طباعة هذه الصفحة

فيما يشهد مشاركة إفريقية وعربية 

أكثر من 48 عارض في الصالون الدولي للسياحة والأسفار

قسنطينة: مفيدة طريفي

أجمع المشاركون في الطبعة الرابعة للصالون الدولي للسياحة والأسفار “سيرتا سياحة” الذي افتتحت فعالياته، أول أمس، بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، أنّ التظاهرة فرصة سانحة للتعريف بالإمكانيات والمؤهلات السياحية  لناحية قسنطينة وتشجيع النمط التبادلي بين البلدان العربية والأجنبية وحتى تحفيز السياحة الداخلية التي تعتبر من أهم النقاط التي يعمل عليها الفاعلون بالقطاع لاستقطاب أكثر للسياحة الداخلية والخارجية، فضلا عن أهمية هذه الصالونات التي بإمكانها فتح آفاق سياحية والتعريف بأهم المناطق.

تحت شعار “أثر الرقمنة والابتكار على قطاع السياحة” عرف الصالون الدولي للسياحة والأسفار مشاركة أكثر من 48 مشاركا من مختلف الدول الأجنبية والعربية في مقدمتها تنزانيا، السنغال، نيجيريا، مصر، تونس، دبي، مثلوا من خلالها وكالات للسياحة والأسفار وكذا مؤسسات فندقية، وبحضور مميّز لكل من سفيري السنغال ونيجيريا وقنصل تنزانيا إلى جانب السلطات المحلية الذين طافوا بأجنحة الصالون واطلعوا على العروض والبرامج المتنوّعة لعديد المواقع السياحية خاصة بولاية قسنطينة. 
 “خلي صيفك جزائري” لإنعاش السياحة الداخلية
«الشعب” في جولة عبر أجنحة الصالون وقفت على المشاركة القوية لوكالات السياحة والبنوك والفنادق. وأوضحت مديرة الديوان الوطني للسياحة “صليحة ناصر باي” أنّ الجزائر “تعرف انتعاشا في حركة السياحة والأسفار بعد سنتين من التوقف بسبب الأزمة الصحية، وتم وضع خطة عمل للدفع بالسياحة الجزائرية نحو الأمام بالرغم من تسجيل بعض العراقيل والنقائص نعمل على تداركها بالتنسيق مع العديد من الفاعلين”، مشيرة إلى أنّ السياحة قطاع أفقي لا يمكن أن يعمل ويتفاعل لوحده كونه يحتاج لتوحيد الجهود مع مختلف الفاعلين على رأسهم النقل، الثقافة والجماعات المحلية التي لها علاقة مباشرة بالفعل السياحي. وأشارت إلى  “ إنعاش قيم الحركة السياحية المبنية على الشراكة والاستثمار بالاعتماد على الرأسمال البشري في ظل الأمن والاستقرار الذي تعيشه البلاد” مبرزة أهمية “التنسيق والتبادل بين كل الفاعلين لاستحداث مناطق سياحية فريدة، بالنظر للتنوّع والمناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها الجزائر، ما يؤهلها لأن تتحول لوجهة سياحية ممتازة”.
وأفادت محدثتنا أنّ “الأزمة الصحية سمحت للجزائري باكتشاف المناطق السياحية لبلاده، حيث عملنا على هذا الشق الإيجابي من الأزمة أين شجعنا العائلات الجزائرية وحتى الأطفال من خلال نشاطات قام بها الديوان كمحاولة لغرس الثقافة السياحية في أذهان الأجيال من خلال خرجات وبرامج بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية، ونواصل في ذات المنهج بإقناع العائلات الجزائرية على أن تختار الوجهات المحلية الوطنية، سيما ونحن نشهد انطلاق موسم الاصطياف الذي جاء تحت شعار “خلي صيفك جزائري” والذي سيتضمن نشاطات وبرامج بالتنسيق والوكالات السياحية وتقديم عروض بأسعار مغرية، كما تتواجد حلول أخرى هي كراء المنازل إلى جانب اتفاقية شراكة مع وزارة التعليم العالي لاستغلال الإقامات الجامعية واستقطاب العائلات الجزائرية، فضلا عن برنامج التخييم المبرمج بالتنسيق ووزارة الشباب والرياضة وهي حلول بديلة للأسعار المرتفعة بالنسبة للعائلات ضعيفة الدخل”.  
كما أثنت على العمل الجمعوي والمؤثرين على الترويج لمناطق عذراء لم تنل حقها من التعريف فضلا عن برامج التخييم للخرجات، ما ساهم تلقائيا في التعريف بمقومات السياحة بالجزائر، لتصرح، من جهة أخرى، أنّ الهياكل الخدماتية المتمثلة في المؤسسات الفندقية الموزعة عبر إقليم الوطن تعرف حركية واسعة، خاصة في موسم الاصطياف ما يساهم في الترويج لعديد المناطق الساحلية الجديدة والتي لم تكتشف من قبل، مؤكدة أنّ الطبعة الرابعة من الصالون الدولي للسياحة يعتبر فرصة للترويج لألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران.
  ترقية السياحة الرقمية
 من جانبه، أكد “فؤاد الواد” مدير الديوان الوطني للسياحة التونسية” أنّهم متفائلون بعودة النشاط السياحي بين البلدين وعودة الصالونات والمعارض السياحية ومعلوم أنّ التبادل السياحي بين البلدين نشيط جدا، حيث بلغ عدد السياح الجزائريين سنة 2019 التي تعتبر من أقوى السنوات قرابة مليوني سائح  و530 ألف سائح جزائري مقابل مليون و300 ألف سائح تونسي بالجزائر، وهو ما أعتبره رقم مهم جدا في مجال التبادل السياحي والتجاري على حد سواء، أما بالنسبة للجزائريين فمعظمهم يتنقلون حسبه إلى  تونس عبر الحدود البرية فقط 6 بالمائة يتنقلون جوا، حيث سجلت الخطوط التونسية قبل الجائحة 35 رحلة أسبوعيا وحاليا 21 رحلة بالإضافة إلى انطلاق الجوية الجزائرية للترويج لرحلاتها من وهران إلى تونس ليرتفع العدد إلى 28 رحلة منتظمة، مؤكدا على أهمية السائح الجزائري في ترقية ودعم السياحة التونسية.  
كما أشار إلى أهمية إبرام اتفاقيات في مقدمتها إعادة بواخر الرحلات السياحية وفتح مدارس عليا في مجال التكوين ومشاركات ثنائية بين الدولتين، فضلا عن أفلام ترويجية للوجهة السياحية الجزائرية والتونسية على حد سواء، وتنظيم رحلات حدودية بين البلدين، والعمل على التبادل الإعلامي في نقل الموروث السياحي والتراثي. كما تحدث عن أهمية الرقمنة في قطاع السياحة وعلى التسهيلات التي توفرها في مجال الحجز والابتكار في الترويج عبر المواقع الإلكترونية والتطبيقات الحديثة. 
مطالبا بتسهيل الحصول على التأشيرة
من جهته، أكد المدير العام للمصرية العالمية للسياحة “شريف شرقاوي” أنّ مشاركته في الصالون الدولي للسياحة جاءت على خلفية العلاقة التبادلية بين البلدين، حيث أنّ الجزائريين يتوافدون بشكل مقبول للسياحة في مصر وعبر عديد المواسم، مذكرا أنّ الإشكال الوحيد يتمثل في ارتفاع ثمن تذكرة الطيران نحو مصر ووجهة واحدة والمتمثلة في القاهرة منتظرين كمتعامل سياحي واقتصادي من رفع العراقيل وتسهيل الحصول على التأشيرة الجزائرية باعتبار الجزائر وجهة مفضلة للمصريين لاعتبارات عديدة، في مقدمتها الإمكانيات السياحية الضخمة والمقوّمات الطبيعية التي تمتلكها الجزائر ترشحها بأن تتوّج ملكة للسياحة في العالم العربي، لكن ذلك يستوجب تكثيف الورشات التبادلية والاحتكاك بالدول ذات الخبرة في الخدمات والفندقة لاكتساب خبرات جديدة. كما أوضح أنّ عدد السياح الجزائريين بمصر تجاوز 150 ألف جزائري سنويا والعدد قابل للارتفاع في مواسم محدّدة على غرار موسم الخريف واحتفالات السنة الجديدة.
 كما أكد ممثل سفارة تنزانيا أنّ عدد الزوار الجزائريين لبلاده يفوق 500 زائر سنويا يتوجهون عموما للجزر والشواطئ التنزانية الغنية عن التعريف، مؤكدا أنّ المشاركة في الصالون الدولي للسياحة فرصة للتعريف ببلاده واستقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار خاصة وأن الدول الإفريقية غير معروفة لدى دول المغرب العربي وأنّ مثل هذه التظاهرات تساعد في تبادل الأفكار والخبرات لإنعاش السياحة في إفريقيا عموما.

السياحة الداخلية خيار لجلب الأجنبي

ومن جهته، أوضح “ كريم زيتوني” صاحب الوكالة السياحية “ساند تروك “ بأنّ الصالون الدولي جاء نتاج عمل تنسيقي بين المديرية المحلية والديوان المحلي للسياحة ونادي المتعاملين في القطاع، كاشفا أنّ التظاهرة تهدف أساسا للترويج للسياحة الداخلية واكتشاف المقومات السياحة التي تزخر بها قسنطينة إضافة إلى تبادل الخبرات وإقامة علاقات عمل ما بين جميع متعاملي القطاع المحليين والأجانب بغية الخروج بآليات من شأنها إعطاء دفع قوي للمقصد السياحي القسنطيني.
وحسب ذات المتحدث فإنّ فعاليات هذا الصالون الدولي ستعرف عدة ورشات من بينها “تنظيم لقاء بين متعاملي القطاع، الوكالات السياحية، المؤسسات الفندقية المحلية، الدولية وتنشيط ندوة حول الرقمنة في قطاع السياحة من طرف ممثلين عن الوكالة الوطنية للتنمية السياحية، فضلا عن تنظيم جولة سياحية لفائدة المشاركين للمعالم الأثرية للولاية”. وقد شهد الافتتاح الرسمي للصالون الدولي للسياحة والأسفار الذي ستدوم فعالياته، إلى يوم غد، توافدا كبيرا من المواطنين المهتمين خصوصا بالعروض والمزايا وكذا التخفيضات المقترحة من طرف الفنادق ووكالات الأسفار.