياع، أو كما قال: «كان علينا أن نطرح سؤالاً له قيمة في هذا المُقام، كيف يقع الاعتزاز بالعربيّة؟ وهنا لا بدّ علينا أن نطرح قيمة اللغة العربيّة، ونجاحها في قدرتها على استيعاب التّقدّم العلميّ واستعدادها للتّنافس، وانتزاعها الأسبقيّة خارج بلادها. وأضاف أنتم العارفون بما تملك من مقوّمات البقاء والتّطوّر والتّنافس والازدهار، ولكنّها تفتقر إلى تمكينها من استعادة مكانتها وموقعها على الخريطة العربيّة والعالميّة وحمايتها والدّفاع عنها. يقع الاعتزاز بالعربيّة بخدمتها وجعلها لغة تواصل يوميّ لا لغة حفظ التّراث؟ نعتزّ بها بالاستناد إلى الأغراض التّخاطبيّة حفاضاً على مستويات اللغة: مبنى+ معنى+ وظيفة. نعتزّ بها في جعلها لغة المحاكاة التي تُنسَج على المنوال الصّحيح المرتبط بالحَمولة الخطابيّة السّليمة، والسّعي لانتحاء سِمت كلام العرب في صورته الطّبيعيّة».
في سياق متصل، قرأ الدكتور عصام الطوالبي الثعالبي كلمة فضيلة الشيخ خالد بن يونس، مشيرا إلى الدور المنوط بأهل العلم والمعرفة في إبراز مقومات لغة القرآن، بغية الرفع من قيمتها التي تحتاج إلى حضورٍ واعتزاز وعمل جاد، وإلى تطبيقات تقنية تماشياً مع الحدث الحضاري العالمي، لا سيما مساهمتها في التطور العلمي عبر مختلف حقول المعرفة المواكبة لتحديات التطور التكنولوجي.
للإشارة، اختتم اللقاء بقراءة التوصيات وتوزيع الشهادات على المشاركين على رأسهم رؤساء الجلسات العلمية الذين أشرفوا على 43 محاضرة.