طباعة هذه الصفحة

الملتقى المتوسّطي «من الأداء الرّياضي إلى ثقافة التّعايش»

درواز : عملية تنظيم المنافسة تسير في الطّريق الصّحيح

عمار حميسي

  أكّد محمد عزيز درواز محافظ العاب البحر الأبيض المتوسط، أنّ عملية تنظيم المنافسة تسير بطريقة جيدة، والجميع انبهر بما قامت به اللجنة بخصوص توفير كافة الإمكانيات اللازمة للوفود الرياضية والضيوف الحاضرين، وذلك خلال تواجده كضيف شرف في المؤتمر المتوسطي الذي كان شعاره «من الأداء الرياضي إلى ثقافة التّعايش والتقارب بين الشّعوب»، الذي انعقد أمس بفندق «الزينيت» بوهران.
 نظّمت المدرسة العليا لعلوم الرياضة وتكنولوجيتها، أمس، ملتقى متوسطيا بوهران للحديث عن الأداء الرياضي ودوره في تعزيز وتوطين ثقافة التعايش بين الشعوب، والذي عرف مشاركة أساتذة ومختصين في هذا المجال، ونالت جميع المداخلات إعجاب الحاضرين خاصة مداخلة محافظ الألعاب محمد عزيز درواز.
تحدّث درواز على سير تنظيم الألعاب المتوسطية في وهران، وأكّد أنّ الأمور تسير على ما يرام، حيث قال «الجميع انبهر ومازال يتحدث الى الان عن حفل الافتتاح، خاصة من الوفود الأجنبية التي كانت تعتقد أنها ستشاهد حفل افتتاح عادي، إلا أن الأمور كانت مختلفة عن المتوقع، وهو الامر الذي شكل مفاجأة كبيرة لكنها سارة بالنسبة اليهم، وبخصوص عملية التنظيم فالأمور تسير في الطريق الصحيح، والجميع يعمل ليل نهار من أجل راحة ضيوف الجزائر، وتوفير كافة الإمكانيات اللازمة لهم».
تحدّث درواز للحاضرين أنّه سيرتدي ثوب الأستاذ قبل إلقاء محاضرته التي كانت مهمة، حيث لم يفقد الكثير من قدراته في التأطير وتوجيه الطلبة للنجاح في مستقبلهم الرياضي، حيث تناول جدلية الصراع بين المدرب والأستاذ رغم أنهما يكملان بعضهما البعض وكل واحد في مجاله».
يندرج هذا الملتقى ضمن برنامج الألعاب المتوسطية حسب درواز، الذي قال في كلمته الافتتاحية «تنظيم مناسبة علمية من هذا النوع أمر جيد وإيجابي لأنه يندرج ضمن البرنامج العام للألعاب المتوسطية، الذي يعرف تنظيم بالتزامن مع الألعاب تظاهرات ثقافية وعلمية، أتمنى أن تحظى بالتغطية الإعلامية اللازمة، ولا يجب على الإعلاميين التركيز فقط على الجانب الرياضي، حيث يتوجب استغلال الفرصة لإبراز القدرات السياحية لمدينة وهران، والنشاطات التي تنظمها مختلف الأطراف الفاعلة في الولاية لأنها تندرج جميعها ضمن البرنامج العام للألعاب المتوسطية».
جدلية الأستاذ والمدرب أو النظري والعملي تناولها درواز بإسهاب حيث قال «صراحة أنزعج كثيرا عندما أشاهد رياضيين يقلّلون من مستوى المؤطرين والمنظرين، ويقولون في كل مرة أنّهم يتجاوزونهم بمراحل لانّهم يمتلكون التجربة الميدانية بينما الأستاذ يمتلك التجربة النظرية فقط، لكن الرياضة الآن أصبحت علما، وفي السابق مثلا لم يكن هناك منصب اسمه مدرب مساعد، وأنا مثلا لم أعمل مع مدرب مساعد، وفي مجال التحضير البدني استعنت بأحد المدربين المميزين، وهو المحضر البدني هرفين شالديراك، الذي قلت له لا أعلم كيف يتم تحضير الرياضيين بدنيا، وهو تولى الامر من خلال تطبيق برنامج علمي، وبعدها في بطولة العالم كان لدينا اللاعب آنذاك في بداية مشواره وهو عبد السلام بن مغسولة، الذي كان طوله متر وسبعين سنتيمترا، لكنه نجح في القفز أعلى من مدافعي المنافسين الذين كان طولهم اعلى منه بكثير، وهذا نتيجة العمل والتحضير البدني الذي كان بطريقة علمية من طرف المحضر البدني، الذي عملت معه والجميع يتذكّر أنّني فزت ببطولات افريقية لكن هناك جنود الخفاء من عملت معهم للنجاح، وبالتالي من الطبيعي الاستعانة بالعلميين في المجال الرياضي، ولا يجب التخوف من هذا الامر، خاصة من طرف اللاعبين السابقين الذين يعملون الآن كمدربين».
الجانب العلمي مهم أيضا في صنع وتطوير الاستراتيجيات، حسب درواز، الذي قال «الجزائر طبقت الاحتراف في مجال كرة القدم، لكن الان الأمور عادت الى البداية لأن التجربة كانت فاشلة بكل المقاييس، والأسباب معروفة وهو غياب استراتيجية واضحة المعالم لتطبيق أي برنامج، والاحتراف هو برنامج له مراحل كان يجب أن نمر بها قبل الوصول للمرحلة الأخيرة، وخلال كل مرحلة هناك تجربة إنسانية وميدانية نتعلم منها الكثير من الأمور للوصول الى النقطة النهائية».
في الأخير، طالب درواز جميع الفاعلين باتخاذ خطوات عملية للنجاح في المجال الرياضي، حيث قال في هذا الخصوص «يجب الربط بين العمل العلمي والميداني من خلال الاستعانة بإطارات التعليم العالي في مجال الرياضة من أجل التطور في كل المجالات، فالمدرسة العليا للعلوم وتكنولوجيا الرياضة تزخر بالإطارات المعروفة بنزاهتها وقدراتها العلمية الكبيرة، وتحتاج فقط الى الفرصة من أجل إثبات قدراتها في الميدان، وهو الأمر الذي نتطلّع الى تحقيقه خلال الفترة المقبلة».