طباعة هذه الصفحة

المخزن لا بدّ أن ينال عقابه

تنديد عالمي متواصل بمذبحة مليلية

شكلت المذبحة التي نفذها الأمن المغربي في حق مهاجرين أفارقة على الحدود مع اسبانيا وخلفت مقتل عشرات المهاجرين، صدمة دولية، وأظهرت مدى الإجرام الذي يتعامل به الأمن المغربي مع المهاجرين الأفارقة، وزيادة على إدانة الجريمة التي وقعت، طالبت هيئات حقوقية بضرورة معاقبة الفاعلين ومن يقف وراءهم.
استنكرت العديد من الهيئات والمنظمات والأطراف السياسية والحقوقية الدولية، فظاعة المشاهد التي تم تداولها في فيديوهات صادمة على صفحات وحسابات مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ونقلت تدخل الشرطة المغربية بقسوة واستخدامها القوة المفرطة وبصورة غير متكافئة ضد المهاجرين، كما وثقت جثث المهاجرين المكدسة فوق بعضها البعض، في مشهد يندى له الجبين.
وفي موقف يشجب الواقعة، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي، عن صدمته من «المعاملة العنيفة والمهينة» للمهاجرين الأفارقة من قبل قوات الأمن المغربية، مطالبا بإجراء تحقيق فوري.
 وانضمت إليه حوالي خمسين منظمة تدافع عن المهاجرين بينها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمنظمة الإسبانية غير الحكومية كاميناندو فرونتيراس.
وقالت المنظمات في بيان مشترك «موت هؤلاء الشباب الأفارقة… ينبهنا إلى الطابع المميت للتعاون الأمني بشأن الهجرة بين المغرب وإسبانيا».

لا بدّ من الردّ بقسوة على العنف المغربي

من جهتها، لم تخف مفوضة الشؤون الداخلية للاتحاد الأوروبي، إيلفا جوهانسون، قلقها إزاء هذا الهجوم الدموي، ودعت إلى ضرورة الرد بقسوة على هذا النوع من العنف الذي استخدم على حدود دولية.
واعتبرت إيلفا جوهانسون في تغريدة على «تويتر»، الأحداث المأساوية التي شهدتها حدود مليلية، «مقلقة للغاية بسبب الخسائر في الأرواح البشرية «، مشيرة إلى أن «هذه المأساة تسلط الضوء على الأسباب التي تجعلنا بحاجة إلى إيجاد طرق آمنة وواقعية وطويلة الأمد للتقليل من الهجرة غير النظامية الموجهة للفشل».
كما طالبت منظمة «كاميناندو فرونتيراس» غير الحكومية المتخصصة في الهجرة بين إفريقيا وإسبانيا، في بيان لها، بـ «فتح تحقيق قضائي مستقل على الفور من الجانبين المغربي والإسباني، وكذلك على المستوى الدولي لإلقاء الضوء على هذه المأساة الإنسانية».
وفي سياق ردود الفعل الدولية المنددة بالتدخل الوحشي لشرطة المخزن على المهاجرين غير الشرعيين، شجب ادواردو دي كاسترو، رئيس مليلية، تعامل الرباط «غير المناسب» مع المهاجرين الأفارقة، مضيفا أن «المغرب يسمح لنفسه القيام بأشياء معينة لن تكون مقبولة» في إسبانيا.
كما كتبت عضو في البرلمان الأوروبي من حزب اليسار الراديكالي «بوديموس»، إيدويا فيظلانويفا، عبر حسابها الشخصي «تويتر»: «التحقيق ضروري لتوضيح الحقائق وتحديد المسؤوليات».
ولم يقتصر استنكار التدخل الوحشي والعنيف لشرطة المخزن على الجهات الدولية، بل حتى من الداخل المغربي، على غرار الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (فرع الناظور)، التي أوضحت أن «الاقتحام جاء بعد يوم من اشتباك المهاجرين مع أفراد الأمن المغربي، الذين كانوا يحاولون إخلاء مخيمات أقاموها في غابة قرب مليلية».