طباعة هذه الصفحة

اليوم 20:00: الجزائر – المغرب

”الخضر”من أجل مواصلة التألق ونيل اللقب

محمد فوزي بقاص

سيكون ملعب المجاهد عبد الكريم كروم، بمدينة سيق، مسرحا لمباراة نهائي كأس العرب للناشئين التي تحتضنها الجزائر، والذي سيجمع المنتخب الوطني بنظيره المغربي في داربي مغاربي قوي، يهدف من خلاله أشبال الناخب الوطني أرزقي رمان، معانقة اللقب.

يخوض، سهرة اليوم، رفقاء صخرة دفاع المنتخب الوطني للناشئين عبد الحق بن إيدير، الداربي المغاربي الثاني لهم في منافسة كأس العرب، هذه المرة ضد المنتخب المغربي بنهائي الدورة الذي سيحتضنه الملعب الجديد لمدينة سيق عبد الكريم كروم.
يسعى أشبال الناخب الوطني أرزقي رمان لخطف لقب بطل الدورة، لأول مرة بتاريخ مشاركات المنتخب الوطني لفئة أقل من 17 سنة في المنافسات الدولية، بعدما أدوا دورة مميزة أطاحوا من خلالها بكل منافسيهم، وتأهلوا عن جدارة واستحقاق للمباراة النهائية التي سيقابلون فيها المنتخب المغربي.
صغار المحاربين أجروا حصتين تدريبيتين بعد نصف نهائي كأس العرب أمام المنتخب السعودي، حضروا خلالها لخوض المواجهة السادسة على التوالي منذ انطلاق الدورة، فوق العشب الطبيعي بملعب المركب الرياضي بلقايد بوهران، أين أجروا في الحصة الأولى تمارين خفيفة بالنسبة للاعبين الذين لعبوا مقابلة المربع الذهبي، فيما خاض البقية حصة تدريبية كاملة اختتمت بمباراة تطبيقية، في حين أن الحصة الثانية سخرت لضبط خطة اللعب والأمور التكتيكية التي يجب على اللاعبين تطبيقها فوق أرضية الميدان للإطاحة بالمنتخب المغربي في النهائي.
في ذات السياق، أجرى المنتخب الوطني للناشئين حصة معاينة عن طريق الفيديو لنقاط قوة وضعف المنتخب المغربي، الأمر الذي ساعد الناخب الوطني أرزقي رمان على ضبط خطة اللعب في كل مرة، حيث أن الأخير كان في كل مرة يعد أفضل خطة للمنافس عن طريق معاينة مبارياتهم بدقة، والبحث عن المخرج المناسب الذي أسكت به أفواه المنتقدين بشدة لعمل المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب، بعد الظهور المخيب خلال كأس اتحاد شمال أفريقيا، وإثر الإفصاح عن قائمة اللاعبين المعنية بدورة كأس العرب.

رمان: “مهمتي إبعاد اللاعبين عن الضغط”
الناخب الوطني خلال الندوة الصحفية التي تسبق المواجهة النهائية التي عقدها بجانب مدرب المنتخب المغربي سعيد شيبة، أكد في البداية بأن المنتخبين السعودي واليمني كان بإمكانهما بلوغ النهائي والتنافس على اللقب، كونهما أديا دورة مميزة وأبانا عن مستوى فني وانسجام كبير بين اللاعبين فوق المستطيل الأخضر، وقال عن نهائي السهرة “الأولوية في اللقاء النهائي ستكون لتطبيق اللعب الجميل والنظيف”. وأضاف “المنتخبان تطورا كثيرا منذ نهائيات كأس اتحاد شمال أفريقيا الأخيرة التي تم تنظيمها بالجزائر العاصمة، حيث كسبوا الخبرة ونضجوا كثيرا”.
كما أوضح رمان أن مهمة الطاقم الفني إبعاد اللاعبين عن ضغط المواجهة وأهميتها، وأفاد أن الجمهور الجزائري ساعد أشباله كثيرا على تجاوز عقبات كل المنتخبات التي واجهوها خلال الدورة، لكن حضورهم القوي اليوم بملعب سيق قد يكون سلاحا ذو حدين وقال بهذا الشأن “الجمهور كان حاضرا بقوة في المباراة أمام المنتخب السعودي في نصف النهائي، الجمهور ساعدنا كثيرا وسيواصل تدعيمنا خلال المواجهة النهائية”.
وأفاد “على اللاعبين التعود على اللعب أمام الجمهور، لأن هذا الأمر يدخل ضمن عملية تكوينهم، حتى يكونوا جاهزين لبلوغ صنف الأكابر”.
من جانبه الناخب المغربي تحدث عن النهائي مؤكدا أن بلوغ منتخب بلاده والجزائر الدور النهائي يعد إنجازا في حد ذاته، بالنظر إلى أن هذه الدورة تعتبر الثانية للمنتخبين منذ تشكيلهم مطلع السنة الجارية، وقال شيبة بهذا الخصوص “النهائي يعد بالكثير على كل الأصعدة، سيكون نهائيا كبيرا مثلما كانت عليه الدورة بكاملها”.
وختم “المنتخبان يملكان تقريبا نفس المقومات ويلعبان بطريقة لعب متشابهة، ولا يجب أن تكبح أهمية المواجهة جمال اللعب، لأنها أول فئة عمرية عند الشباب، والأهم هو خوض هذه المنافسات لكسب الخبرة، والاحتكاك بمستوى آخر يسمح للاعبين بالتطور”.
من جهة أخرى، اتفق الناخبان على أن الطبعة الرابعة لدورة كأس العرب للناشئين التي احتضنتها الجزائر طوال أسبوعين، أبانت عن ظهور منتخبات قوية جديدة في صورة المنتخب اليمني، كما أكدت قوة المنتخبات الأخرى على غرار المنتخبين السعودي والمصري.
في سياق منفصل، تقرر خلال الاجتماع التقني الذي أقيم بفندق الشيراتون بمدينة وهران، الذي عقدته اللجنة المنظمة للاتحاد العربي لكرة القدم بحضور ممثلين عن كل منتخب، أن يلعب المنتخب الوطني بالبذلة البيضاء والمنتخب المغربي بالبذلة الحمراء.

تحضير مميّز لنهائيات
 كأس أمم إفريقيا الجزائر 2023

رفقاء خريج أكاديمية “الفاف” بسيدي بلعباس ابن مدينة تندوف المتألق مسلم أناتوف، دخلوا المنافسة بقوة وتمكنوا من التغلب على المنتخب الفلسطيني بخماسية نظيفة، وضعت ناشئي “الخضر” في السكة الصحيحة، وأنستهم تعثر دورة كأس اتحاد شمال أفريقيا التي احتضنتها الجزائر، شهر مارس المنصرم، والتي أنهوها في المركز الرابع بالترتيب العام، بعد هزيمتين ضد المنتخبين المصري والتونسي، وفوز على منتخب ليبيا وتعادل سلبي أمام منافس السهرة المنتخب المغربي في اللقاء الذي احتضنه ملعب عمر بن رابح، بالدار البيضاء بالعاصمة.
المواجهة الثانية بكأس العرب كانت للتأكيد والخطأ فيها كان ممنوعا، أمام منتخب سوداني منظم جيدا وقوّي بدنيا وفاز هو الآخر على المنتخب الإماراتي في لقاء الجولة الأولى، لكن بداني وزملائه فازوا بالنتيجة والأداء، وضمنوا تأهلهم مبكرا إلى الدور الربع نهائي، بعدما تغلبوا على المنتخب السوداني بهدفين دون رد.
الجولة الثالثة دخلها حارس نادي مونتريال الكندي ماستياس حماش ورفاقه، بهدف إنهاء الدور الأول في صدارة المجموعة الأولى برصيد 9 نقاط أمام منتخب الإمارات العربية المتحدة، وهو ما كان لهم دون عناء بعدما أطاحوا بمنافسهم بثلاثية نظيفة.
إحصائيات المنتخب الوطني لفئة أقل من 17 سنة المميّزة خلال الدور الأول من منافسة كأس العرب، بتسجيلهم 10 أهداف وعدم تلقيهم أي هدف، جعل المتتبعين ينتظرون رؤيتهم أمام منتخب قوي بتقاليد كروية عريقة، لمشاهدة ردة فعلهم التي كانت إيجابية أمام المنتخب التونسي بربع نهائي المنافسة، حيث لعبوا دون مركب نقص ودخلوا المواجهة بهدف رد الاعتبار لأنفسهم من الهزيمة القاسية التي تكبدوها قبل خمسة أشهر في منافسة كأس اتحاد شمال أفريقيا بثلاثية نظيفة، أين كانوا السباقين للتهديف قبل أن يعادل نسور قرطاج الكفة، ليحتكم الفريقان إلى سلسلة ضربات الترجيح التي تألق فيها العملاق حماش وقاد “الأفناك” إلى المربع الذهبي، بعد تصديه لركلتي جزاء ببراعة أمام أفضل العناصر التونسية.
تحقيق التأهل أمام المنتخب التونسي أعطى لأشبال رمان تلك الثقة التي كانت تنقصهم بدورة اتحاد شمال أفريقيا، وجعلتهم يكتسبون الخبرة في تسيير المنافسات الكبرى واللقاءات، بعدما غيروا خطة لعبهم أمام المنتخب التونسي بسبب رداءة أرضية ميدان ملعب مستغانم، كما أبانوا عن تركيز كبير خلال ضربات الترجيح، ساعدتهم على دخول مباراة القمة لكأس العرب للناشئين أمام المنتخب السعودي بنصف النهائي بمعنويات جد عالية، حيث شلوا كل هجمات المنتخب السعودي، وشكلوا عليه الخطورة حيث جانبوا التهديف في أكثر من مناسبة، ليحتكم المنتخبان إلى سلسلة ركلات الجزاء، بعد نهاية الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، ركلات ابتسمت للجزائر بنتيجة (5 - 4) وبعثت بشباب الجزائر إلى نهائي الدورة الأول بتاريخ مشاركاتهم بالكأس العربية.
خوض المنتخب الوطني لفئة أقل من 17 سنة 6 مباريات كاملة بدورة كأس العرب، بالإضافة إلى أربعة مواجهات خلال دورة اتحاد كأس شمال أفريقيا، ضمن للطاقم الفني بقيادة المدرب أرزقي رمان، تحضيرا مميزا لنهائيات كأس أمم أفريقيا للناشئين التي ستحتضنها الجزائر ما بين 08 و30 أفريل 2023، وهو ما سمح للعناصر الوطنية من كسب الخبرة في المنافسات الدولية، ومعرفة طريقة تسيير المواجهات والتعامل معها واللعب أمام الجمهور، الأمر الذي قد يساهم في تحقيقهم دورة قارية مميزة، تساعدهم في الرفع من إمكانياتهم وتطوريها بهدف بلوغ المنتخب الأول يوما ما.