طباعة هذه الصفحة

فـي انتظـار إنشاء منطقـة توسّـع سياحـي

جبال العطوش.. وجهة العائلات بعيدا عن الضوضاء

نسرين. ب

لأنه يستحيل عليها التنقل إلى الشواطئ من أجل قضاء عطلة الصيف والإستجمام بمياه البحر، تفضّل العديد من العائلات التوجّه إلى جبال العطوش، حيث تروّح عن النفس هروبا من حرارة الشمس والجو الخانق وبأقل التكاليف.

أعالي جبال تسالة تعدّ منطقة سياحية يعود تاريخها إلى العهد الروماني يبلغ إرتفاعها 1061 متر، حيث يجد الزائر الهواء النقي والمناظر الخلابة التي يراها من الأعلى وكأنها لوحات زيتية متنوعة ومتعدّدة الألوان والغابة الجميلة التي تملأها الأشجار الكثيفة المتنوّعة والأعشاب المنقطعة النظير منها ما هو طبي ومنها ما هو للزينة. هذا الموقع السياحي الهام توجد به أيضا منابع للماء العذبة التي يتردّد عليها أصحاب المركبات يوميا لملء الدلاء حتى أنهم يقفون في طوابير طويلة وإلى ساعة متأخرة من المساء. كما تتخذ العائلات من الموقع مكانا لها لشواء اللحم وتحضير وجبة الغذاء في الهواء الطلق بعيدا عن ضوضاء شوارع المدينة إلى غاية غروب الشمس وهي تتأمل في الجمال الطبيعي.
هذا الموقع السياحي كان يوجد به المركز الصحي الخاص بالأطفال المصابين بداء الربو وضيق التنفس، حيث كانوا يقيمون لشهور بحثا للاستشفاء عن طريق استنشاق الهواء النقي، غير أنّه أغلق في السنوات الأخيرة وتقرّر لإعادة تهيئته وتحويله إلى مركز للراحة للأشخاص المسنين وأيضا للمرضى المصابين بفقدان الذاكرة، إلا أن المشروع بقي مجرد حبر على ورق، كما أن المخيم الصيفي الذي كان يزوره الأطفال فيما مضى تدهورت وضعيته بسبب الإهمال الذي طاله وكانت السلطات الولائية قد حوّلت ملكيته إلى مديرية الشباب والرياضية لاستغلاله كمرفق لتجمّع النوادي الرياضية ومخيم للأطفال خلال فترة الصيف، إلا أن أشغال تهيئته لم تنطلق منذ سنوات.
وبالرغم من المشاريع الكبيرة التي كان مقررا إنشائها بأعالي جبال تسالة على غرار مشروع منطقة التوسّع السياحي الذي أنجزت دراسته التقنية منذ عشرية دون اطلاق الأشغال كما كان مقررا انجاز بأعالي جبال تسالة محطة مناخية الأولى من نوعها على المستوى الوطني وقد وضع حجر أساسها، قبل أن يتمّ إلغاؤه بسبب انعدام المساحة العقارية لاحتوائه كون أن جزء من الأراضي هي ملك لصندوق الجهوي للتعاضدية الفلاحية ومساحات أخرى غير مهيئة لاحتواء المحطة.
وقد كلفت الدراسة التقنية للمشروعين ما قيمته 200 مليون سنتيم، دون تجسيدهما على أرض الواقع. هذا وما زال المسؤولين بمديرية السياحة يسعون للظفر بمشروع منطقة التوسّع السياحي، حيث تمّ إيداع الملف لدى الوزارة المعنية لتفعيله والتأشير على إنجازه. ويعتبرون أن المشروع ذي بعد سياحي، اقتصادي وبيئي، يخلق مرافق للترفيه للسياح، يحافظ على البيئة النظيفة ويذر بالثروة على الولاية.  

 تحويل غابة الشيل إلى منطقة استجمام

استفادت بلدية الضاية بجنوب ولاية سيدي بلعباس من مشروع خلق غابة للاستجمام بغلاف مالي يقدر بـ900 مليون سنتيم. هذا المشروع منح لمستثمر خاص يسمح له باستغلال الغابة المسماة غابة الشيل الواقعة بقرية عين الحبيب لتحويلها إلى فضاء للترفيه والاستجمام يزوره المواطنون لقضاء أوقاتهم وانعاش السياحة بالمنطقة الجنوبية. ويشترط على المستثمر الذي حصل على المشروع في إطار منفعة الاستغلال للمساحة الغابية، مع إبقاء الموقع على طبيعته دون استعمال الاسمنت وذلك حفاظا على الجانب الطبيعي للغابة والثروة الحيوانية التي تعيش بها، ما قد يسمح أيضا بخلق مناصب عمل لامتصاص البطالة بجنوب الولاية وخلق موارد مالية للبلدية. المشروع الجديد سيكون مكانا للترفيه لسكان البلدية وسكان الولاية وولايات أخرى، حيث سيتم إنشاء مساحات للألعاب وحدائق وأحواض للمياه، اكشاك وكذلك إنشاء مرافق خدماتية أخرى لفائدة الزوار.
هذا وقد فتحت محافظة الغابات بسيدي بلعباس في السنوات الأخيرة مجال منفعة لاستغلال غابات الاستجمام بمختلف مناطق الولاية، حيث يرخّص للمستثمر استغلال الغابة لمدة 20 سنة قابلة للتجديد ويسمح له استغلالها بينما تبقى محافظة الغابات تحتفظ بسلطة الرقابة وتسيير واستغلال هذه المساحات، طبقا للمنشور الوزاري المشترك رقم 156 المؤرخ في 10 /02 / 2015، المتعلق بتنفيذ أحكام المرسوم التنفيذي رقم 06-368 المؤرخ بتاريخ 19 /10 / 2006، الذي يحدّد النظام القانوني لرخصة استغلال غابات الاستجمام وكذا شروط وكيفيات منحها. ويشترط على هؤلاء إبقاء المواقع على طبيعتها دون استعمال الاسمنت، وعدم استخدام الخرسانة المسلحة ومواد البناء باستثناء المواد الخشبية للحفاظ على الجانب الايكولوجي للغابة والتقيد أيضا بالمواصفات وفقا لمخطّط التهيئة الذي وضعته محافظة الغابات، حيث يستوجب على المستثمر اثبات رأسمال بقيمة تساوي أو تفوق 30% من مبلغ التقييم المالي للاستثمار، لدعم حظيرة السياحة بالولاية.