طباعة هذه الصفحة

الساحة الفنية تتدعّم بأغنية في الطّابع الشاوي

«لعمر يڨور»..سنوات تمضي وذكريات لا تزول

أمينة جابالله

 احتفاءً باليوم الوطني للفنان، ارتأى فريق عمل أغنية «لعمر يڨور» أن يقدّموا لرصيد الأغنية الجزائرية إضافة نوعية وبتوزيع ذكي زاوج بين الأصالة والعصرنة، حيث تعد هذه الأغنية كأول انطلاقة للمبدع والمتألق الشاعر حركات عبد الكريم، ابن مدينة عين مليلة الذي سطع نجمه في سماء الأغنية الشاوية، وكعمل خاص جديد من إنتاج الفنانة المطربة نادية ڤرفي وزوجها نور الدين ڤشود، وذلك برفقة الملحن والموزع الموسيقي توفيق عامر والمخرج جابر دياب، وتحت إدارة أعمال المايسترو مهدي العثماني.


 تألّقت الفنانة نادية ڨرفي ذات الخامة الأوراسية الشجية بكلمات الشاعر عبد الكريم حركات، والتي أثرى بها صدى القصيدة الشاوية الراقية التي يحفظ ذكراها للأجيال القادمة، من خلال قلمه المبدع، وذلك عبر أغنية جاءت بعنوان «لعمر يڨور» بمعنى «العمر يمضي»..
في ذات الصدد، صرّح عبر الكريم حركات كاتب الأغنية الجديدة لـ «الشعب»، أنّ موضوع الأغنية الرومانسية «لعمر يڨور» التي كتب نصها خلال ثلاثة أيام، تتحدث عن سرعة مرور العمر بصاحبه، وما يرافقه من ذكريات لا تنسى، كما جاء على لسانه في هذا السياق: «تعبّر الأغنية عن الإنسان العاشق الذي لم يحالفه الحظ بالظفر بمحبوبه، حيث مهما طال به الزمن أو قصر، لا بد أن تمضي به الأيام والأشهر والسنوات بسرعة، ويصبح الكل في ذكرياته يسبح على أمل مستحيل، كي يستعيد أو يعيش تلك اللحظات التي عانق بها سماء الحب وهو في ريعان شبابه بغية استرجاع ما ضاع من عشق في ذاكرة حزينة، لكن هيهات كل شيء أصبح من الماضي، ولا سبيل من استرداده.. ضاع القلب، وضاع الحب وضاع كل جميل كان من المرجو تحقيقه، وفجأة جرى العمر وكأنه ثواني وكل اختار حياته مجبرا لا مخيرا، ويتغير الزمن ليجد نفسه بين حب لا تزال ذكراه تتوسّد بوتقة عذاب قاتل، وقلب أرهقه ثقل الذكريات التي تتجلى في كل مكان، في مرقده، في مأكله، في عطره وفي كل وجهة يتجه إليها».
أما عن واقع الأغنية الشاوية، فيرى ذات الشاعر أنها اندثرت باندثار مطربين كانوا بارزين في هذا الطابع، لأنها اعتمدت على مبادرات شخصية نجحت في فرض تواجدها على الساحة الفنية، كذلك ـ يقول ـ عدم الاهتمام بالأغنية الشاوية في منطقتها خاصة من دور الثقافة والجهات المهتمة بها، وكذا بعض الفنانين المحسوبين على الأغنية الشاوية، الذين اعتمدوا على لغة الواقع (مزيج بين عدة لغات العربية، الشاوية والفرنسية).
تجدر الإشارة، إلى أن نادية ڤرفي فنانة جزائرية من مواليد مدينة ڨالمة، بدأت مشوار الغناء منذ الصغر، وكانت الانطلاقة الفعلية من برنامج «ألحان وشباب عودة المدرسة»، في طبعته الثانية سنة 2008..غنت نادية في العديد من البرامج والحفلات والمهرجانات الوطنية والدولية منها تيمڨاد والكازيف، مع العديد من الفرق والأوركسترا، منها الأوركسترا السيمفونية الجزائرية وأوركسترا أوبرا الجزائر، وذلك في عدة مناسبات..
نالت عدة تكريمات في العديد من المناسبات والبرامج، وتميزت في الطابع الشاوي والسطايفي والسراوي، في رصيدها العديد من الأعمال الغنائية والكليبات منها: آش داني نحبو، ليل يا ليل، بعد الغيبة، عروسة البلدان (أغنية وطنية)، أَلِف (أغنية وطنية)، كما برزت في إعادة الأغاني التراثية الجزائرية فأعادت «يا عيني نوحي» و»سبع أيام» اللتين لاقتا انتشاراً واسعاً، وآخر عمل لها «لعمر يڤور» باللهجة الشاوية، وقد أخذت هذه الأغنية بين تسجيلها وتوزيعها والتحضير لتصوير الفيديو كليب وإخراجها للجمهور حوالي ثلاثة أشهر.
أما حركات عبد الكريم، فهو فنان وأديب وشاعر جزائري من دائرة عين مليلة ولاية أم البواقي، شرق الجزائر، كان مولعا بالنحت على الخشب، وهاويا للمسرح والموسيقى، حيث كان عازفا على آلة الباتري وجميع آلات الإيقاع، كما برع في كتابة الشعر بين عمودي وفصيح وملحون ونثر، وباللهجة الشاوية..قدم الكثير للساحة الأدبية من خلال مشاركات كثيرة في تظاهرات ثقافية وأدبية، من بينها ملتقيات ولائية وأخرى وطنية وكذا عربية، تحصل فيها على العديد من التكريمات والإشادة لقاء مشاركاته الفنية والأدبية المتنوعة.