طباعة هذه الصفحة

المختص في الصحة العمومية.:. الدكتور كواش لـ “الشعب”:

الوضع مستقرّ ومتحكم فيه... لكن الحذر مطلوب

خالدة بن تركي

أكد المختص في الصحة العمومية دكتور امحمد كواش، أنّ الجزائر سجلت عودة الإصابة بفيروس كوفيد 19 بسبب انتشار النسخ الفرعية للمتحور أوميكرون “ بي .ايه .5 “، مشيرا أنّ بلادنا تعيش بداية الموجة الخامسة قد تعرف ذروتها نهاية أوت المقبل، داعيا المواطنين إلى توخي الحيطة ورفع نسبة التلقيح للحماية من المضاعفات.

قال الدكتور كواش في تصريح لـ “ الشعب”، إنّ الملاحظ عالميا تحول كورونا إلى جائحة مستوطنة مثلها مثل الزكام يتعايش معها بالالتزام بالإجراءات الوقائية الممثلة في التباعد الاجتماعي، النظافة ورفع نسبة التلقيح، غير أنّ جديد الوضع الصحي الحالي، أنّ متحور أوميكرون بنسخته الفرعية “بي. أيه .5” المنتشر في الجزائر يحمل أعراضا تشبه أعراض النزلات المعوية “ألام في البطن، تقيؤ، إسهال وارتفاع درجة الحرارة أحيانا، أعراض تزامن ظهورها وعيد الأضحى، غير أنّها تفاقمت بفعل العدوى الناتجة عن التجمعات والأفراح المنظمة من قبل العائلات الجزائرية، وكذا عدد المغتربين وفتح الحدود.
في توضيح أكثر لأعراض متحور أوميكرون بنسخته الفرعية الجديدة، قال الدكتور، إنّ متحور أوميكرون عكس “دلتا” لا يصيب الرئتين، إنّما يتمركز في الجهاز التنفسي العلوي على مستوى “الحلق، القصبات الهوائية “ ليمتد إلى الجهاز الهضمي، فيحدث تفاعل الفيروسات التي يتم تحطيمها من قبل الجسم، الكريات البيضاء، وأجهزة المناعة، تقضي على المتحور الموجود في الجهاز الهضمي، فينتج عنه إسهال حاد.
 وأفاد  المتحدث، أنّ الوضع متحكم فيه والوضع الوبائي تقاس بعدد الوفيات وحالات الاستشفاء وكذا المتواجدة في العناية المركزة، والوضع عالمي بالرغم من الارتفاع المسجل في عدد الإصابات، إلا أنّ حالات الاستشفاء قليلة مقارنة بالموجات السابقة، أما في الجزائر تسجيل وفيات، قد يكون نتيجة الإصابة” بدلتا” وليس أوميكرون.
المؤكد- بحسبه- أنّ أغلب الإصابات بالمتحور أوميكرون في نسخته الفرعية “ بي .ايه .5” غير خطيرة، ولم يسجل العالم زيادة في عدد الوفيات أو حالات الدواء “ الحرجة “، مشيرا أنّ أغلب الوفيات تتعلق بالفئات الهشة التي تعاني من أمراض مزمنة، موضحا، في السياق ذاته، أنّ الإصابة بالنسخة الفرعية تفقد الشخص المناعة، وتجعله أرضية خصبة للإصابة بفيروس دلتا” الشرس” الذي لم ينته بعد.
وصرح الدكتور كواش، أنّ الوضع الوبائي مقلق، لأنّنا نسجل ارتفاعا في عدد الإصابات وحالات الوفيات، لذا يجب العودة للإجراءات الاحترازية الخاصة بالتباعد الجسدي، النظافة، والابتعاد عن الأماكن المغلقة وأماكن التجمعات المختلفة، لاسيما وأننا في العطلة الصيفية، التي تكثر فيها الاحتفالات المتزامنة مع النجاح في شهادات امتحانات نهاية السنة، حيث نشهد تجمعات كبيرة للعائلات.
 استطرد قائلا “ توقعنا ظهور متحورات جديدة، لكن لم نتوقع أن تكون أعراضها معوية”، فأغلب الحالات المسجلة اليوم تعاني نزلة أمعاء أرجعها البعض إلى اضطرابات هضمية نتيجة تناول كميات كبيرة من اللحوم، في حين يعتقد البعض أنّها تسممات غذائية، ولكنّ الواقع الميداني، أثبت أنّ الإصابة بالمتحور أوميكرون في نسخته الفرعية الجديدة يحمل هذه الأعراض، ممّا يجعلنا بحاجة إلى تفعيل وتعزيز جرعات أخرى من التلقيح.
يتوقع المختص في الصحة العمومية سيناريوهين مستقبليين للجائحة، أن يصبح الفيروس مستوطن وجب التعايش معه، في حين يتمثل السيناريو الثاني في إمكانية ظهور متحور جديد قد يكون أكثر شراسة وبحاجة إلى الحيطة والحذر، مع ضرورة متابعة الوضع الصحي عالميا ومحليا لنكون على استعداد لأيّ طارئ، خاصة وأنّ التحور خاصية تتميز بها الفيروسات، سواء كورونا أو الأنفلونزا الموسمية التي تتغير من حين إلى آخر، ممّا يستوجب التلقيح سنويا لتفادي المضاعفات لدى كبار السنّ وأصحاب الأمراض المزمنة.
وعليه، دعا الطبيب المختص في الصحة العمومية أمحمد كواش، إلى التقيّد بالإجراءات الوقائية بهدف خفض نسبة الإصابات، مع ضرورة منع التجمعات والاحتفالات دون ارتداء الكمامة لمحاصرة المرض ومنع انتشاره، مشيرا أنّ الوضع مستقر ومتحكم فيه، لكنّ الحذر مطلوب.