طباعة هذه الصفحة

سحماديـة بولعرج..

من الأميـــّة إلى كتابـة الشعــر والمسـرح

سيدي بلعباس: نسرين ب

تحدّت الأمية حتى تمكنت من معرفة أبجديات القراءة والكتابة، لتصبح شاعرة ، سحمادية بولعراج من بلدية سفيزف، بولاية سيدي بلعباس، حققت حلمها في كتابة الشعر الذي كان يراودها منذ الصغر وتمكنت من صقل موهبتها.

رفضت سحمادية أن تبقى طوال حياتها تلك المرأة الأمية التي لم تلج المدرسة، لتلتحق بصفوف محو الأمية، سنة 2009، وكان عمرها آنذاك 49 سنة، ولأن طموحها كان أكبر من أن تتعلم القراءة جربت قدراتها في كتابة الشعر، حتى أنها حظيت بالمشاركة في عدد من المهرجانات الثقافية على المستوى المحلي والوطني، وافتكاك عدد من الشهادات والتكريمات على ما أبدعت في إلقائه من أشعار.
هي من مواليد 1960 وأم لستة أطفال، إلا أن عزيمتها وعزمها كانا سببا في توفيقها بين واجباتها المنزلية، الدراسة في صفوف محو الامية وكتابة الأشعار، حتى أصبح لها ديوانا يحتوي 55 قصيدة شعرية بعنوان: «أبيات شعرية وموسيقى، ثمار محو الأمية، وأيضا مجموعة شعرية في مدح الحبيب صلى الله عليه وسلم ومجموعة بعنوان: «الإلهام، قلم وورق».
سحمادية، من عائلة محافظة رفض والدها أن تلتحق بالمدرسة في صغر سنها، إلا أن عزيمتها وحبها للمعرفة لم يشف إلا بعد أن التحقت بمقاعد محو الامية بمدرسة «مدغري احمد» بمسقط رأسها سفيزف، بتشجيع من زوجها، حتى أصبح لا شيء يقف عقبة في طريقها للتعلم والحصول على المراتب الأولى خلال مشوارها الدراسي.
وتقول إنه بفضل عزيمتها ودعم زوجها لها تمكنت من السير نحو الأمام وتحصيل المعرفة. ولأن طموحها يزيد يوما عن يوم فإن أملها اليوم هو طباعة ديوانها من القصائد الشعرية للشعبي الملحون والفصيح لخروجها للعلن، كما تأمل الشاعرة أن تكون سفيرة محو الأمية لتحفيز النساء بمختلف أعمارهن على ولوج مدارس محو الأمية لتعلم اللغة العربية، وأن لا تجعلن أي عائق يقف في طريقهن لتحقيق أحلامهن.
الشاعرة تدرس حاليا فن المسرح بمعهد المسرح الجهوي لسيدي بلعباس وشاركت في عرض مسرحي يجسد قضية وطنية، كما أنها قدمت 7 قصائد للمطربة ريم حقيقي لتأديتها وتجري اتصالاتها مع الفنان معطي الحاج لتلحين بعض من قصائدها، كما تستعد للمشاركة مستقبلا في فيلم ثوري مع المخرج محمد حويدق.