طباعة هذه الصفحة

الحوار والمصالحة لإعادة الاستقرار

ترحيب واسع باتفاق السلام في تشاد

لقي اتفاق السلام الموقع، أمس الأول، في العاصمة القطرية الدوحة، بين السلطات التشادية والجماعات والحركات المسلحة، ترحيبا واسعا على المستويين الداخلي والدولي، مع آمال بأن يتوّج مسار المصالحة بتحقيق الأمن والاستقرار المنشودين، بشكل دائم ونهائي في البلاد.
أكد رئيس المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في تشاد محمد إدريس ديبي حرصه على حفظ الأمن والسلام في بلاده والعالم»، معبرا عن شكره لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على احتضان الدوحة لمفاوضات السلام التشادية.
بدوره، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال لقائه بمحمد إدريس ديبي، وممثلين عن الحركات التشادية المعارضة، عقب التوقيع على الاتفاق، إن اتفاقية الدوحة للسلام تعتبر «خطوة أولى تمهد الطريق أمام حوار للمصالحة الوطنية الشاملة في تشاد».
وأعرب أمير دولة قطر عن « شكره للحكومة وأطراف المعارضة في تشاد على حرصهم على المصالحة وتغليب المصلحة الوطنية العامة»، داعيا جميع الأطراف في تشاد إلى الانضمام لهذه الاتفاقية لتحقيق الاستقرار والأمن في بلدهم.
وعلى الصعيد الدولي، أعربت الجزائر عن ارتياحها، لتوقيع السلطات التشادية والجماعات والحركات المسلحة، على اتفاق سلام من شأنه فتح الطريق أمام حوار وطني شامل بنجامينا.
وأكدت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج في بيان لها، أن الجزائر تابعت «بارتياح كبير، توقيع السلطات التشادية وعديد الجماعات والحركات المسلحة، على اتفاق سلام من شأنه فتح الطريق أمام حوار وطني شامل بنجامينا من أجل سلام دائم بجمهورية تشاد»، منوّهة بـ «المساهمة الهامة» لدولة قطر التي احتضنت وسهلت المحادثات خلال الأشهر الخمسة الأخيرة.
ودعت الوزارة «الفاعلين التشاديين إلى إنجاح هذا الاتفاق والعمل معا على ترقية تجسيد أهداف المرحلة الانتقالية الجارية».
وخلص ذات المصدر إلى أن الجزائر التي كانت ممثلة في هذا الحدث، «تعرب عن أملها في أن يتمكن تشاد بشكل سريع من الإيفاء بوعود هذا الاتفاق».
من جهته، أكد موسى فقي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، على الأهمية الكبيرة التي تكتسبها»اتفاقية الدوحة للسلام في تشاد»، وقال: «إن التوقيع على اتفاقية اليوم يمثل مرحلة مهمة على طريق بناء تشاد وإحلال السلام فيها عبر الحوار الشامل».
وأكد أن الاتحاد الإفريقي «سيدعم المفاوضات» المقرر أن تستأنف بين الأطراف التشادية في انجامينا في 20 من أوت الجاري، ويساعد في جهود الحل السلمي للنزاع في تشاد التي قال: إنها «تحتاج دعم المنظومة الدولية».
وبدوره، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاتفاق الذي يفترض أن يفتح الطريق أمام عودة سلطة مدنية في تشاد، بأنه «لحظة أساسية للشعب التشادي»، وشدّد على ضرورة أن يكون الحوار «جامعا لكل الأطراف ليكون ناجحا».
نحو مصالحة شاملة
وعلى الصعيد التشادي، أعرب وزير الخارجية في الحكومة التشادية المؤقتة، زين شريف في تصريح للصحفيين في الدوحة، عن اعتقاده بأن الاتفاق «سيؤدي إلى سلام دائم في تشاد بعدما وقعت معظم الجماعات المسلحة عليه وأكدت قبولها المشاركة في الحوار الوطني الشامل في نجامينا».
ومن جهته، قال عضو لجنة التفاوض، وزير المالية التشادي السابق، السيد محمد الأمين برمة تريا، في تصريح صحفي، إن الاتفاقية التي جرى التوقيع عليها تعتبر «خطوة مهمة على طريق السلام والمصالحة الوطنية في تشاد، وبناء الوطن بعد سنوات من الحرب والاقتتال».
وأهاب بجميع الموقعين على الاتفاقية من جانب الحكومة أو المعارضة «بذل كل جهد والالتزام بكل ما يؤدي إلى النتائج المرجوة منها لتحقيق طموحات الشعب التشادي في العيش بسلام وأمان، ووضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار».
وبدوره، أكد أحد أطراف التفاوض التشادية، البروفيسور بشار أسد محمد عقيد، رئيس «التجمع الوطني الديمقراطي الشعبي» أن اتفاقية الدوحة «تحول مهم في مسيرة تشاد مستقبلا على طريق السلام والاستقرار»، داعيا الحركات الأخرى التي لم تشارك في المفاوضات إلى الانخراط في مراحلها اللاحقة.
أما رئيس «التنسيقية الوطنية للتغيير في اتحاد الديمقراطيين المقاومين» بتشاد حسن إبراهيم أصيل، فقد وصف اتفاقية السلام بـ « الممتازة»، وقال إنها «تمت برضا وقبول جميع المفاوضين والموقعين عليها».
ووقعت الأطراف التشادية، الاثنين، بالعاصمة القطرية الدوحة على «اتفاقية الدوحة للسلام ومشاركة الحركات السياسية العسكرية في الحوار الوطني الشامل السيادي في تشاد»، برعاية دولة قطر، التي استضافت المباحثات خلال الأشهر الخمسة الماضية بمشاركة إقليمية ودولية.
ويمهد هذا الاتفاق لبدء انعقاد الحوار الوطني الشامل والسيادي في تشاد في العاصمة نجامينا، الذي يهدف لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.