طباعة هذه الصفحة

حال الدنيا

ضمائر ملوّثة

حياة. ك
17 جوان 2022

الصيف الذي ينتظره الجميع، لأنه فصل العطل والراحة، هو أيضا- مع الأسف- موسم لانتشار العديد من الأمراض، خاصة المتنقلة عن طريق المياه، نتيجة لنقص وانعدام النظافة.
بقدر ما يتوق الجميع الخلود للراحة في هذا الفصل بعد عمل وتعب طيلة الفصول الثلاثة، إلا أنه لا يكاد صيف يخلو من تسجيل لأمراض بسبب انتشار الأوساخ والقاذورات، والأخطر هو انعدام الضمير الذي وصل إليه بعض المحسوبين على الفلاحة، الذين يلجأون إلى سقي الفواكه الموسمية، على غرار «الدلاع» بمياه ملوثة بالجراثيم وبالمواد السامة التي تحملها مياه الصرف الصحي، أو تلك إلى تنتج عن المصانع.
في الحقيقة أن التسممات سجلت في شهر رمضان، حيث أن عدد من ولايات الوطن استقبلت المصالح الاستعجالية لمستشفياتها حالات تسمم، أغلبها من تناول فواكه مسقية بمياه ملوثة، لأن هناك من عميت قلوبهم وانعدمت ضمائرهم، فراحوا يستعملون مياها قذرة لسقي مزروعاتهم، كنوع من الحيل لتجنب الأعباء المادية على حساب صحة وسلامة المواطنين.
وينتظر أن تضرب السلطات العمومية بيد من حديد، خاصة بعد القرارات التي أعلن عنها وزير الفلاحة، مطلع الشهر الجاري، لتفادي استعمال المياه الملوثة في سقي المزارع والحقول، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات ردعية ضد الفلاحين الذين يستعملون المياه الملوثة، حيث يصل الحد الى مصادرة عتادهم الفلاحي وإتلاف كل المحاصيل التي تم سقيها بالمياه الملوثة غير المعالجة، فضلا عن المتابعة القضائية.
فهل ستوقظ هذه القرارات ضمائر الفلاحين الذين فقدوا جادة الصواب، لدرجة أنهم قد يقدمون على القيام بأي شيء يدرّ عليهم الربح، ولو كان على حساب صحة المواطن بل وحياته؟