طباعة هذه الصفحة

يستغلون العطلة الصيفية للحــصول عــلى مؤهل

إقــبــال كــبير للــشباب والمـرأة عــلى التـكويـن بـبــاتـنة

باتنة: حمزة لموشي

تشهد مدارس التكوين المهني وتعليم اللغات وتلك التي تقدم الدروس الخصوصية للأطوار التعليمة الثلاثة، إقبالا كبيرا عليها من طرف الشباب خلال فصل الصيف تزامنا والعطلة، حيث يحرص الشباب بولاية باتنة على التسجيل في مختلف الدورات التكوينية للحصول على شهادات تؤهلهم لولوج عالم الشغل، على غرار إقبال الشباب الجامعي ومحدودي المستوى الدراسي على مؤسسة «لينتاك» للتكوين المهني.
يشهد قطاع التكوين المهني والتمهين بباتنة تطورا ملحوظا، في السنوات الأخيرة، عكسه العدد الكبير للمقبلين على مراكز التكوين العمومية والمؤسسات الخاصة على غرار «لينتاك»، بفضل التخصّصات الكثيرة التي تم فتحها وتوجهها منذ مدة لتكوين للمرأة الماكثة بالبيت والمرأة الريفية بما يتماشى وخصوصية المنطقة، حسب ما أفادت به مديرة المؤسسة الأستاذة نوال دلندة في تصريح لـ»الشعب».

تخصّصات من عالم الشغل

تعتبر لينتاك التي يجري المراهنة عليها لتكوين الشباب من كل ولايات الوطن بمثابة همزة وصل بين المتربص المتخرج وعالم الشغل، من خلال تمكينه من التواصل مع المؤسسات التي تدعم المشاريع وترافق المتربصين، كون ليناتك معهدا للتكوين المهني متعدد الاختصاصات ومعتمد يخضع لرقابة بيداغوجية من طرف الدولة يتوفر على خدمات النقل والإيواء للمتربصين الذين أشادوا بنوعية التكوين الذين يتلقونه.
وأشارت مديرة المؤسسة أنّها أسست معهد ليناتك سنة 1999، يؤطرها طاقم تقني بيداغوجي من أساتذة أكفاء متحصلين على شهادات عليا بينهم دكاترة، مهندسين، ومختصين في شتى المجالات، كونوا أكثر من7 ألاف طالب في مختلف التخصّصات ومن جميع الولايات، على غرار تخصص تلحيم انابيب البترول والغاز، الوقاية والأمن الصناعي، الكهرباء المعمارية والصناعية، الترصيص الصحي، التدفئة المركزية، مصمم في أنابيب البترول والغاز، تربية الدواجن والنحل، الأشجار المثمرة وهي التخصّصات التي تستهوي الشباب الراغب في الحصول على عمل.
وأشارت محدثتنا إلى أنّ المؤسسة تفتح أبوابها للراغبين من الشباب في ولوج عالم الشغل بعد الحصول على شهادات في تخصّصات مطلوبة في سوق الشغل، خاصة بعد أن أصبح يراهن على المقاولاتية والتوجه إلى إنشاء المؤسسات المصغرة، كحل لمشاكل البطالة في ظل التسهيلات المقدمة من طرف الدولة عبر مختلف الصيغ.
وأشار العديد من الشباب القادم من عدة ولايات من الوطن «أنّ جودة التكوين شجعتهم على التسجيل في كل دورة تفتحها المؤسسة خاصة خلال العطل وفصل الصيف»، فيما أكدت مديرة المؤسسة «أنّ نوعية التكوين الذي توفره لينتاك شجع الشباب على الإقبال  للتسجيل في تكوينات وتخصصات مختلفة، مع حرصها على تقريب مؤسستها التكوينية أيضا من المرأة الماكثة في البيت، في إطار استراتيجيتها الجديدة.

خريجو الجامعات الأكثر تسجيلا

بخصوص طريقة استقطاب المتربصين خاصة التلاميذ من المستويات النهائية للتعليم المتوسط والثانوي والذين لم يسعفهم الحظ في مواصلة مسارهم الدراسي، أشارت نوال دلندة بالقول «نحن ننسق العمل مع قطاع التكوين المهني لاستقبال الكثير المتمدرسين بغية تسجيلهم في أيّ تخصّص يريدونه، بفضل ما نقوم به من حملات التحسيس والتوعية، لأنّ مدرسة لينتاك بصفة عامة تفتح أبوابها لكل شاب يرغب في التكوين في تخصّص معين.
كما  أشارت محدثتنا إلى إقبال فئة أخرى من الشباب على التكوين ممن لم يتموا تعليمهم والذين أبدوا رضاهم عما تقدمه لينتاك مقارنة بمراكز التكوين المهني التي تضع شروطا كالسنّ والمستوى الدراسي، ناهيك عن طول فترة التكوين والتربص ومحدودية التخصّصات بها مقارنة بلينتاك التي تفتح أبوابها لهم دون تعقيدات وتتيح لهم إتمام دورات تكوينية في أوقات قياسية.
واللافت في نوعية المقبلين على التسجيل في هذه المدرسة هو أنهم من أصحاب الشهادات العليا والجامعيين والموظفين وحتى المتقاعدين، الراغبين في تعزيز فرص العمل والتكوين في التخصّصات الأكثر طلبا، لإقامة مشاريع والحصول على قروض تفتح لهم آفاقا جديدة بعيدة عن التوظيف التقليدي، حيث أجمع خريجو الجامعات ممن التقتهم الشعب «على ضرورة مواصلة مسار تعليمي تكميلي بها نظرا لمستوى وجودة التعليم في لينتاك، وهو ما دفعهم حسبهم لإتمام دورات تكوينية للإلمام أكثر بتخصّصاتهم.

انفتاح على المرأة الريفية والماكثة بالبيت

عن استراتيجيتها الإعلامية للوصول إلى أكبر قدر من الشباب أشارت دلندة «أنّ المؤسسة تعمل على مسايرتها لأحدث طرق الترويج لدوراتها على الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الإجتماعي المختلفة، لاسيما أن لينتاك تحرص على الاهتمام بنوعية التكوين، حيث تم عقد العديد من الاتفاقيات مع بعض الشركاء الخواص والعموميين لتحديد التخصّصات والحرف المطلوبة التي تسجل عجزا ونقصا في اليد العاملة، ليتم تكوين الشباب فيها اضافة إلى حرص المدرسة على حضور مختلف الاجتماعات واللقاءات  الخاصة بشرح وإجراءات التشغيل من مختلف الصيغ بغية تحسيس وتوجيه خريجي المؤسسة.
والجديد في نشاط المؤسسة هو بشأن تقربها من المرأة الماكثة في البيت وحتى الريفية والعاملة على حدّ سواء، بفتح تخصصات تسمح لهذه الشريحة من الاستفادة من تكوينات في تخصصات مختلفة، تهم المرأة بصفة عامة  من خلال تخصيص فضاء بالمؤسسة وتجهيزه وتدعميه بمختصين وأساتذة يسهرون على تعليم المرأة الماكثة في البيت حرفا مختلفة تقليدية، كالحلاقة والخياطة وغيرها مع فتح تخصّص جديد هو التجميل لتمكين المرأة من الحصول على شهادة مختصة في المجال.