طباعة هذه الصفحة

نائب مدير الأوقاف الإسلامية في القدس:

الوحدة تمنح القوّة لمواجهة تغوّل الاحتلال

عزيز - ب

 أكّد نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ ناجح بكيرات، أنّ الاحتلال الصهيوني تمعّن في التغول والاعتداء على الشعب الفلسطيني، وبالذات على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك في الفترة الاخيرة، مشيرا إلى أن تغول الاحتلال جاء نتيجة ظروف محلية، إقليمية ودولية.

 قال الشيخ ناجح بكيرات، إن الاحتلال سعى منذ اليوم الأول إلى إيجاد بؤر استيطانية قريبة من المسجد الأقصى في مدينه القدس، من أجل زيادة عدد المقتحمين، ولكي يكون هؤلاء الذين يقتحمون المسجد الأقصى المبارك من اليهود، وأن يقدموا الرواية الثوراتية، وأيضا أن يكونوا اقرب بدل أن يأتوا بالمتطرفين من رؤوس الجبال ومن المستوطنات البعيدة، وبالتالي هم أرادوا أن يكونوا في أقرب نقطة، وهذا أمر خطير.
وأضاف نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس في تصريح لـ «الشعب»، أنّ الاحتلال وفّر لهؤلاء غطاء أمنيا محكما من خلال تسخير أعداد كبيرة من رجال الشرطة وكذا القوات الخاصة وحتى المخابرات، بل أكثر من هذا، فقد سنّ قانونا ظالما يتعامل مع الفلسطينيين بعنصرية كاملة.
كما أوضح المتحدث في ذات السياق، أن الظروف المحلية الفلسطينية، شكّلت أيضا عائقا أمام الرد على مثل هذا التصرف الاستيطاني الهمجي، الذي يبقى الهدف منه تغيير كل الواقع الموجود، انطلاقا من الوضع الديموغرافي من خلال زيادة عدد اليهود في مدينة القدس المحتلة، الى جانب تغير الوضع الجغرافي، وأكبر دليل ما يحدث في حارة المغاربة التي تغيرت تقريبا بالكامل نتيجة الهدم التي تعرضت له، بالإضافة الى عملية التوسيع وما يقام فيها من مشاريع، وهو ما يؤكد أننا أمام تغيرات خطيرة وصلت الى حد الحفريات التي طالت المسجد الأقصى المبارك، بل سمحت للمتطرفين أن يصلوا فيه تحت حماية جيش الاحتلال.
هذا، وأشار الشيخ ناجح إلى أن الواقع الإقليمي تعيس ومنهك في نفس الوقت، يسعى الى التطبيع والهرولة وهذا ما ساعد وشجع الاحتلال الغاشم في مواصلة التصعيد الممنهج ضد ابناء الشعب الفلسطيني ومقدساته، مشيرا إلى أن الواقع الدولي كذلك له نصيب في ما وصلت اليه الأوضاع في الأراضي المحتلة من خلال انحيازه المفضوح الى الاحتلال، في الوقت الذي نرى فيه أمريكا تدافع عن أوكرانيا وتصف روسيا أنها محتلة.
وتابع «بل تنظر إلى اسرائيل أنها ليست دولة احتلال، وأن الشعب الفلسطيني هو الذي هجر بيته وأرضه، وأن دفاعه علتى أرضه ارهابا، فهذا يعتبر انقلابا في الموازين ونفاقا سياسيا بامتياز، وهناك ما يثبت ذلك على غرار ما قام به ترامب، الذي حاول ان يمنح القدس هدية كعاصمة لدولة الاحتلال بعد نقله السفارة، وهو ما حاول بايدن تكريسه من خلال الدعم والتأييد الكامل لدولة الاحتلال في زيارته الاخيرة، ودعوته الى اقامة شرق أوسط جديد، كل هذا ساعد الاحتلال في المضي قدما نحو التصعيد، الذي يبقى الهدف منه تغير بوصلة فلسطين الحقيقية.
وختم بقوله: «سنبقى أوفياء للأقصى ونحميه بكل ما نملك، وسننتصر على الاحتلال، بعد أن ثبتنا في وجه كل المخطّطات على مدار سبعة عقود مضت».