طباعة هذه الصفحة

1530 فندق غير كاف وأسعار «خيالية»

«السياحـة الداخليـة» تُقـاوم تبعات الجائحـة

خالدة بن تركي

يعكف المتعاملون في المجال السياحي على تحقيق انتعاش آمن ومستدام لقطاع السياحة، خاصة بعد الأزمة الصحية التي عصفت بالقطاع وجعلته يتخبط في مشاكل عديدة، جعلتهم يعوّلون على السياحة الداخلية كبديل حقيقي ومنافس، في المقابل، طالبوا بتحسين الدعم من أجل أداء مهامهم على أحسن وجه ومن ثمّ تقديم خدمات سياحية وفندقية ذات جودة سواء للزبون الجزائري أو الأجنبي.

أجمع الفاعلون في القطاع، أنّ أسعار الهياكل السياحية بالجزائر تخضع لقانون العرض والطلب، وبشكل خاص الفنادق الذي يزيد عليها الطلب خلال موسم الصيف، غير أنّ هذا القانون يمكن أن تتدخل وزارة السياحة لضبطه من خلال تغيير إستراتيجية الدعم، وإلزام الجميع بإطلاق عروض ترويجية وتخفيضات خلال العطل الصيفية، لتمكين المواطنين الاستفادة من هذه الخدمات.
 انتعاش كبير للسياحة
يتوقع رئيس الجمعية الوطنية للسياحة والأسفار والصناعة التقليدية معوش زهير انتعاشا كبيرا للسياحة في الجزائر خلال موسم الاصطياف الحالي، مشيرا في تصريح لـ « الشعب» أنّ البداية كانت جيّدة بعد سنتين من الركود، حيث لوحظ ارتفاع في حركة السفر سواء الداخلي أو الخارجي، مؤكدا الدور البارز للمجال السياحي في إضافة قيمة اقتصادية.
شدّد معوش بعد التأثر الكبير للوكالات السياحية بسبب جائحة كورونا، على ضرورة التوجّه نحو تنشيط السياحة الداخلية، موضحا أنّ الجائحة كانت نقمة على المتعاملين في المجال السياحي سواء الوكالات، الفنادق أو الأشياء الأخرى المرتبطة بالسياحة، غير أنّها في المقابل كانت لها بعض الإيجابيات، جعلت الوكالات السياحة تدخل في السياحة العائلية الداخلية وكانت مجبرة من طرف الزبائن التابعين لها، البحث عن متنفس داخليا، لأنّه خارجيا يوجد غلاء فاحش في التذاكر والإقامات وغيرها نحو أوروبا وتونس.
بخصوص أسعار التذاكر حاليا نحو أوروبا، وتونس قال معوش إنّه يخدم السياحة الجزائرية بشكل كبير، على اعتبار أنّ الجائحة غيرت الكثير من المعطيات، وهذا ما ينطبق على الدول المجاورة للجزائر وأوروبا التي كانت فيها أسعار منافسة مع الجزائر، ولكنّ اليوم هي فرصة لبناء مستقبل أفضل للسياحة، يعتمد بالدرجة الأولى على تشجيع السياحة الجزائرية وكسب ثقة الزبون، والأهم الفهم الجيد لاتجاهات السوق ومحركات الطلب.
أكد المتحدث، أنّ أزمة كورونا التي عاشها العالم لسنتين وكان تأثيرها كبير على اقتصاديات الدول، جعلت القطاع السياحي يعيش تجربة مريرة خاصة الوكالات السياحية التي راجعت حساباتها خلال فترة الغلق، لذا فهي تعتبرها فرصة مناسبة جدا للنهوض بالسياحة الجزائرية، ولكن تبقى مرهونة بالواقع، باعتباره من يحدد ما ستؤول هذه الأخيرة مستقبلا.
وفي حديثه عن تغيير آلية دعم الوكالات السياحية من أجل تنشيط السياحة الداخلية وتشجيع المواطن الإقبال عليها، أفاد معوش أنّه حان للوكالات، الجمعيات والناشطين من أجل الترويج للسياحة أكثر وأكثر، حتى يتمكن السائح من التعرف على مميزات وجهاته والمناطق السياحية الجزائرية، خاصة وأنّ الترويج يعتبر من أهم عناصر التسويقي السياحي.
بشأن طرق وأساليب النهوض بالسياحة الداخلية، أكد رئيس الجمعية الوطنية للوكالات السياحية ضرورة إعطاء فرص للاستثمار في المجال، وكذا منح قروض بنكية للشباب الذي يملك الخبرة في الميدان وإجراء تكوين داخليا وخارجيا للاستفادة من خبرات دول المجاورة للرقي بالمجال السياحي، والأهم تهيئة البيّنة التحية وتفعيل مكاتب الصرف وغيرها.
عرج، في سياق آخر، إلى السياحية الصحراوية التي وصفها «بجوهر المنتوج السياحي الذي يحتاج إلى التنشيط»، خاصة إذا ما تمت المقارنة مع صحراء العالم، حيث كانت- يقول المتحدث- حاضرة بقوة في كل المناسبات، تبقى بحاجة إلى دعم من حيث المؤسسات الفندقية وحافلات النقل من أجل تنشيطها، خاصة بعد الإقبال الكبير الذي شهدته بعد رفع الحجر الجزئي.
وأكد ختاما أهمية السياحية في تنمية الاقتصاد شريطة الاستغلال الجيد لها، مشيدا بجهود الوزارة الوصية في ترقية القطاع من خلال الوقوف عن كثب على احتياجاته، وكذا الخرجات الميدانية التي تقام دوريا على المستوى الوطني، بالإضافة إلى الاتفاقيات المبرمة مع كل من إيطاليا ومؤخرا في جدّة في المملكة العربية السعودية من أجل تدعيم سبل التعاون في المجال، مشيرا أنّ الجزائر مقبلة على حدث هام في وهران، وهو فرصة للوكالات، الجمعيات والفنادق، لإعطاء صورة جميلة عن الجزائر.
أسعار مرتفعة
وعودة  صعبة
« الشعب « تقربت من الزبائن على مستوى بعض الوكالات السياحية بالعاصمة، أين تحدثنا مع المواطن حسان عماري، الذي قال «الأسعار مرتفعة ولم تكن متوقعة بعد سنتين من الغلق «لتضيف حسينة من باب الزوار «العودة صعبة ولا توجد أماكن كافية في الرحلات الداخلية أو الخارجية».
في المقابل، صرح مواطن آخر، أنّ بعض الوكالات المحترمة تقدم خدمات ذات جودة تليق بالزبائن، وهي في الأغلب الوكالات المعتمدة، أما عن السياحية الداخلية فأكد أنّها غير مشجّعة، لأنّ الأسعار مرتفعة ولا تناسب المواطن البسيط، على عكس بعض دول الجوار التي كانت تمثل قبلة الجزائريين بسبب أسعارها وخدماتها الجيدة.
أضافت متحدثة أخرى « بالرغم من التكاليف الباهظة التي يدفعها بعض الزبائن في الفنادق لقاء حصولهم على خدمات مثالية، إلا أنّهم يتفاجؤوا فيما بعد بتدنّي الخدمات، ابتداء من الغرف وكذا الأطباق المقدمة إلى المسابح والشواطئ الخاصة، بسبب غياب عامل النظافة وأحيانا الأمن، وهذه كانت تجربتها في السنوات الماضية قبل الكورونا «.
من جهتها، أكدت فاطمة، التي وجدناها بإحدى الوكالات غرب العاصمة، وكانت تبحث عن حجز لقضاء عطلة الصيف، أنّه بعد تعب سنة كاملة من العمل « توقعت أن تكون تسهيلات وتحفيزات أكثر، خاصة في الفنادق الداخلية؛ ولكن لاحظت العكس «، وشاطرها الشاب رشيد من العاصمة الرأي، حيث قال «إنّه توجّه إلى عدة فنادق بولايات الوطن لحجز غرفة مع أفراد عائلته لقضاء عطلة الصيف والترفيه، عن النفس، غير أنّه وجد أنّ العرض السياحي لا يتماشى مع رغبات المواطن متوسط الدخل.
وعليه، طالب أغلب المواطنين أو الزبائن الذين تحدثنا إليهم، من وزارة السياحية التدخل من أجل ضبط الأسعار، حتى يتسنّى للجميع زيارة مناطق بلادهم والتعرف أكثر على مقوّماته السياحية.