طباعة هذه الصفحة

خُصّ باستقبال رسمي من نظيره التركي، الرئيس تبون:

نحو رفع الاستثمارات التركية بالجزائر إلى 10 ملايير دولار

أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس الأثنين، بأنقرة، أن المحادثات التي أجراها مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، كانت «ثرية وعميقة» وأن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين من شأنها إضفاء «الديناميكية المنشودة» على العلاقات الثنائية «التاريخية والمتميزة».

في ندوة صحفية مشتركة، قال الرئيس تبون إن المحادثات التي جمعته مع الرئيس التركي خلال اليوم الثاني من زيارة الدولة التي يقوم بها إلى هذا البلد الشقيق، كانت «ثرية وعميقة» ومكنت من «تدعيم المكاسب التي أفضت إليها محادثاتنا قبل سنتين بمناسبة زيارة الرئيس أردوغان إلى الجزائر»، مضيفا أن من نتائج هذه الزيارة إبرام العديد من اتفاقيات التعاون.
وبعد أن ذكر بقرار الرئيس التركي برفع قيمة الاستثمارات التركية في الجزائر إلى 5 ملايير دولار خلال زيارته إلى الجزائر سنة 2020، أعرب الرئيس تبون عن رغبة البلدين في «رفع سقف الاستثمار ليصل إلى أزيد من 10 ملايير دولار».
وأكد بالمناسبة، أن المحادثات بين الجانبين كانت «إيجابية بالنسبة للشعبين وللبلدين»، مشيرا إلى أنه تم «تقييم المسار الذي تمت مباشرته منذ سنتين، انطلاقا من المحادثات والاتفاقيات التي تم إبرامها بالجزائر العاصمة، والتي أعطت نتائج طيبة في العديد من القطاعات، من بينها النسيج والصلب».
وعبر رئيس الجمهورية عن ارتياحه «العميق لما تم تحقيقه من خطوات هامة أضيفت للرصيد المتميز من علاقاتنا التاريخية وعززت مسار الشراكة الاستراتيجية التي نحرص على وضع أسسها على الصعيدين السياسي والاقتصادي والثقافي وفي كل المجالات المتاحة».
كما أعرب عن إرادته في «مواصلة مد جسور التواصل والتعاون»، مشيرا إلى أن هذا «ما تمت ترجمته من خلال التوقيع على اتفاقيات تعاون من شأنها إضفاء الديناميكية المنشودة على العلاقات الثنائية التاريخية الضاربة جذورها في التاريخ والمتميزة بين البلدين الشقيقين».
ولفت رئيس الجمهورية إلى أن زيارته إلى تركيا تأتي في ظرف متميز، حيث ستحتفل الجزائر بعد أسابيع بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية وكذا الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع تركيا.

اتفاق جوهري على إرجاع الكلمة للشعب الليبي

على صعيد آخر، أكد الرئيس عبد المجيد تبون، أن المحادثات مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، أظهرت تطابقا في وجهات النظر إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية والأزمة الليبية والأوضاع في منطقة الساحل.
وقال، خلال ندوة صحفية مشتركة مع الرئيس أردوغان، إن «هناك اتفاقا جوهريا مع الأشقاء في تركيا، على ضرورة ارجاع الكلمة للشعب الليبي حتى يقرر مصيره عبر انتخابات»، مؤكدا ان تسوية الأزمة الليبية تتم عبر «تنظيم انتخابات نزيهة تعيد السلطة للشعب الليبي، ويمكن للبلدين (الجزائر وتركيا) المساعدة في تسييرها».
وأوضح ان الجزائر وتركيا اتفقتا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن ليبيا،
مجددا التأكيد على ان حل الأزمة في هذا البلد «يكمن في تنظيم انتخابات لا في شيء آخر».
وبخصوص التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أكد الرئيس تبون على ان هناك توافق مع الجانب التركي على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لإنهاء مأساة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لاعتداءات وتجاوزات وخروقات متواصلة من طرف الاحتلال الصهيوني.
وذكر أن الجانبين تطرقا خلال المحادثات الى الاوضاع في دول الساحل وما تتطلبه من جهود ومساع لتجفيف منابع النشاط الارهابي الخطير، واعادة استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرا الى ان البلدين «سيقومان بعدة عمليات مشتركة في هذا الشأن».

اجتماع مجلس التعاون رفيع المستوى

ووقع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس الأثنين، بأنقرة، مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على الإعلان المشترك للاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى للبلدين.
كما جرى التوقيع، بالمجمع الرئاسي بأنقرة، بحضور وفدي البلدين، على العديد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم في عدة مجالات.
وتحادث رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس، بالعاصمة التركية أنقرة، على انفراد، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها منذ الأحد إلى جمهورية تركيا، بدعوة من أخيه الرئيس التركي.
وترأس الرئيسان، أمس الأثنين، بالعاصمة التركية، أشغال الدورة الاولى للمجلس الأعلى للتعاون المشترك بين البلدين.
وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قد خصّ، أمس، بأنقرة، باستقبال رسمي حار من طرف نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وجرت مراسم الاستقبال الرسمي بالمجمع الرئاسي وفقا للأعراف والتقاليد التركية، على وقع 21 طلقة مدفعية.
واستقبل الرئيس تبون من طرف الرئيس التركي بمدخل المجمع الرئاسي، أين تم الاستماع للنشيدين الوطنيين للبلدين وتحية العلم.
واستعرض الرئيسان تشكيلة من الحرس العسكري التركي أدت لهما التحية.
وصافح الرئيس تبون بعدها كبار المسؤولين الأتراك، رفقة الرئيس أردوغان الذي صافح بدوره أعضاء الوفد الجزائري.

رئيس الجمهورية يزور ضريح أتاتورك

قام رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس، بزيارة إلى ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في العاصمة أنقرة.
وكان في استقبال الرئيس تبون والوفد الوزاري المرافق له لدى وصوله إلى الضريح، نائب الرئيس التركي، فؤاد أوكتاي، الذي رافقه طيلة هذه الزيارة.
وقام رئيس الجمهورية بوضع إكليل من الزهور على ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك.
وبعد التقاط صورة تذكارية مع الوفد المرافق له بالمدخل الرئيسي للضريح، توجه الرئيس تبون الى المتحف الخاص بالقائد التركي.
وطاف الرئيس بهذا المتحف الذي يحتوي على الأغراض والوثائق الشخصية للزعيم التركي، أين تلقى عرضا مفصلا حول محتوياته، قبل أن يوقع على السجل الذهبي للمتحف.

...يلتقي بممثلين عن الجالية الوطنية

التقى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مساء الأحد، بالعاصمة التركية أنقرة، بممثلين عن الجالية الوطنية بتركيا.
وخلال هذا اللقاء، استمع رئيس الجمهورية إلى انشغالات واقتراحات مختلف ممثلي الجالية المقيمة بتركيا، كما رد على أسئلتهم بخصوص الوضع في الجزائر وواقع العلاقات الثنائية بين الجزائر وتركيا.
وبهذا الخصوص، أكد رئيس الجمهورية على أهمية العلاقات بين البلدين، مبرزا أنها «علاقات قوية جدا على جميع الأصعدة، لاسيما اقتصاديا، سياسيا وتاريخيا».
وأبرز الرئيس تبون بأن زيارته إلى تركيا كانت «ضرورية»، خاصة وأن العلاقات الثنائية عرفت تطورا ملحوظا خلال السنتين الأخيرتين، مضيفا أن الجزائر «مستعدة لتطوير العلاقات مع الجمهورية التركية الشقيقة إلى أعلى مستوى».
كما لفت رئيس الجمهورية إلى أن الاستثمارات التركية في الجزائر تعد في المرتبة الأولى من بين الدول التي تستثمر بها تركيا، حيث بلغت أكثر من 4 ملايير دولار وان حجم المبادلات التجارية بين البلدين يتراوح ما بين 4 و5 ملايير دولار في السنة.
وبهذا الشأن، أشار الرئيس تبون الى رغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكل المسؤولين الأتراك بالعمل سويا مع الجزائر لرفع قيمة الاستثمارات والولوج الى السوق الافريقية.

الابتعاد عن الاستدانة الخارجية

وفيما يخص الوضعية الاقتصادية للجزائر، طمأن الرئيس تبون أفراد الجالية المقيمين بتركيا حول «تحسن الوضع المالي للبلاد»، مما سمح بالابتعاد عن الاستدانة الخارجية لدى صندوق النقد الدولي والبنك العالمي.
«بفضل وعي الجزائريات والجزائريين تبتعد البلاد يوما بعد يوم لما برمج لها من طرف البعض الذين كانوا يزرعون اليأس ويتوقعون لجوء الجزائر الى المديونية في سنة 2020»، يقول رئيس الجمهورية.
وفي هذا الإطار، كشف الرئيس عن تحسن مستوى احتياطات الصرف الخارجي التي فاقت 42 مليار دولار خلال هذه السنة وتسجيل فائض تجاري بلغ 1,5 مليار دولار خلال سنة 2021.
وفي هذا الجانب، أبرز رئيس الجمهورية أن سياسة النهوض بالاقتصاد الوطني ستتواصل على أسس متينة من أجل الرفع من الإنتاج الوطني والتصدير والتقليص من الواردات، مذكرا بأن الجزائر استطاعت خلال سنة 2021 الرفع من قيمة الصادرات خارج المحروقات إلى أكثر من 5 ملايير دولار وهذا للمرة الأولى منذ 25 سنة.
وتسعى الجزائر، يضيف الرئيس تبون، إلى رفع قيمة الصادرات خارج المحروقات الى 7 ملايير دولار في السنة الجارية، داعيا الجالية الوطنية إلى المساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني والاستثمار في خلق الثروة.

لقاء شامل للأحزاب قريبا

من جانب آخر، تطرق الرئيس تبون الى مبادرة «لمّ الشمل» التي أطلقها والتي اعتبرها ضرورية من اجل «تكوين جبهة داخلية متماسكة».
في هذا الصدد، أعلن عن انعقاد «لقاء شامل للأحزاب في الأسابيع المقبلة» بعد اللقاءات الفردية التي أجراها مؤخرا مع قادة الاحزاب، مبرزا ان هذه اللقاءات سمحت بمناقشة وتقييم العديد من القضايا.
وخلال لقائه بأفراد من الجالية الوطنية، الذي جرى في أجواء عائلية، استمع الرئيس تبون الى كل المتدخلين من الحضور، كما رد على أسئلتهم بخصوص القضايا المتعلقة بوضعية النقل الجوي وأسعار التذاكر وظروف الحصول على الوثائق الادارية لدى مصالح القنصليات الجزائرية.
وأوضح رئيس الجمهورية، أن الدولة تبذل مجهودات جبارة وتجند جميع الوسائل المادية من اجل مساعدة الجالية الوطنية بالخارج، خاصة خلال الظروف الصحية الصعبة المتعلقة بوباء كوفيد-19، حيث تم إجلاء كل الجزائريين العالقين بالخارج.
وفي مجال النقل، ذكر رئيس الجمهورية بأمره المتعلق باقتناء 15 طائرة جديدة لتعزيز أسطول الخطوط الجوية الجزائرية وذلك ما يسمح بتحسين نقل الجالية المتواجدة بالخارج.
كما أكد الرئيس دعمه للشباب والمواصلة في الاستثمار في التكوين والتعليم، مذكرا بأن الجزائر من بين الدول القليلة في المنطقة التي توفر الظروف والامكانات اللازمة لدراسة أكثر من 14 مليون تلميذ وشاب جامعي.