طباعة هذه الصفحة

من خلال إنشاء لجان محلية وتشديد العقوبات

مرافعات من أجل الاهتمام بالقضايا البيئية

وهران: براهمية مسعودة

شدد مختصون في علوم الطبيعة والحياة بوهران، على ضرورة إعطاء اهتمام أكبر للتنوع البيولوجي والمحافظة على الموارد الطبيعية الفريدة التي تزخر بها الجزائر. ودعوا وزارات البيئة والزراعة والموارد المائية ومختلف القطاعات المعنية، إلى بذل المزيد من الجهد.
دعا أستاذ علوم الطبيعة والحياة بجامعة وهران-1 «أحمد بن بلة»، البروفيسور بلخوجة مولاي، إلى إنشاء لجان محلية بكل ولاية، تعنى بالتنوع البيولوجي، «بناء مستقبل مشترك لكل أشكال الحياة»؛ وهو شعار اليوم الدولي للتنوع البيولوجى هذه السنة.
كما اقترح البروفيسور بلخوجة، برمجة مادة دراسية موسعة بالأطوار التعليمية الثلاثة، حول الفوائد العديدة التي تقدمها البيئة الطبيعية والنظم الإيكولوجية للإنسان، وذلك بالموازاة مع الحملات التحسيسية والتوعية، وغيرها من المبادرات الكفيلة بتعزيز الثقافة البيئية وتطوير المهارات والقدرات والإمكانات والمؤهلات بإعداد جيل أكثر استدامة من الناحية البيئية.
وتطرق في هذا الشأن، إلى الروابط المباشرة بين غايات وأهداف التنمية المستدامة والتنوع البيولوجي في جميع النشاطات، مشددا على حتمية صون النظم الإيكولوجية وتعزيز استخداماتها على نحو مستدام، بما يضمن أهميتها الكبير بالنسبة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
من جانبه، اعتبر عميد كلية علوم الطبيعة والحياة بجامعة العلوم والتكنولوجيا، جابر عبد الرزاق، أن «ميدان التنوع البيولوجي شاسع وواسع ويعاني الأمرين: مرارة المناخ، وتدخل العامل البشري الذي دهور ما بنته الطبيعة في ملايين السنين.
وأوضح الدكتور جابر، أن «الجرائم البيئية من بين أكثر الأشكال المربحة، بالنظر لمخاطرها المنخفضة نسبيا بالنسبة لمرتكبيها، على غرار الناشطين في مجال بيع الفحم والأعشاب الطبية، وغيرها من الموارد الطبيعية المتجددة وغير المتجددة التي تضمن بقاء التنوع البيولوجي.
ولفت في سياق متصل، إلى القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض على مستوى الكرة الأرضية؛ وهي لائحة يصدرها إتحاد الحماية العالمي وتؤكد أن أغلبية النباتات المعروفة منذ قديم الزمان انقرضت، والسبب الرئيس ـ بحسبه دائما ـ هو إهمال جانب «التعايش» و»التكامل» بين بعض أصناف النبات.

الجزائر تخسر 50 ألف هكتار من الغطاء النباتي سنويا
وحذر قائلا: «سيأتي زمان نخسر فيه في كل 20 دقيقة نوعا نباتيا وحيوانيا، فيما يناهز المعدل العالمي حاليا يوما واحدا، بحسب الأمم المتحدة»، مرجعا ذلك أساسا إلى النمو الديمغرافي والتطور الصناعي الذي أدى إلى اختلال السلاسل الغذائية وانقراض الكائنات الحية، على غرار الأصناف الطبيعية والمزروعة.
وبالتزامن مع حلول فصل الصيف، نوه الدكتور جابر عبد الرزاق إلى تهديدات حرائق الغابات، التي تؤدي دورا مهما للغاية في النظام البيئي، مبينا أن «الجزائر تخسر سنويا 50 ألف هكتار من الغطاء النباتي، وهو ما يستدعي زراعة 100 ألف هكتار كل سنة لإحداث التوازن».
وعاد ليؤكد بأن «العدو الأول للطبيعة هو «الإنسان»، إما لدوافع قصدية أو عن جهل؛ وهي جميعها أفعال تعتبر جريمة في حق الأنظمة البيئية، ناهيك عن الأسباب والعوامل الطبيعية المتعارف عليها. واستدل في هذا الشأن، «بالأرقام الرسمية التي تكشف عن تقلص المساحة الغابية في الجزائر من 3 ملايين هكتار في فترة الاحتلال الفرنسي إلى 1,5 مليون هكتار، كما تشير إلى ذلك إحصائيات 2005، متوقعا أن لا تتعدى المساحة الحالية المليون هكتار، جراء حرائق 2021.وفي الختام، شدد المختصان على ضرورة أن تعمل الجهات المعنية على التطبيق الصارم للقوانين سارية المفعول، بهدف الحد من الأنشطة غير القانونية التي تنطوي على البيئة أو التنوع البيولوجي أو الموارد الطبيعية.