طباعة هذه الصفحة

يمثلان الجزائر في ملتقى بيت الزبير الفلسفي

شوقـي الزين وبغـورة سفـيران للفكر بسلطنة عُمــان

أسامة إ.

يشارك اسمان فلسفيان بارزان من الجزائر في أولى نسخة من “ملتقى بيت الزبير الفلسفي” بسلطنة عمان. حيث نجد كلّا من محمد شوقي الزين، والزواوي بغورة، في جلسات هذه التظاهرة التي تعرف مشاركة مفكرين وفلاسفة وباحثين من داخل سلطنة عُمان وخارجها، على مدار أربعة أيام من النشاطات المتنوعة، من جلسات فكرية، وعرض للكتب، وحتى حلقة فلسفية للأطفال.

انطلقت، أمس الاثنين، بسلطنة عُمان، أعمال “ملتقى بيت الزبير الفلسفي” في نسخته الأولى، بمشاركة مفكرين وفلاسفة وباحثين من داخل السلطنة وخارجها. ويسعى الملتقى، الذي تنظمه مؤسسة بيت الزبير على مدار أربعة أيام، إلى “تكريس قيم المعرفة الإنسانية، وتعزيز المساحات البحثية أمام الباحثين لرفد المكتبة بمنجز فكري”، وكذا “إيجاد مناخ تفاعلي وتواصلي بين الباحثين والمختصين من مختلف المرجعيات والتكوينات الفلسفية”. وشهد حفل الافتتاح الإعلان عن جائزة صادق جواد للدراسات الفكرية، التي “تهدف إلى تكريس قيم المعرفة الإنسانية وتعزيز المساحات البحثية أمام الباحث العماني”.
ويشارك اسمان فلسفيان بارزان من الجزائر في هذه الفعاليات، حيث شارك محمد شوقي الزين من الجزائر في جلسة بعنوان: “في أصل التفلسف: تواشج التجربة الفلسفية والتجربة الصوفية”. وفي جلسة أخيرة، بإدارة د.رضا مهدي، يقدم الجزائري الآخر الزواوي بغورة ورقة عنوانها “الفلسفة والعصر، معالم أولية”.
وتأتي هاتان الجلستان ضمن جلسات أخرى لعدد من الأكاديميين والباحثين، على غرار “نقد العقل الفلسفي المعاصر: الفلسفة والأزمات الراهنة للإنسانية”، للموريتاني عبد الله ولد أباه من موريتانيا، و«إشكاليات التعددية الثلاث التأويلية والإبيستيمولوجية والأنثروبولوجية: مقاربة نقدية” للبناني مشير باسيل عون، و«هابرماس في الثقافة العربية” للباحث العماني علي الرواحي، و«فلسفة ما بعد الإنسانية واللامركزية الأوروبية” للعُماني الآخر محمد العجمي. كما سبقت الملتقى عدة فعاليات منها افتتاح معرض للكتاب الفكري الفلسفي يشارك فيه عدد من المكتبات ودور النشر، وإقامة حلقة فلسفية للأطفال بعنوان: “أفكار كبيرة لأعمار صغيرة”، وعرف اليوم الأول تدشين مشروع الفلسفة للصغار والناشئة متمثل في ترجمة عدد من كتب سلسلة “الفيلسوف الصغير” للفيلسوف الفرنسي المعاصر أوسكار رونيفييه.
يُذكر أن محمد شوقي الزين كاتب وفيلسوف من مواليد مدينة وهران، درس في جامعة بروفونس بفرنسا. تحصل على الدكتوراه في الدراسات العربية الإسلامية، تخصص الفلسفة والتصوف. وتحصل سنة 2011 على دكتوراه ثانية في الفلسفة حول المؤرخ والمفكر الفرنسي ميشال دو سارتو، حول الفلسفة العملية وفلسفة الفعل والأداء المرتبطة بالتداولية (البراغماتية) والسوسيولوجيات الميكروبنائية مثل التفاعلية الرمزية والإثنوميتودولوجيا.
وهو كاتب غزير الإنتاج، له عدة مؤلفات منها “تأويلات وتفكيكات: فصول في الفكر الغربي المعاصر”، “هويات وغيريات”، “سياسات العقل”، “إزاحات فكرية: الحداثة والمثقف”، “فلسفة التأويل” (ترجمة عربية لكتاب الفيلسوف الألماني غادامير)، “الإزاحة والاحتمال. صفائح نقدية في الفلسفة الغربية”.
أما الزواوي بغورة فهو باحث وأكاديمي جزائري، أستاذ الفلسفة المعاصرة بقسم الفلسفة بجامعة الكويت. متخصص في فلسفة ميشيل فوكو، وباحث في فلسفة اللغة والسياسة. تتوزع اهتمامات بغورة بين الترجمة والتأليف. من أهم أعماله المترجمة: “يجب الدفاع عن المجتمع” لميشيل فوكو، و«تأويل الذات” لميشيل فوكو. ومن أهم تآليفه: “مفهوم الخطاب في فلسفة ميشيل فوكو”، و«الفلسفة واللغة”، و«نقد المنعطف اللغوي في الفلسفة المعاصرة”، و«ما بعد الحداثة والتنوير”.

الملتقـى يجمـع نخبـة مـن المفكريـن

الاهتمام العماني بالفلسفة ليس جديدا، فقد توجت سنوات من النشاطات الفلسفية بتدشين لجنة الفلسفة، منذ سنة 2014، وهي لجنة منبثقة عن الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، تهدف إلى التفكير في المواضيع والشؤون اللامفكر فيها في المجتمع، ولتحسين السمعة السيئة والمخيال المجتمعي المنتشر عن مثل هذه المفاهيم الضرورية كالحرية والديمقراطية والفلسفة، من حيث ارتباط هذه الأخيرة بالعديد من المحرمات التاريخية، ولتحقيق ذلك اتخذت العديد من الخطط والخطوات المختلفة، التي من شأنها الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المتلقين والقُرّاء، بمختلف أطيافهم المعرفية وتوجهاتهم الأيديولوجية.
كما يسعى الملتقى للتعريف بحيوية شبكة العلاقات بين الفلسفة والعلوم والموضوعات الأخرى، وإيجاد مناخ تفاعلي وتواصلي بين الباحثين والمختصين من مختلف المرجعيات والتكوينات الفلسفية، وتقديم بعض الحلقات والجلسات التخصّصية لتنمية الوعي النقدي والتفكير العلمي الفلسفي لدى الأطفال والناشئة والقائمين على مؤسسات التنشئة والتعليم.