طباعة هذه الصفحة

تجنيد 2400 بيطري من القطاع العام و9 آلاف بيطري متطوع

700 نقطة بيع و453 مذبح عمومي خاضعة للرقابة الدائمة

فايزة بلعريبي

ترافق التحضيرات الاجتماعية لاستقبال عيد الأضحى المبارك، استنفارا على مستوى القطاعات الوزارية ذات الصلة بالحدث وتجنيدا يشاد به، للأطباء البياطرة وكل المتدخلين في المجالات المتعلقة بصحة المستهلك، حيث يتوزعون على مستوى المذابح العمومية وتجوب دورياتهم المتنقلة الأحياء السكنية من أجل الإشراف على عملية النحر وضمان الإجراءات الوقائية، ضمانا لسلامة المستهلك وتفاديا للأخطار الصحية والبيئية التي يمكن أن تنجرّ عن عدم اتباع المنهج الصحيح لهذه الشّعيرة الدينية.
جندت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، بحسب ما أدلت به الدكتورة هدى جعفري، طبيبة بيطرية ومستشارة بكنفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين، ما يزيد عن 2400 طبيب بيطري وتقني في الصحة الحيوانية من القطاعي العمومي، يسهرون على ضمان مراقبة صحية بيطرية لأكثر من 700 نقطة بيع معتمدة مرخصة، يحصل من خلالها المواطن مقابل شراء الأضحية على شهادة صحية بيطرية، تؤكد سلامة الأضحية. كما أشارت إلى مداومة 2000 طبيب بيطري عام مجندين لمراقبة الأضاحي، يوم العيد، على مستوى الأقسام الفرعية الفلاحية والمفتشيات البيطرية الولائية ومكاتب النظافة البلدية، إلى جانب فرق المتنقلة للبياطرة عبر الأحياء السكنية أين تتم أغلب عمليات النحر، وفق ما تمليه عادات وتقاليد المجتمع الجزائري، أين يغتنم المواطن هذه المناسبة الدينية للم شمل العائلة والالتفاف حول الأضحية.
بالإضافة إلى أكثر من 9000 طبيب بيطري متطوع من القطاع الخاص وعدد كبير من الجمعيات البيطرية وأخرى ناشطة في مجال البيئة، تعمل على توعية المواطن الذي سيجد أذانا صاغيا وهيئات مؤطرة للعملية، كالقسم الفرعي الولائي والمكاتب البيطرية من خلال توجيه هذا الأخير حول الحالة الصحية للأضحية والطريقة السليمة للنحر وما يتبعها من مراحل وقائية من حفظ اللحم واللواحق وتجميع الجلود في المكان المخصص لها بهدف استغلالها في مجالات متعددة.
وأضافت المتحدثة، أنه وبالرغم من الجهود التي تبذلها مختلف القطاعات الوزارية، على رأسها تلك التي لها علاقة مباشرة بعملية النحر، كوزارة الفلاحة والتنمية الريفية ووزارة البيئة وكذا وزارة الصحة، من خلال وضع أرقام تحت تصرف المواطن وحصص تلفزيونية مزامنة لفترة عيد الأضحى، إلا أن أهمية الحدث وحساسية العملية، لتعلقها بصحة المواطن ونظافة البيئة، تفرض بذل المزيد من الجهود، على غرار تلك الحملات التوعوية التي يطلقها ناشطون من المجتمع المدني وجمعيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أشادت الدكتورة بمبادرة المعهد الوطني للطب البيطري ومساهمته في العملية التحسيسية هذه، من خلال توزيع مطويات وتنظيم أيام دراسية حول الممارسات الوقائية الواجب اتباعها من أجل عملية نحر سليمة. ونوهت بجهود الجمعية الوطنية للأطباء البيطريين التي تقوم على المستوى الوطني بحملات توعوية حول كيفية التعامل مع الكيس المائي.
الرقابة هي الأخرى أولوية تحرص الوزارات المختصة على ضمانها، كتلك التي تتم على مستوى المذابح 453، الموزعة على 20 ولاية، حيث يحرص البياطرة المتواجدون هناك، تضيف جعفري، على التأكد من نظافة المكان وجاهزية الفريق المؤهل للقيام بهذه العملية، إلى جانب التأكد من نظافة أدوات النحر، كمرحلة أولية تسبق المرحلة الأساسية المتمثلة في فحص الأضحية ووضع الختم الذي يؤكد على سلامتها.
بالنسبة للأضاحي المذبوحة على مستوى الأحياء والمنازل، فيتم فحصها بالعين المجردة، من خلال ملاحظة لون اللحم ووجود الكيس المائي من عدمه، حيث يتواجد هذا الأخير على مستوى الكبد والرئتين، ويتوجب ـ بحسبها ـ في حالة العثور عليه، غليه أو حرقه أو دفنه في حفرة تتجاوز عمقها 50 سم للتأكد من عدم وصول الكلاب والحيوانات الضالة إليها وبالتالي تفادي انتقال المرض إليها ومن ثم إلى الإنسان.
وخلصت إلى القول، “كنصيحة ونحن على مشارف مناسبة دينية يفترض أن تكون فرصة للم شمل الأسر الجزائرية، لا سببا لمآسي صحية قد تؤدي إلى فقدان الحياة”، مؤكدة على ضرورة شراء الأضحية من نقاط البيع المعتمدة والمرخصة، احترام الإجراءات الوقائية المرافقة لعملية الذبح، ضرورة تنظيف المكان قبل وبعد عملية النحر. كما شددت المتحدثة على الجانب الأخلاقي حتى وإن تعلق الأمر بحيوان، فمعايير الإنسانية وتعاليم ديننا تفرض علينا الرفق به في مثل هذا اليوم رحمة به.