طباعة هذه الصفحة

الشركة ترفع تحديات اقتصادية أخرى

نحو تنويع الصادرات نحو دول الجوار

رضا ملاح

خاض الرئيس المدير العام لشركة «نفطال» مراد منور، في منتدى ضيف «الشعب الاقتصادي»، في ملفات كثيرة تخص قدرات الشركة وما تستهدفه من مشاريع واستثمارات حيوية تسمح لها بمواكبة المستجدات وتتوافق والرؤية الاقتصادية للبلاد وفق نظرة استشرافية.

تستعد الشركة الوطنية لتسويق وتوزيع المنتجات البترولية «نفطال»، لتجسيد مشاريع واستثمارات ضخمة بغلاف مالي يقارب 250 مليار دينار، في إطار المخطط الخماسي 2022 – 2027، وترفع الشركة تحديات اقتصادية أخرى، منها ولوج أسواق أجنبية وتوسيع صادراتها خارج المواد النفطية.
وأكد مراد منور، أن إدارة «نفطال» تحرص دائما على مخططات تطوير مستمرة، وتعمل في كل مرة على تحيين الأهداف المسطرة في إطار البرنامج الخماسي، استجابة لمتطلبات الوضع الاقتصادي، ومن أجل تحسين الخدمات والرفع من المردودية، منوها أنه بالرغم من الصعوبات التي عرفتها الجزائر والعالم عموما بسبب تداعيات جائحة كورونا، غير أن المسار التنموي للشركة في الطريق الصحيح.
مشاريع ضخمة
وبحديثه عن البرنامج الخماسي 2022 – 2027، كشف المتحدث أن «نفطال» لديها مشاريع ضخمة، منها تلك المتعلقة بنقل الغاز والبترول المسال، خصص لها غلاف مالي يقدر بـ250 مليار دولار، مشيرا إلى مشاريع أخرى تعطلت بفعل جائحة كورونا، في انتظار إعادة برمجتها وتجسيدها.
ومن بين المشاريع التي فصل بالحديث عنها، مشروع نقل الغاز المسال من أرزيو إلى الجزائر العاصمة، مرورا بعديد المدن، والذي خصص له غلاف مالي يقدر بنحو 60 مليار دينار، ومشروع مماثل أنجز جزء منه ويتعلق الأمر سكيكدة – العلمة، والجزء الثاني العلمة - الجزائر العاصمة.
الأهمية الكبيرة لهذين المشروعين – بحسب منور – تكمن في تلبية الطلب المستمر على «سيرغاز» بالولايات الوسطى، إذ ارتفع الاستهلاك السنوي من 500 ألف طن سنة 2018 إلى مليون و100 ألف طن سنة 2021: «النظام الحالي لتموين المناطق الوسطى جد معقد، نعمل على نقل الغاز عبر بواخر من مصفاة أرزيو إلى الجزائر العاصمة، ومنه إلى مركز سيدي رزين، حيث ارتفع الطلب إلى 3 بواخر يوميا دون انقطاع...».
وبخصوص مخطط تطوير الشركة، تحدث المصدر عن تنويع في مداخيل الشركة: «نفطال نوعت نشاطاتها خارج الوقود منذ سنوات، وفي بعض الأحيان هذه النشاطات مربحة أكثر من الوقود»، وكان لهذه النشاطات – بحسب منور – دور في التوازنات المالية: «لم نسجل أي خسائر، بالرغم من صعوبات الوضع الاقتصادي في السنتين الأخيرتين».
وبالحديث عن الأرباح، نوه ضيف «الشعب الاقتصادي» أن ما تربحه الشركة في نشاط الوقود لا يغطي حتى تكاليف التوزيع التي ارتفعت كثيرا، وقال في هذا الصدد: «نطالب بزيادة هامش ربح الشركة في نشاط الوقود، وهذا لا يعني زيادة أسعار الوقود، هامش الربح الحالي لم يعد يكفي لتغطية التكاليف».
من جهة أخرى، أبرز المتحدث دور شركة «نفطال» في تجسيد مساعي السلطات العمومية في تعميم استعمال وقود «سيرغاز»، وكشف عن تحويل 700 ألف سيارة إلى هذا النوع من الوقود، وتابع في هذا الشأن: «الشركة أدت دورا رائدا في الترويج لسيرغاز... نفطال المستورد الوحيد لأطقم سيرغاز وجل التقنيين تكوّنوا في مراكز الشركة».
ولوج أسواق أجنبية
في سياق آخر، قال المسؤول ذاته، إن مهمة «نفطال» توزيع المواد الطاقوية داخل البلاد. وأكد أن 80% من المواد مدعمة لا يمكن تصديرها، لكن يوجد – يضيف - ما يمكن تصديره مثل العجلات، البطاريات والزيوت..، وتصدر الشركة حاليا - بحسب منور- منتجات مثل الزفت وزيوت المحركات لدول أفريقية، وتعمل بالشراكة مع شريك محلي على تصدير العجلات لدول الجوار.
وتابع قائلا: «لدينا عقود تصدير الزفت بـ10 آلاف و15 ألف طن، نقوم بمجهودات لولوج أسواق أجنبية مثل النيجر، مالي وموريتانيا».
ومن بين الاستثمارات الأخرى التي تركز عليها الشركة، تحدث مراد منور عن الاستثمار في خبرة ومؤهلات الشركة في مجال التكوين، وقال إن «نفطال» أبرمت اتفاقيات لتكوين تقنيين من دول أفريقية.