طباعة هذه الصفحة

يقصدونها للاستمتاع ببرودة مياهه والمناظر الساحرة الطبيعية

يقصدونها للاستمتاع ببرودة مياهه والمناظر الساحرة الطبيعية

لينة ياسمين

حولت العديد من العائلات وجهتها في هذه الأيام الحارة  لفصل الصيف، باتجاه موقع سياحي جديد لم يكن معروفامن قبل من طرف سكان البليدة، إنها منطقة النحاوة المشهورة بوادها، وأصبح القبلة المفضلة لهم منذ الساعات الأولى من الصباح للاستجمام والتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة لمنطقة النحاوة المتميزة بجبالها والأشجار المحيطة بها.

ويفضل الآباء مرافقة أبناءهم إلى هذا المكان للسباحة في مياهه العذبة ذات العمق المحدود، ومايزيد من متعة المكان هو أن الأطفال يكتشفونه للمرة الأولى، وهوما يسمح لهم بقضاء أوقات بالسباحة في مياهه المتدفقة في هدوء وسكينة قلما نجدها في الشواطئ المعروفة بصخبها واكتظاظها.
نعمة السباحة في الوديان..
انتشرت في السنوات الأخيرة عادة السباحة في الوديان الجارية، وصارت تفضلها الكثير من العائلات على الشواطئ حتى التي تعرف توافدا كبيرا عليها لتمضية أوقات الصيف وكسر الروتين، وأصبحوا مقتنعين أن ممارسة السباحة في الوديان لا تقل متعة عن البحر خاصة الموجودة بقلب سهل متيجة الذي يعد ثالث أخصب سهل في العالم، والنابعة من جبال سلسلة الأطلس البليدي وشوامخ المحمية الطبيعية العالمية “الشريعة” ، حيث يسجل يوميا توافد منقطع النظير للمصطافين وبشكل عفوي للانتعاش بمياهه العذبة والمنعشة، وصار التخييم في المكان أمرا مألوفا لدى العديد من العائلات، ينصبونها على ضفتيها، فيما يطلق الأطفال لأنفسهم العنان للعب في هذا المكان الطبيعي الفسيح، يداعبون جزيئات الماء وهي تسري في عذوبة مشكلة أمواجا صغيرة تمر بين أجسامهم الطرية، هروبا من حرارة الجو وزخم الشواطئ البحرية.
فضاء ترفيهي يحتفظ بجماله
كان لاكتشاف وادي النحاوة فعل الساحر على زائري ومحبي السباحة، فلا تتوانى العائلات القاطنة في البليدة والمناطق المجاورة لها على التردد على المكان لاستنشاق الهواء النقي الذي تتميز به هذه المنطقة العذراء، وتفتح شهيتهم أكثر في الغوص بقلب الطبيعة، عبر طريق ضيق ومتعرج، وما إن يصل المصطافون إليها حتى يرتفع إلى مسمعهم صوت هدير الوادي القريب، مما يزيد في تدفق الدم في العروق ويدفع بالصغار إلى الصراخ، معلنين وصولهم للمكان، وكلما توغلوا أكثر تراءى لهم من على مرتفع ترابي مجرى الوادي السحري وقد اصطفت العشرات من المركبات أمام الوادي، وعدد لا يستهان من المصطافين يهيئون المكان للجلوس أمام ضفتيه، يستمتعون بمنظر طيور البط وهي تسبح في تناغم.
غسل المركبات..جريمة ضد الطبيعة العذراء
يشعر كل من يزور منطقة النحاوة بشدة تدفق الدم في العروق فرحا بالناظر والاكتشاف المبهر، فالمكان فعلا ساحر في أيام الشتاء والصيف، كمن وقع على كنز من الجواهر والحلي التي تسلب العقل وتفرح القلب، إلا أن ظاهرة مشينة أضحت تعكر صفو المصطافين في وادي النحاوة، وهو تجرأ البعض على غسل سيارتهم وحافلاتهم في الوادي، ليزاحموا بذلك الصغار وهم يسبحون والكارثة الكبرى التي حلت بالوادي أيضا قيام بعض أصحاب السيارات التجارية الخاصة بنقل الطيور الداجنة بغسلها أمام المصطافين  دون حرج، وهو ما آثار استيائهم، وعبروا لنا عن أسفهم لمثل هذه السلوكات غير المسؤولة، آملين عدم تكرارها احتراما للمصطافين من جهة والحفاظ على مثل هذه الأماكن السياحية التي قلما نجدها.
سؤال على كل الألسنة: لماذا غياب المشاريع الاستثمارية؟
إذا كان التاريخ يقر أن منطقة حمام ملوان الساحرة ومقطع الأزرق ومنبع  القردة في الشفة ومنابع ومسابح الشريعة الطبيعية، تعد أهم المحميات في العالم، باتوا يمثلون تيجانا بالمنطقة وقبلة للسياح والمصطافين، حيث استحقت تصنيفها كأفضل أماكن سياحية في العالم، لما ترخر به من خصائص طبيعية ومتميزة، رغم أنها لاتحظى بالاهتمام المطلوب من قبل السلطات المعنية لإعادة تهيئتها، لتصبح من المناطق الريادية في الجزائر وشمال افريقيا، تأوي اليها العائلات من أجل التمتع بسحر مناظرها وطالبا للراحة والهروب من صخب المدينة وضجيجها ويوميات العمل الشاق والمضني، فاليوم واقع وحقيقة مجرى” النحاوة” بحاجة إلى الاستثمار في المرافق السياحية، ليصبح بدوره قطبا سياحيا رياديا بالجهة الغربية، يضاف إلى تلك الجواهر والكنوز الطبيعية في منطقة المتيجة والأطلس البليدي، وهي الآمال التي رفعتها العائلات المكتشفة للكنز الجديد وتأمل في أن ينظر المسؤولون بعناية في ندائهم ويتم تهيئة المنطقة بجد ويجتهد أصحاب الفصل في الاستثمار بشكل يسمح أن تتحول “النحاوة” فعلا إلى قطب سياحي مثلها مثل بقية المنتجعات العائلية عبر ربوع الجزائر الحبيبة، يدر مداخيل إضافية إلى خزينة الولاية، خصوصا وأن الإدارة تسعى بجد لتحقيق الفعل السياحي وتطويره، بتخصيص مشاريع استثمارية في منطقة القلعة بـبوعرفة والشفة وبحيرة الضاية بأعالي مرتفعات تمزقيدة الخلابة.