طباعة هذه الصفحة

خبراء يناقشون مسار العمل العربي المشترك ويطرحون ملفات هامة

لعمامرة: المجتمع المدني..الحليف الأول لتحقيق استقامة الدولة

مبعوثة «الشعب» الى وهران: صونيا طبة

 حمزاوي: تعزيز وتوطيد دعائم التعاون العربي ينطلق من إرادة الرئيس

 «الحركة الجمعوية رديف الحكومات في العمل من أجل التنمية»

افتتحت أمس فعاليات منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك في طبعته الأولى بوهران وسط حضور شخصيات عربية بارزة، أكدت بهذه المناسبة أهمية تعزيز وتوطيد دعائم التعاون العربي في ظل التطورات والتحديات التي تواجه المنطقة العربية والعمل على تفعيل دور المجتمع المدني العربي واعتماد مقاربة شاملة ترتكز على إشراك جميع الفاعلين العرب في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بما يستجيب لتطلعات الشعوب العربية.

أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج رمطان لعمامرة في كلمة ألقاها  نيابة عنه ممثله نور الدين عوام، حرص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على تعزيز مكانة المجتمع المدني وجعله الحليف الأول لتحقيق استقامة الدولة، مبرزا إصراره على ضرورة إدماج المجتمع المدني ومساعدته في تنظيم صفوفه واستحداث كل الهيئات على المستوى الوطني والمحلي، مستدلا على ذلك بمبادرته الخاصة بإنشاء المرصد الوطني للمجتمع المدني ودسترته بمنحه الصفة الاستشارية.
وقال إن تعزيز إدراج المنطقة العربية كأولوية رئيسية على الأجندات الإقليمية والدولية، يقتضي تنظيم مثل هذه الملتقيات العربية بهدف توسيع مشاركة مكونات المجتمع المدني  وتفعيل أدوارها في منظومة العمل العربي المشترك، مشيرا إلى أن انعقاد منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك، يندرج ضمن سلسلة من المبادرات الرامية إلى إعطاءها دورا فعالا وفق مقاربة تشاركية مع مختلف المؤسسات الرسمية للبلدان العربية.

بلورة رؤية موحدة
وتوقع وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج أن يساهم المنتدى في الجهد الجماعي لبلورة رؤية موحدة تجاه التحديات الراهنة من خلال تطرق المدخلين الى مناقشة سبل وكيفيات تفعيل دور المجتمع المدني العربي لمعالجة أهم القضايا التي تهم الوطن العربي وكذا انشغالات وطموحات الشعوب العربية، مضيفا أن المسعى سيكون مطابقا للهدف الذي كرسه العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني والذي يملي التفاعل مع التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية ومواكبتها على المستويين الإقليمي والدولي.
وعرج المتحدث على الأهمية والمكانة التي يحتلها المجتمع المدني من قبل الدول الأعضاء لجامعة الدول العربية والتي تتجسد من خلال المساعي من أجل أن تكون الحركة الجمعوية رديف الحكومات في العمل من أجل التنمية ويكمل دورها ويتكامل معها في رفع الأعباء والمشكلات في البلدان العربية بما يدعم الجهود العربية الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة.
وفي الأخير نوه بالاختيار الصائب لمنتدى تواصل الأجيال باعتباره فرصة لإحياء الذاكرة التاريخية للشعوب العربية بأبعادها الثقافية والحضارية والتي تمثل أحد ركائز الهوية الوطنية للأمة العربية التي يجب الحفاظ عليها ووضع إستراتيجية لها، كما أنها تعد عنصرا هاما في بناء وتعزيز لحمة المجتمعات العربية ومد جسور التواصل فيما بينها، مشيرا إلى الأهمية التي يكتسيها هذا المنتدى لانعقاده قبل أسابيع من احتضان الجزائر للقمة العربية المقبلة تزامنا مع إحياء الذكرى 68 لاندلاع ثورة نوفمبر التي كانت عنوانا لوحدة الصف العربي والتضامن الشعوب والدول العربية مع كفاح ونضال الشعب الجزائري التحرري.

إصلاحات شاملة
بالمناسبة ألقى رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني عبد الرحمان حمزاوي، كلمة افتتاحية للمنتدى استهلها بالترحيب بالأشقاء العرب المشاركون في رسم الطبعة الأولى من منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك التي تحتضنها الباهية وهران بعدما أصبحت منارة متوسطية، مشيرا إلى أنها تضيء أنوارها ثانية لاحتضان هذا الموعد العربي الهام الذي يعد سانحة لتبادل الرؤى وجهات النظر حول مختلف المسائل والقضايا العربية وتوسيع التعاون المشترك.
وأفاد بأن الجزائر عرفت منذ تولي رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حكم البلاد مسارا من الإصلاحات الشاملة توجها دستور 2020 النابع من الإرادة الشعبية وساهم في إرساء جزائر جديدة مبنية على مبادئ العدالة والديمقراطية والشفافية ودولة الحق والقانون والحريات، قائلا إنه على هذا الأساس نصبت هيئات جديدة بينها المرصد الوطني للمجتمع المدني الذي يعد فضاء للحوار والتشاور وترقية عمل ومكانة المجتمع المدني في البلاد وتكريسه كقوة اقتراح وكشريك فعلي وفعال للسلطات العمومية على المستويين الوطني والمحلي.
وأشار حمزاوي الى وجود جهات غير مسؤولة تسعى للاستثمار في الطاقات الشبابية الجزائرية و توظيفها بما يخدم مصالح ضيقة وأجندات وأهداف مشبوهة غالبا ما تكون قضاياها الوطنية، داعيا الى ضرورة تأطير فئة الشباب وتعبئتها في خدمة قضايا الوطن العربي حتى لا تكون مصدر تهديد لاستقرار الدول، ما يقتضي توفير مؤسسات وفضاءات لها للتعبير عن انشغالاتها وآمالها لكي تتمكن من مواجهة محاولات تدمير الأجيال المجتمعية وقتل الآمال والطموحات.
وتابع في ذات السياق أن العمل العربي المشترك ينطلق من إرادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في توطيد روابط الأخوة والصداقة مع بلدان الوطن العربي وينبثق من قناعته الراسخة بأن كسب الرهان لمواجهة مختلف التحديات التي تواجهها البلدان العربية يقتضي اعتماد مقاربة شاملة ترتكز على رؤية مشتركة لتوطيد دعائم التضامن العربي إزاء قضايا الساعة.
كما اعتبر حمزاوي أن تنظيم منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك في الجزائر يأتي في سياق مليء بالتحديات ومفتوح على الرهانات مما يستوجب أخذ مزيد من الحيطة والتحلي بالوعي العالي بالقضايا والظروف التي تعرفها البيئة الوطنية والدولية، مضيفا أنه يقتضي أيضا مساهمة وانخراط من جميع فعاليات المجتمع المدني في الدول العربية انطلاقا من كونها قوة اقتراح وشريكا فاعلا في رسم السياسات».

البوزيدي: المرصد الوطني مكسب مؤسساتي في المنطقة العربية
من جانبه، أشاد مدير إدارة منظمات المجتمع المدني بجامعة الدول العربية، وممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية خميس البوزيدي بمبادرات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون البارزة، من بينها إنشاء المرصد الوطني للمجتمع المدني الذي يعد من المكاسب المؤسساتية الهامة في المنطقة العربية ويعكس الاهتمام الذي يبديه لدور المجتمع المدني في المساهمة في نشر قيم المواطنة وتشجيع العمل التطوعي والعمل لصالح العام في جميع المجالات.
وأكد البوزيدي حرص الأمين العام لجامعة الدول العربية على متابعة مخرجات منتدى تواصل الأجيال من توصيات هامة تخص قضايا عربية ومقترحات ومواقف بشأن سبل تعزيز العمل المشترك انطلاقا من إيمانه بأهمية تضافر جهود جميع الفاعلين العرب، مشيرا إلى الدور المحوري للجامعة الدول العربية في معالجة قضايا المنطقة والعمل كل من موقعه للحفاظ على مكانتها إقليميا ودوليا.
وتابع مدير إدارة منظمات المجتمع المدني بجامعة الدول العربية أن تنظيم هذا المنتدى الهام الذي تحتضن فعالياته الجزائر قبل أسابيع قليلة من انعقاد الدورة 31 من القمة العربية من شأنه أن يساهم في التحضير الجيد لهذا الحدث البارز من خلال مواصلة التنسيق والعمل كنف التوافق بين جميع الدول العربية المشاركة لضمان نجاحها بما يستجيب لتطلعات الشعوب العربية ويواكب التطورات الراهنة على الساحة الدولية بما تطرحه من تحديات على جميع المستويات.
واعتبر بأن كسب الرهان لمواجهة مختلف التحديات التي تشهدها البلدان العربية اليوم يستدعي حوارا تفاعليا يقوم على مقاربة تشاركية تحكمها بعض التوابث من بينها الالتزام لمبدأ تعزيز الأمن القومي العربي في جوانبه المتعددة في مواجهة التحديات المشتركة، بالإضافة إلى  البناء على المنجز عربيا وما تم اعتماده من سياسات تكاملية وتثمين مختلف المبادرات الاندماجية لمؤسسات عربية في مجالات متعددة.
ودعا ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية إدارة منظمات المجتمع المدني بجامعة الدول العربية إلى ضرورة الوقوف عند ما لم يتحقق لأسباب شتى والسعي للمضي قدما في تعزيز أركان البناء العربي لتخطي الصعوبات وتأمين الدول العربية من التدخلات الأجنبية وكذا العمل على إيجاد حلول مبتكرة والنظر بصفة دولية في السبل الكفيلة بتعزيز التكتل العربي بما يستجيب مع مصالح الدول العربية ويحقق تطلعات شعوبها وبذل مجهودات أكبر لضمان الاستقرار في المنطقة.
وأكد البوزيدي تشكيل الفريق الرابع المعني بتطوير البعد الشعبي للجامعة العربية في منظومة العمل العربي المشترك برئاسة الجزائر التي تعكف الآن على إعداد الصياغة النهائية لمعايير موحدة يلزم توفرها لدى منظمات المجتمع المدني العربية بمنحها صفة مراقب في أجهزة وآليات جامعة الدول العربية، مما سيوثق علاقات المنظمة مع مؤسسات المجتمع المدني ويفتح المجال أمام هذه الأخيرة لمواكبة مسيرة العمل العربي المشترك والوقوف عند ما يتحقق من تقدم في تعزيز العلاقات البينية العربية-العربية.

 الجلسة الأولى تتوج بوثيقة تتضمن مقترحات هامة
خصصت الجلسة الأولى من منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك لمناقشة مسار العمل العربي المشترك وتحدياته التي تواجه العالم العربي في ظل الوضع الدولي الراهن وتطلعات الأمة العربية لبلورة آليات تعزيز التعاون العربي، بالإضافة إلى التطرق لمحاور تتعلق بدور مؤسسات العمل العربي في الدفاع عن القضايا العربية وواقع وآفاق تفعيل مشاركة المجتمع المدني في العمل العربي المشترك.
من جانبه، أكد مدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي ودول المتوسط في جنيف الدكتور حسني عبيدي أن الجلسة الأولى كانت مثمرة من خلال المناقشات القيمة  التي تم فيها تشريح الواقع العربي الحالي والتحديات الكبرى التي يعاني منها النظام الإقليمي العربي منذ نشأة جامعة الدول العربية الى يومنا هذا مشيرا الى عرض التحديات والقضايا الأساسية التي تهم الشأن العربي من بينها مركزية القضية الفلسطينية والحروب في المنطقة العربية وقضايا اقتصادية اجتماعية .
وأوضح أن الجزء الثاني من الجلسة تم التطرق الى الآفاق والسبل الكفيلة بتعزيز العمل العربي المشترك خاصة وان الجزائر مقبلة على تنظيم قمة عربية هامة تريدها فرصة لتوطيد العلاقات العربية والنهوض بالعمل المشترك من خلال التركيز على مركزية القضية الفلسطينية والعودة لمبادئ أساسية تكمن في ميثاق جامعة الدول العربية وتعزيز أواصر الأخوة بين الدول العربية والتكامل الاقتصادي والسياسي وتبادل الأفكار والآراء والاقتراحات.
وكشف مدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي ودول المتوسط في جنيف عن أهم المقترحات التي خرجت بها الجلسة الأولى من منتدى تواصل الأجيال والمتمثلة في إصدار وثيقة من وهران تتضمن مقترحات يتبناها المجتمع المدني لرفعها من الجزائر الى اجتماع القمة بالنظر لمكانة ودور المجتمع المدني في عملية البناء العربي المشترك.