طباعة هذه الصفحة

مدير الرّياضة باللّجنة الأولمبية الجزائرية، مراد مزيان:

نعمل على ضمان سير تحضيرات المنتخبات الوطنية

نبيلة بوقرين

 

 

 

 يتواصل التّحضير الخاص بالألعاب المتوسطية في طبعتها الـ 19 المقرّرة في وهران من 25 جوان إلى 6 جويلية 2022، حيث يهدف القائمون على هذا الحدث الرياضي الكبير إلى ضمان أفضل استعداد من كل النواحي من أجل إنجاحه، وإعطاء أجمل صورة عن الجزائر سواء في الجانب التنظيمي أو الفني، وبهذا الصدد نزل مدير الرياضة باللجنة الأولمبية الجزائرية مراد مزيان ضيفا بمقر جريدة «الشعب»، وشرح لنا كل التفاصيل التي تتعلق بالمهمة المسندة إليه، ومدى تقدم التحضيرات التي تتعلق بالجانب التقني من خلال التنسيق مع المديرين الفنيين للاتحاديات المعنية بالعرس المتوسطي.

كما وقف ضيف «الشعب ويكاند» على عديد النقاط التي تتعلق بالرياضيين، وقال في هذا الشأن «منصب مدير الرياضة باللجنة الأولمبية الجزائرية له دور جد مهم لأنه يقوم بالتنسيق بين هذه الهيئة والمديرين الفنيين في كل الاتحاديات المعنية بالمشاركة في الطبعة 19 للألعاب المتوسطية المقررة بوهران من 25 جوان إلى 6 جويلية، وبمعنى آخر هو همزة وصل بين اللجنة والهيئات الرياضية، حيث انطلقنا في مهمتنا منذ حوالي شهرين، وقمنا بتنظيم اجتماعين لحد الآن الأول كان شهر مارس، أي مباشرة بعد استلام المهام والثاني في أفريل، قمنا من خلاله التطرق إلى كل ما له علاقة بالجانب التقني لكي نكون في قلب الحدث، وهذه اللقاءات الدورية من شأنها أن تبقينا بجانب الاتحاديات في هذه الفترة التي تسبق الألعاب».
تطرّق مزيان إلى دور اللجنة الأولمبية الجزائرية الذي يكمن بالدرجة الأولى في مرافقة الاتحاديات، ودعمها المادي والمعنوي من أجل ضمان أفضل استعداد للمواعيد الهامة، خاصة الألعاب المتوسطية لأنها ستكون بأرض الوطن، وهي تتزامن مع الاحتفالات المخلدة للذكرى 60 للاستقلال، في قوله «اللجنة الأولمبية الجزائرية مهمتها تسجيل الوفد الرياضي الجزائري سواء الرياضيين أو المرافقين لهم، وبعدها الشروع في كل ما له علاقة بالجانب اللوجيستي من خلال المتابعة اليومية لكل ما له علاقة بالتسجيلات والاعتمادات، وكذا السهر على وضع الوفد الذي سيمثلنا في هذا الموعد في أفضل الظروف داخل القرية المتوسطية حتى يتسنى لهم التركيز على المنافسة فقط لتحقيق أفضل النتائج».
وبما أنّ اللجنة الأولمبية الجزائرية أخذت على عاتقها مهمة التكفل باللباس والعتاد، فإن الأمور تسير على قدم وساق من أجل توفير كل المؤهلات التي تتعلق لهذا الجانب حتى يكون الرياضيون في أفضل رواق قبل الدخول في جو المنافسة، وقال مزيان في هذا الجانب «إضافة إلى المتابعة اللوجيستية ستتكفّل اللجنة الأولمبية بكل ما يتعلق بالعتاد الخاص بالرياضيين، حيث هناك ما تم توفيره وآخر نحن بصدد اقتنائه حتى يتسنى للرياضيين التعود عليه واكتشافه قبل الألعاب، إضافة إلى أن اللجنة ستتكفل بالملابس الخاصة بهذا الحدث سواء الرسمي الذي سيدخل به الوفد الجزائري، وسيكون موحّدا وكذا الخاص بالمنافسات، وكل رياضة لها خصوصياتها على غرار السباحة، المبارزة، الملاكمة، كرة اليد، الكرة الطائرة إلى آخره لأن هناك 23 اختصاصا مدرجا ضمن هذه الطبعة بين الفردي والجماعي، ويتنافس الرياضيون على أفضل المراتب من كل دول الحوض المتوسط التي ستكون حاضرة بوهران بداية من شهر جوان القادم».

مِنَح خاصة للرياضيّين للتّحضير

 لم يفوّت مراد مزيان الفرصة للحديث أيضا عن الإعانات المالية التي يستفيد منها بعض الرياضيين الجزائريين، وطريقة مرافقة اللجنة الأولمبية الجزائرية في تسهيل مهمة الحصول عليها قائلا «المرافقة تمتد إلى الجانب المادي من اللجنة الأولمبية الجزائرية لأنّها تسعى دائما لوضع الرياضيين الجزائريين في أفضل الظروف بداية بالتحضيرات إلى غاية الدخول في أجواء المنافسة لتشريف الراية الوطنية خاصة خلال الألعاب المتوسطية، لأنّ هذا الحدث كبير جدا بالنظر للمستوى الذي يشهده بتواجد أفضل الأسماء من الدول المعنية، وجميعنا نعرف أن المنتخبات الأوروبية وكذا الآسيوية والأفريقية التي تمثل الحوض المتوسط لها مستوى عالمي وأولمبي، ومن دون شك ستكون متواجدة بالفرق الأولى لها لأنّهم بصدد التحضير للألعاب الأولمبية بباريس 2024 التي لم يبق يفصلنا عنها الكثير من الوقت، أي قرابة سنتين».
واصل مدير الرياضة باللجنة الأولمبية قائلا في ذات السياق «الجميع يعرف أنّنا توقفنا لمدة سنتين، ما أثّر بشكل مباشر وسلبي على مستوى الرياضيين، ما يتطلب عملا كبيرا وإمكانيات لتدارك التأخر، والدليل كان من خلال النتائج المحصل عليها في الألعاب الأولمبية بطوكيو، والتي أعطتنا صورة واضحة على ما يجب القيام به، من خلال تحديد برنامج عمل خاص بالنسبة للرياضيين، وسجّلنا نتائج مقبولة في بعض الاختصاصات خلال المنافسات التي شاركوا فيها على كل المستويات تجعلنا نتطلّع لمستقبل أفضل خاصة للرياضات الفردية، وفي نفس الوقت كان هناك 7 رياضيّين تحصّلوا على منح من اللجنة الأولمبية الدولية في صورة كل من أمال مليح في السباحة، تريكي في ألعاب القوى، وليد بيداني في رفع الأثقال، سيد علي عزارة في المصارعة، إيمان خليف في الملاكمة، إضافة إلى 6 أسماء سيستفيدون من منح تأتي من جمعية اللجان الأولمبية الأفريقية، حيث طلب منا في الأسبوع الماضي ونحن أرسلنا القائمة».

اللّجنة الأولمبية مرافق مباشر للرياضيّين والاتحاديات
 أضاف مزيان قائلا «من جهتها اللجنة الأولمبية الجزائرية دائما ترافق الرياضيين والاتحاديات من خلال المنح والاموال لتسهيل مهمة التحضيرات حتى لا يكون توقف بالنسبة لعناصر النخبة، حيث نأخذ على عاتقنا مهمة تغطية هذا الجانب إلى غاية استلام الميزانيات الخاصة بالاتحاديات، عندما تكون عراقيل في التنقلات وأحيانا في اقتناء تذاكر الطائرة أو انتداب مدربين، كل هذا يؤكّد دائما أنّ اللجنة الأولمبية هي مرافق وشريك دائم للرياضة، والهدف واضح يكمن في تحقيق أفضل النتائج من خلال وضع الرياضيين في أفضل رواق سواء أثناء التحضيرات أو المنافسات، وهذا ما يحدث خلال الألعاب المتوسطية بوهران 2022 التي نسعى إلى أن تكون كل الأمور مضبوطة حتى ننجح في كسب أكبر عدد من الميداليات، وفي نفس الوقت سنجعلها بمثابة الانطلاق الفعلي نحو مستقبل واعد للرياضة الجزائرية لتحقيق نتائج إيجابية في التظاهرات الدولية القادمة بما أننا مقبلين على عدة مواعيد من بينها التي تدخل في جمع نقاط التأهل للألعاب الأولمبية بباريس 2024».

الملاكمة الجزائرية تحصد نتائج العمل الذي تمّ على مدار سنوات
 أما فيما يتعلق بالنتائج التي تحقّقها الملاكمة الجزائرية خاصة لدى السيدات، أكّد المدير الفني السابق لاتحادية الملاكمة مراد مزيان، أنّهم قاموا بعمل كبير لتطوير إمكانيات الملاكمين والملاكمات، ولو كان تحضير جيد خلال الجائحة لكانت هناك ميدالية أولمبية بطوكيو، في قوله «خلال الجائحة الصحية كانت على الاتحاديات توفير الإمكانيات والظروف لرياضيي النخبة حتى لا يكون توقف لأنّ ذلك ينعكس سلبا على المستوى العام ويتطلب وقتا طويلا للتدارك، وعلى سبيل المثال الرياضات الفردية لأنها أسهل في ضمان شروط البروتوكول الصحي مثل الملاكمة لو وفّر العتاد للملاكمين لكانت هناك ميدالية أولمبية في طوكيو لأنّنا شاركنا بتعداد يملك الخبرة في صورة محمد فليسي وبن شبلة، وكانت أمامنا فرصة العودة لمنصة التتويج الأولمبي بالنظر للمعطيات التي كانت لأن ذلك يقوم على بعض الأرقام، ونحن دائما نحدّد ذلك بالأوزان على الصعيد العالمي، حتى لدى السيدات حيث سجلنا أول مشاركة للملاكمة النسوية وخليف كانت قادرة على تحقيق ميدالية».
أكّد مزيان أنّ المشاكل التي عاشتها الملاكمة الجزائرية كانت السبب في نهاية جيل من دون تحقيق ميدالية أولمبية، في قوله «المشاكل التي عاشتها الملاكمة والمصلحة الشخصية كانت تطغى، وفي بعض الأحيان تصفية الحسابات بين الأفراد كان له الأثر السلبي، في وقت لو كان التركيز على الأهداف الميدانية، والسعي لتحقيق نتائج إيجابية من خلال إبعاد الملاكمين عن الصراعات وتوفير الجو الملائم للعمل، هذا ما يتطلبه الرياضي على العموم وفي كل الاختصاصات، ولهذا أؤكّد دائما أنّه يجب أن نركّز على إعادة بعث الرياضة الجزائرية مجددا من خلال الألعاب المتوسطية بوهران، والاستفادة من أخطاء الماضي حتى نعود لمنصات التتويج بحول الله، وفي الأخير أقول إنّنا كلنا وهران، وبالتوفيق لكل الرياضيين خلال هذا العرس المتوسطي الكبير».