طباعة هذه الصفحة

مع نقص مراكز الترفيه والتسلية

نحو فتح الفضاءات الغابية للاستثمار السياحي بتبسة

تبسة: سمية عاليان

يحظى الاستثمار السياحي في الفضاءات الغابية والجبلية، بولاية تبسة الحدودية، اهتماما كبيرا من طرف السلطات المحلية في ظل انعدام مراكز الترفيه والاستجمام، وهو ما فتح أمام المستثمرين المجال لانجاز مناطق ترفيه لتكون متنفسا للعائلات التبسية على غرار مستثمرة القعقاع، ببلدية بئر مقدم ومركز ترفيه الطاقة ببلدية لحويجبات الحدودية.

بهدف تشجيع ولوج عالم الاستثمار في مجال السياحة الغابية والجبلية، بذلت السلطات المحلية بتبسة مساعي حثيثة من أجل تشجيع رجال المال والأعمال من داخل الولاية ومن خارجها لتجسيد مشاريع في هذا المجال، ويتعلق الأمر بتذليل الصعوبات وتبسيط الإجراءات الإدارية والقانونية للمستثمرين بهدف استحداث فضاءات عائلية وشبانية ترفيهية وسياحية للعائلات تسمح بتوفير خدمات سياحية وايجاد مصادر دخل جديدة للولاية، ويذكر في هذا الإطار أن الولاية ببلدياتها 28 تشهد نقصا كبيرا في المرافق الترفيهية السياحية التي تتوجه لها العائلات التبسية، باستثناء بعض منابع المياه حيث تتجمع العائلات لقضاء أمسياتها في جو منعش رغم ظروف السياحة المحتشمة بالمنطقة والتي يخلقها سكان بلدية الحمامات لإضفاء أجواء متميزة على المكان.

منبع يوكوس فضاء للعائلات

تعد منطقة يوكوس القديمة ببلدية الحمامات الفضاء الترفيهي الطبيعي الوحيد بتبسة وملجأ للعائلات هروبا من صخب المدينة، حيث يجد الزوار الوافدين الى المكان على مر عقود من الزمن ما يبحثون عنه من راحة وهدوء، وملأ دلاء الماء من المنبع والتمتع بجمال الطبيعة الخلابة، خاصة وانه المتنفس الوحيد تقريبا بالمنطقة طيلة أيام السنة.
المعروف عن منطقة يوكوس القديمة بأنها منبع مياه طبيعي يتحدث الجميع عن خصائصه وفوائده الطبية والاستشفائية التي أثبتت نجاعتها في معالجة أمراض الضعف الكلوي، كما يفيد في منح الشهية.
يقع هذا المنبع في فضاء غابي يحمل آيات من الجمال والسحر ما أدى إلى وجود حركة كثيفة للعائلات من مختلف المناطق للظفر بالماء العذب وقضاء وقت ممتع رفقة العائلة والأصدقاء بعيدا عن ضجيج المدنية وضجر الأحياء، ويتطلع منبع يوكوس كفضاء ذو ميزة وجمالية منقطعة النظير الى التفاتة حقيقية من السلطات الوصية للتوسع السياحي والترفيه الطبيعي.

مشروع القعقاع رؤية جديدة للاستثمار

قدمت عدد من قطاعات والمديريات المحلية المهتمة بترقية الاستثمار السياحي بولاية تبسة بالتنسق مع بعض الهيئات كالبيئة ومحافظة الغابات وغيرهم، رؤية جديدة تقضي بضرورة استقطاب المستثمرين وتحفيزهم لإنجاز مراكز راحة واستجمام وفضاءات ترفيهية لتكون متنفسا للعائلات والشباب بهذه الولاية الداخلية.
وكان مشروع إنشاء مركز راحة واستجمام بمنطقة القعقاع والذي تصل قدرة استيعابه إلى 700عائلة في اليوم، دليل على مدى نجاح تجسيد الفكرة على أرض الواقع، مع العلم أن غابة القعقاع تقع على مساحة 3 هكتارات وتتواجد بها عديد المنشآت كمطعم ونقاط للبيع وفضاءات للألعاب مخصصة للأطفال، بالإضافة إلى فضاء لبيع المنتجات التقليدية وأخرى للتجول وسط مناظر طبيعية خلابة على ارتفاع أكثر من 1000 م عن سطح البحر.
 
8 فضاءات غابية تطبع الموسم

سطرت محافظة الغابات لولاية تبسة بالتنسيق مع الشركاء والمستثمرين برنامجا متنوعا بالنشاطات والعمليات المبرمجة للانجاز بمناسبة استقبال موسم الاصطيياف لسنة 2022، يتمثل في تهيئة المواقع السياحية الطبيعية بكل من غابة الاستجمام القعقاع وغابة الطاقة ومركز الترفيه والتسلية ببلدية بكارية وتحوي هذه المواقع تجهيزات ومنشآت مخصصة للترفيه والتسلية، وتتوفر على الظروف الأمنية، مما يجعلها وجهة للعائلات والزوار من داخل وخارج الولاية.
ومن المتوقع تهيئة وتجهيز عدد من غابات الترفيه والاستجمام عبر عدد من بلديات الولاية، ما يندرج ضمن المخطط المحلي للتنمية الذي يهدف إلى تجسيد فضاءات للراحة والاستجمام والترفيه تكون موجهة للعائلات المحلية، وكذا زوار هذه الولاية الحدودية.
وستشمل التهيئة 8 غابات بكل من بلديات الشريعة والونزة، أم علي والعوينات، المزرعة وتبسة، كما سيتم تجهيز هذه الفضاءات المخصصة للراحة والاستجمام والتي تتراوح مساحتها بين 3 و30 هكتارا بألعاب للأطفال ومساحات خضراء للعائلات إلى جانب جلب عدد من الحيوانات.
تهدف محافظة الغابات لولاية تبسة من خلال هذا البرنامج الموجه للترفيه والاستجمام بعدد من بلديات الولاية إلى ترقية السياحة البيئية والغابية ويبقى المجال مفتوحا أمام الخواص للاستثمار في الثروة الغابية التي تزخر بها هذه الولاية الحدودية في ظل احترام الشروط والقواعد المحددة والمعمول بها.