طباعة هذه الصفحة

نقابات تؤكد أهمية التكفل البيداغوجي والنفسي

مؤشرات بارتفاع نسبة النجاح في شهادة المتوسط

خالدة بن تركي

بدأ العدّ التنازلي لامتحان شهادة التعليم المتوسط، هذا الامتحان تكميلي لنفس لإجراءات الاستثنائية التي وضعتها وزارة التربية الوطنية منذ سنتين بسبب جائحة كورونا، غير أنه عرف استقرارا في السنة الدراسية، من حيث الإضرابات أو إكمال المقرر الدراسي بنسبة 98 بالمائة، ما جعل الفاعلون في القطاع يتوقعون ارتفاع نسبة النجاح.

تتوقع نقابات التربية ارتفاعا في نسبـة نجاح شهادة التعليم المتوسط، بالنظر إلى ظروف التمدرس التي وصفوها بالجيدة، حيث شهد البرنامج تقدما ملحوظا مقارنة مع السنتين الماضيتين واستقرارا من حيث الإضرابات، وكذا بالمقارنة مع النتائج الفصلية فقد كانت مرضية حسب أصداء المختصين، مؤكدين في نفس السياق أهمية التكفل النفسي للمترشحين قبل اجتياز الشهادة.
سنابام : نتوقع تحقيق نتائج أحسن
قال رئيس نقابة أساتذة التعليم المتوسط “سنابام” بن سعيد بن ميرة، في تصريح لـ “الشعب “ إنّ الامتحان النهائي لشهادة التعليم المتوسط يخضع لنفس البروتوكول الصحي المتعلق بتعيين نائب رئيس لكل مركز إجراء يتكفل بالجانب الوقائي الصحي خلال أيام إجراء امتحاني شهادة التعليم المتوسط وشهادة البكالوريا المقرر إجراؤهما، خلال الأيام القليلة القادمة.
ومن بين ما ينص عليه البروتوكول يضيف المتحدث، تعقيم وتطهير جميع مرافق مركز الإجراء قبل فتحه وغلق المرافق التي لا تستعمل، مع التأكد من توفر المستلزمات الطبية الضرورية، غير أنّ الاختلاف هذه السنة في الشق البيداغوجي، حيث سيمتحن التلاميذ في برنامج دراسي مكتمل تقدم بنسبة 98 بالمائة وهذا خلافا للسنتين الماضيتين، حيث لم يتقدم المقرر سوى بـ 70بالمائة.
وأضاف “الإيجابي والمطمئن أنّ السنة الدراسة 2021/ 2022 لم تشهد إضرابات كثيرة بالنظر إلى فتح مجال الحوار والتشاور مع وزارة التربية الوطنية، هي أمور ساعدت على تحقيق نتائج فصلية جيدة للمقبلين على الشهادة”، لذا نتوقع نتائج أحسن قد تفوق 60 بالمائة.
وصرح في عملية تقييم بين النتائج الدراسية لفصلي هذه السنة وسنتي الجائحة، أنّ هناك اختلاف كبير، حيث تلقى التلاميذ المعارف الأساسية دون ضغوط أو اضطراب مقترن بالإضرابات التي عاشتها المدرسة السنة الماضية، هي عوامل تجعلنا نتوقع نتائج أفضل والإيجابي هذه السنة، غياب الغلق المتكرر الناتج عن انتشار الوباء.
وقال أيضا، بالرغم من الانتقادات التي وجهت لنظام التفويج، إلا أنّ هذا الأخير لقي استحسانا لدى أعضاء الأسرة التربوية، وكان له رد فعل إيجابي لدى التلاميذ يبقى الإشكال في مراجعة الحجم الساعي الذي لا يتناسب وقدرات التلميذ العلمية، خاصة ذوي المستوى المتوسط والضعيف، واجهوا صعوبات في مشوارهم التعليمي، بسبب تقليص الحصة التعليمية إلى 45 دقيقية.

إينباف: سنة دراسية عادية
بدوره رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري، صرح، أمس، بخصوص تقييم السنة الدراسية قبل امتحان شهادة التعليم المتوسط وتوقعاتهم بشأن النتائج، أنّها كانت استثنائية من حيث التقليص في الحجم الساعي والتكييف، لكنها عادية من حيث التسيير، فقد اجتاز التلميذ ثلاث فصول دراسة وتم إكمال البرنامج الدراسي بنسبة 95 بالمائة بأغلب المتوسطات.
أكد دزيري أنّ التحضير النفسي للتلميذ قبل الامتحان الأهم، خاصة وأنّه يخضع للامتحان التجريبي، الذي يعتبر فرصة لتعويده على إجراء امتحان رسمي، وهنا تدخل مهمة الأستاذ التي تكون نفسية أكثر منها بيداغوجية، من أجل إزالة الخوف والتوتر لدى التلميذ ورفع معنوياته قبل الانطلاق في المراجعة واجتياز الشهادة.
أضاف في ذات السياق، أنّ الهدف من العملية دعم ثقة التلاميذ بأنفسهم ومساعدتهم على تجاوز بعض الضغوطات النفسية كالتوتر والخوف من الامتحان وتقديم توجيهات، خاصة بكيفية التعامل مع أسئلة الامتحان سواء من حيث الموضوع، قراءة الأسئلة، وضع مخطط الإجابة، أو التدرج في الأسئلة، وكذا عدم الفشل في حال الرسوب، لأنّ عدم النجاح ليس النهاية بل هو بداية لانطلاقة أحسن.
أشار المتحدث إلى أهمية التعليمة التي أصدرتها وزارة التربية الوطنية من أجل مساعدة المترشحين المقبلين على اجتياز الشهادة في تجاوز العقبات التي تعترضهم قبل أو أثناء إجراء الامتحان، والتقليل من الضغوطات التي تعرقل أداءهم وتقلّل من فرصهم في النجاح، مع ضرورة مساعدة الذين يعانون من صعوبات نفسية مثل الخوف القلق والاكتئاب.

مرّت بسلام بدون إضرابات
أكد الناشط التربوي ومدير متوسطة بولاية المدية، إنّ السنة دراسية مرت بسلام غير منقوصة بفصولها الثلاث واكتمال المقرر الدراسي في وقته بنسبة تفوق 95 بالمائة، وانعدام لاحتجاجات وإضرابات النقابات وإجراء امتحان تجريبي بين 15 و19 ماي في ظرف جيد، وهي خطوة مهمة لتعويد تلاميذ السنة الرابعة متوسط على أجواء الامتحان.
استطرد قائلا:«وفقت الوزارة إلى حدّ كبير في استقرار الوضع في القطاع وذلك بتنظيمها لقاءات ثنائية مع الشريك الاجتماعي”، كل هذه المؤشرات تقول أنّ نتائج امتحان” ش ت م« دورة 2022 ستكون أحسن من الدورات السابقة، خاصة وأنّ ظروف إجراء هذا الامتحان تم تهيئتها لإنجاحه، لاسيما إذا علمنا أنّ الظروف الصحية تغيرت، وأنّ وباء كوفيد 19 تقلص بنسبة كبيرة جدّا.
التمس المتحدث من وزير التربية تكريم الطلبة المتفوقين في هذا الامتحان ولو على مستوى وزارة التربية بإقامة حفل بسيط لهم تثمينا لجهودهم، لأنّه لا يعقل أن يكرم المتفوقون البكالوريا ونهمل المتفوقين في شهادة التعليم المتوسط، بالإضافة إلى طلب فتح ثانوية الرياضيات في كل الولايات 58 ولا يقتصر على ثانوية القبة بالعاصمة “ الثانوية الوحيدة “حيث لا يرسل الأولياء أبناءهم إلى هذه الثانوية، نظرا لبعدها عن مقر سكناتهم لأنّ أغلبهنّ بنات.
أشاد الفاعلون في القطاع ختاما، بجهود الوزارة في إكمال السنة الدراسة، سواء من حيث التكييف، التنظيم أو من حيث الامتحانات الرسمية التي تشهد الرتوشات الأخيرة، خاصة ما يتعلق بالبروتوكول المدرسي الذي يتضمّن جملة من الضوابط المتعلقة بالجوانب البيداغوجية والخدماتية.