طباعة هذه الصفحة

شهادة التعليم المتوسط

إمتحـان الرياضيـــات كـان صعبـا

حياة. ك

اجتاز مترشحو شهادة التعليم المتوسط أكبر وأصعب عقبة متمثلة في مادة الرياضيات، التي تباينت آراؤهم بخصوص أسئلتها، بين من وجد الأسئلة في المتناول وهم قلة، وأغلبية اشتكت من صعوبتها.
وعلى غرار اليوم الأول، شهد اليوم الثاني توافدا كبيرا للأولياء عقب انتهاء امتحانات الفترة الصباحية.

جو من القلق والخوف خيّم على التلاميذ وأوليائهم قبل الامتحان في مادة الرياضيات وهم ينتظرون الدخول أمام المراكز، إذ تخوفوا من تكرار سيناريو العام الماضي، إذ كانت أسئلة صعبة، بحسب انطباعاتهم.
وتساءل ممتحنون عن احتمالات أي الدروس التي ستطرح حولها أسئلة «شهادة التعليم المتوسط»، خاصة وان في هذه السنة «الاستثنائية» درسوا الدوال والمتطابقات الشهيرة، التي تعد مدخلا للسنة أولى ثانوي.
بعض التلاميذ انعزلوا عن الجمع وفضلوا عدم الخوض في موضوع أسئلة الرياضيات، لأنهم رأوا أنها ستشتت تركيزهم، وستؤثر على الحالة النفسية، لكن مظهرهم يؤكد أن الخوف يلازمهم ولا يريدون مزيدا من الضغط.
وعن أسئلة مادة الرياضيات، تحدث أساتذ قائلا إنها كانت واضحة ـ بحسبه ـ ولم يتخللها غموض من حيث المضمون، وأغلبها من التطبيق المباشر الذي لا يتطلب برهانا. وقال إن موضوع الامتحان مسح جزءا مهما من المنهاج، غير أنه لم يمس الدوال، التي درسوها في الفصل الثالث، وقد كان هناك احتمال طرح أسئلة أو وضعية إدماجية حولها، كما أنها المهمة جدا بالنسبة للطور الثانوي.
وذكر في سياق متصل، بأن صعوبة الرياضيات تكمن في كونها «لغة الترميز» وهذا ما يجعل هناك تباينا في مستوى التلاميذ، وهذه الفروقات موجودة ـ بحسبه ـ «وهو أمر مفروغ منه». غير أن موضوع الرياضيات لهذه الدورة اختلف فيما يخص الوضعية الإدماجية، التي تضمنت سؤالا مستقلا، وهو ما قد يتيح للتلميذ الحصول على نقطتين على الأقل من 8 نقاط.
واعتبر أن الإخفاق في الإجابة عن الرياضيات، يمكن أن يؤثر على المواد المتبقية، لأنها مادة أساسية وحاجز لا يتجاوزه الكثيرون. لكن ما يجب أن يعرفه التلاميذ أن الرياضيات جزء من العملية ويمكن تعويضها بالمواد الأخرى، خاصة الأدبية التي وإن كان معاملها 1، على غرار التربية الإسلامية، التربية المدنية والإنجليزية، أو 2 كمادة الفرنسية، إلا أن الحصول على علامة جيدة فيها، يمكن أن يرفع من المعدل بشكل كبير.

موضوع اللغة الإنجليزية سهل ولكن...
أما امتحان اللغة الإنجليزية فقد حمل نوعا من الارتياح لدى المترشحين، واعتبره أغلبهم سهلا، حيث يتحدث الموضوع عن معلم تاريخي، وهو من المقرر الذي درسوه. كما أن كثرة المعالم التاريخية التي تزخر بها الجزائر، تركت لديهم المجال واسعا لاختيار المعْلَم الذي تتوفر لديهم معلومات حوله، ويبدو من خلال انطباعات التلاميذ، أن أغلبهم كتب وضعية إدماجية حول مقام الشهيد «الحامة» الموجود بالعاصمة.

بن حليمة: مرافقة الأولياء تشتت التفكير
وبالنسبة للأولياء، فإنهم لم يكتفوا بمرافقة أبنائهم في اليوم الثاني من الامتحانات، بل راحوا يستعجلون معرفة حلول امتحان الرياضيات ويطلبون من أبنائهم أن يبحثوا عنها في مواقع التواصل الاجتماعي، غير أن هذه المرافقة تؤثر على التلاميذ سلبا ـ بحسب ما صرح به لـ «الشعب» مسعود بن حليمة، مختص في علم النفس، إذ يعتبر هذا السلوك من الوالدين، وسيلة ضغط وهم لا يشعرون بذلك، وذهب بعيدا، معتبرا المرافقة «فشلا ذريعا»، لأنها تؤدي إلى تشتت تركيز آبنائهم فيصابون حينها بالارتباك، لأن تفكيرهم ينصب على «كيف سيكون تصرف والديه إذا أخفق في الإجابة عن أسئلة الامتحانات»، ويؤدي هذا الضغط الى نتائج كارثية معاكسة تماما لما ينتظره الأولياء.