طباعة هذه الصفحة

قال إنّه سيتّخذ إجراءات لبناء عالم أكثر ديمقراطية

بوتين: الغرب يفتعل الأزمات للحفاظ على هيمنته

أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أنّ الدول الغربية تسعى لمد «نظام شبيه بحلف شمال الأطلسي» إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، واتّهم الغرب بمحاولة نشر الفقر وتصدير الأزمات للدول الأخرى، معتبرا أن الغرب بحاجة دائمة للأزمات للحفاظ على هيمنته في العالم.
اعتبر بوتين في خطاب ألقاه في مؤتمر موسكو للأمن الدولي، أن «الولايات المتحدة تحاول إطالة أمد الصراع في أوكرانيا»، واصفا زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان هذا الشهر بأنها «استفزاز مخطط بدقة». وقال إن واشنطن تتدخل في شؤون موسكو الداخلية، وتسعى لفرض هيمنتها على العالم، وأشار إلى أن واشنطن تثير الأزمات كما تفعل حاليا في تايوان.
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الوضع في العالم يتغير بشكل ديناميكي، حيث يختار المزيد والمزيد من الدول والشعوب طريق التنمية السيادية.
جاء ذلك في خطاب الرئيس الروسي أمام مؤتمر موسكو الدولي العاشر للأمن، صباح أمس الثلاثاء، حيث أشار إلى إصرار روسيا على تعزيز قواتها المسلحة، وغيرها من الهياكل الأمنية، واتخاذ خطوات من شأنها أن تساعد في بناء عالم أكثر ديمقراطية، يحمي حقوق جميع الشعوب، ويضمن التنوع الثقافي والحضاري لها.
وقال بوتين إنّ الولايات المتحدة الأمريكية تحاول صرف انتباه المواطنين عن المشكلات الحادة، بينما تحاول نخب العولمة الغربية تحويل اهتمام العالم عن انخفاض مستويات المعيشة والبطالة والفقر، لتحويل الإخفاقات إلى روسيا والصين، اللتين تدافعان عن رؤيتهما، وتدافعان عن وجهة نظرهما في تبني تنمية سيادية وليس الخضوع لإملاءات النخب فوق الوطنية.
وتابع بوتين: «إن الغرب يحاول إجبار الدول المستقلة على الانصياع لإرادتها، والحياة وفقا لقواعد الآخرين من أجل الحفاظ على هيمنته والتطفل على تلك الدول، حيث تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية وأتباعها بشكل صارخ في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، وينظّمون الاستفزازات والانقلابات والحروب الأهلية والتهديدات والابتزاز والضغوط والإملاءات».
«ناتو» جديد في آسيا والهادئ
 بشأن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان، صرح بوتين بأن ذلك ليس سوى «استفزاز مخطط له بعناية»، وهي استراتيجية أمريكية مدروسة لزعزعة استقرار الوضع في المنطقة، وقال: «إن زيارة بيلوسي لتايوان ليست مجرد رحلة فردية لسياسي غير مسؤول، بل هي استعراض وقح لعدم احترام سيادة الدول الأخرى».
وقال بوتين إن الغرب يسعى إلى تعميم نموذج مشابه لـ «الناتو» على منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث يتم تشكيل تحالفات عسكرية سياسية عدوانية لهذا الغرض، مثل تحالف «أوكوس»، ويسعى الغرب بذلك إلى «توسيع نظام كتلته إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ».
عالم متعدّد الأقطاب
 تابع: «من الواضح أنّه من الممكن تقليل التوتر في العالم، والتغلب على التهديدات والمخاطر في المجالين العسكري والسياسي، وزيادة مستوى الثقة بين البلدان وضمان تنميتها المستدامة فقط من خلال تعزيز نظام العالم متعدد الأقطاب بشكل جذري»، مؤكّدا أنّ نموذج العولمة الحالي للعالم محكوم عليه بالفشل، بغض النظر عن مدى تمسك المستفيدين منه بالوضع الراهن، وأكّد على أن روسيا سوف تعمل جنبا إلى جنب مع حلفائها وشركائها والدول ذات التفكير المماثل على تحسين الآليات الراهنة للأمن الدولي وإنشاء آليات جديدة.
وعن العملية العسكرية الروسية الخاصة، أشار بوتين إلى أنّ روسيا بدأت عمليتها العسكرية الخاصة بما يتفق تماما مع ميثاق الأمم المتحدة، حيث كانت أهداف العملية محددة بوضوح ودقة، وهي ضمان أمن الدولة الروسية والشعب الروسي، وحماية سكان دونباس من الإبادة الجماعية.