طباعة هذه الصفحة

الباحث في علم الفيروسات، دكتور ملهاق:

تزايد الإصابات بكورونا محتمل ومتوقع

خالدة بن تركي

 انفلونزا الصيف مغالطة يقع فيها المواطن

أفاد الباحث في علم الفيروسات والبيولوجي السابق في مخابر التحاليل الطبية بالجزائر، الدكتور محمد ملهاق، أنّ تزايد عدد الإصابات بـكورونا محتمل ومتوقع في الجزائر، بعد أن عادت للانتشار في أوروبا، خاصة مع فتح المجال الجوي، حيث تتأثر الجزائر سلبا وإيجابا بما يحدث خارج الحدود، سيما عندما يسجل تزايد في وتيرة الإصابات.
أوضح الدكتور في تصريح لـ « الشعب «، أمس، أنّ الوضع الوبائي مستقر، لكن نسجل تغييرا بشأن تزايد عدد الإصابات مؤخرا، بعد أن وصلت الجزائر إلى إصابة واحدة شهر ماي الماضي، الأمر الذي ينذر بإمكانية تسجيل وتيرة متصاعدة في الأيام المقبلة لأسباب داخلية وخارجية، تتعلق أساسا بحالة التراخي التي يعيشها المواطن بعد تراجع حالات المرض، مؤكدا أنّ الوضع مستقر، لكنّه يدعو للقلق في ظل استهتار المواطنين وتجميد حملات التطعيم.
وأكد ملهاق، أنّ احتمال ارتفاع الإصابات يبقى قائما في ظل غياب التدابير الوقائية في الأماكن والمرافق العامة التي تشهد إقبالا للمواطنين بالتزامن مع العطلة الصيفية، حيث لوحظ التخلي التام عن البروتوكول الصحي الخاص بأماكن الترفيه، بالإضافة إلى نسيان عمليات التلقيح التي توقفت رغم توفر المخزون الكافي من التطعيم.
وبخصوص العوامل الخارجية، قال المتحدث، إنها مرتبطة  بما يدور خارج الحدود، على اعتبار أنّ ما يجري في العالم له تأثير مباشر على بلادنا، خاصة في فرنسا التي يكثر فيها الحديث عن موجة سابعة، بعد أن بلغت الأعداد 50ألف إصابة يومية، مشيرا إلى الوتيرة في الجزائر، بدأت ترتفع عن طريق تحليل «بي. سي. أر»، في حين التشخيصات الأخرى خارج الإحصاء.
صرح أيضا، أنّ ما يحدث مع الكثير من المواطنين، ليس انفلونزا، لأنّها عادة تصيب الأشخاص في فصلي الخريف والشتاء، هذا ما يفسرالإصابة بكورونا طفيفة الأعراض التي تتفشى ببطء إلى أن يحدث التهيج بعد من فترة الانتشار، خاصة وأنّ الشائع اليوم أنّ الفيروس زال بالرغم من إصابة العديد من المواطنين بأعراض حادة، على غرار السعال، والحرارة.
وتابع يقول إنّ «مجموعة من المعطيات الوبائية تقول يمكن الذهاب إلى موجة خامسة في حال استمرار التراخي»، مشيرا أنّ الجزائر عاشت هدنة وبائية لمدة ثلاثة أشهر وهو المتوقع، خاصة وأنّ التقديرات العلمية الخاصة بعلم المناعة والفيروسات أكدت أنه بعد هذه المدة، يمكن توقع تزايد في الأعداد وإمكانية الذهاب إلى موجة محتملة.
وبشأن الخطورة وسرعة الانتشار، علميا لا يمكن توقعها أو معرفتها، لأنّها متعلقة بالفيروسات والمتغيرات التي ظهرت حاليا على غرار «بي أيه 4»و» بي أيه 5» المنتشرة في الكثير من الدول الأوروبية، والتي تعد آخر متحورات كوفيد ظهورا، وهما قريبان من متحور أوميكرون، ومن هنا يظهر تخوف الخبراء والمختصين، مشيرا أنّ الجزائر يجب أن تستغل فترة الاستقرار في بعث عمليات التلقيح.
وأشار، في سياق موصول، أنّ هذه الفترة الأحسن لإحياء عملية التلقيح بمراكز التطعيم، داعيا الفئات الهشة وأصحاب الأمراض المزمنة إلى التقرب من أقرب مركز  من أجل أخذ التلقيح، الذي يضمن الحماية في حال عودة الانتشار، حتى الذين أخذوا اللقاح بجرعتيه، بحاجة لأخذ جرعة تعزيزية قد تكون في غضون ستة أشهر إلى عام، للحفاظ على الفعالية بنسبة تفوق 50 في المائة.
كما دعا الدكتور ملهاق، المواطنين إلى الحيطة والالتزام بالتدابير الاحترازية الرامية إلى التصدي لأيّ موجة محتملة، لافتا إلى أنّ التهاون في تطبيق الإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا قد يسبب ارتفاع الأعداد وعودة الوباء من جديد، خاصة مع ما نعيشه اليوم من انفتاح على الحدود.