طباعة هذه الصفحة

الشفة وحمام ملوان يستقطبان هُوّاة السّياحة الجبلية

استياء من ظاهرة الـ “باركينغ” في أودية البليدة

 استعادت المناطق السياحية الجبلية بالبليدة حركيتها المعهودة خلال أشهر الاصطياف من كل سنة، ومع ارتفاع درجة الحرارة خلال الأسابيع القليلة الأخيرة ارتفع عدد زوار موقعي حمام ملوان والشفة اللذين يعتبران الأفضل في الولاية.
وتجلب الشفة هواة السياحة الجبلية في مركز عنصر القردة ووادي الشفة المحاذي للطريق الرابط بين البليدة والمدية، وكذا الشلالات المنبعثة من المرتفعات الجبلية، والتي انتعش بعضها بعد فترة جفاف بسبب تساقط كمية هائلة من الأمطار خلال فصل الربيع أسهمت في ارتفاع نسبة مياه الينابيع.
أما حمام ملوان فهي منطقة سياحية بامتياز، إذ يزورها السُياح بكثرة سواء في فصل الربيع أو موسم الاصطياف التي ينطلق في شهر جوان، وينتهي في شهر سبتمبر من كل سنة، حيث عرفت أيضا ارتفاع منسوب مياه وادي الشريعة بعد تأثره هو الآخر بالجفاف في السنوات الأخيرة.

ابتزاز يثير حفيظة العائلات

 في جولة قادتنا إلى الشفة وحمام ملوان السياحيتين، عبّر لنا بعض السُياح ممّن وجدناهم في المنطقتين عن استيائهم من فرض تسعيرة 60 دينارا جزائريا مقابل ركن سياراتهم في أماكن يُسيرها بعض الأشخاص، والذين يزعمون بأنهم حصلوا على ترخيص من قبل مصالح البلدية.
وندّد أحد المارة ممن يستعملون الطريق الوطني الرابط بين المدية والبليدة بالقول: “شيء مؤسف أن يتوقف شخص لبضعة دقائق بغرض الاستمتاع بالمناظر الطبيعية لوادي الشفة، ويجبرونه على دفع مبلغ 60 دينارا”.
وتابع المتحدث “الأمر مشابه تماما لظاهرة حارس موقف السيارات العشوائي “الباركينغور” في شواطئ البحر، فهؤلاء المافيا الذين يعتبرون بأن الشاطئ ملكا لهم، ويجبرون المصطفين على دفع مبالغ كبيرة مقابل ركن سياراتهم وكراء مظلات صيفية ومخيمات بأسعار مرتفعة جدا”.
وحول هذه الظّاهرة، صرّح أحد مسيّري البرك المائية المخصصة للسباحة بمنطقة “المقطع الأزرق” قائلا:
«نحن نحوز على رخصة من قبل رئيس بلدية حمام ملوان، ونقوم بكراء المظلات بأسعار في المتناول، وهي غير ثابتة ويمكن تخفيضها لمساعدة بعض العائلات على أخذ نزهة في جوّ محترم”.
وما يجب الإشارة اليه هو أن الأشخاص المرخص لهم يُنسجون مخيمات أيضا بالأخشاب وأوراق الأشجار، والتي يتم تنصيبها على ضفاف الواد في حمام ملوان، ويشرف آخرون على تنظيم توقيف السيارات بموقف معتمد من قبل البلدية.
ومقارنة مع الصيف الماضي لسنة 2021، يبدو الإقبال على المناطق السياحية الجبلية كبيرا في البليدة، وذلك راجع إلى تحسن الوضع الوبائي ورفع الحجر الجزئي على ولاية البليدة بعد سنتين من المعاناة بسبب جائحة كورونا.
وتستهوي حمام ملوان العائلات القادمة من الجزائر العاصمة، وبدرجة أقل هواة السياحة الجبلية من الولايات المجاورة مثل المدية، عين الدفلى وبومرداس، الذين يفضّلون الهدوء الذي يُميزها، وجمال طبيعتها الذي تختلف تماما عن البحر والصخب الذي يميز جل شواطئه.
البليدة: أحمد حفاف