طباعة هذه الصفحة

نفحــــاتُ ألـــول

سليمة مليزي

انتظرتُكَ مع أُولَى نسماتِ الخریفِ
 أنْ تأتِي، وفي یدِكَ وردةُ عیدٍ
أنْ تفرشَ الدروبِ بأوراقِ الأشجارِ الصفراءِ
 وھي تودعُ الصَّیْفَ بحَرهِ
 انتظرتُكَ أنْ تنعشَ القلبَ بنسماتِ الھَوَى
وتجدد عھدَكَ مَعَ الحُب
كما یتمردُ الخَرِیفُ على الطبيعة
 ویخلقُ مملكتَه التي تشبھه الفرحَ
 وتتعَرى مِنْ كُل الشُھبِ
 والندمِ كما تتعَرى الأشجارُ مِنْ خطیئتِھا
انتظرتُكَ عَلَى المَرَافِئ الحزینةِ
لعلكَ تبحرُ مع آخرِ سفینةٍ
 تعودُ مِنْ رحلةِ الطیشِ والتیه
 فِي عشقِ اللیالي الصَّیفِیة
 ورحلةِ العَاشِقِینَ للبحرِ
التائِھِینَ فِي الحُب
لتعیدَھم بوصلةُ الخریفِ إلى رُشْدِھم
ویعودُون إلى رصیفِ الحُب النائمِ
على أطلالِ العشقِ الأبدي
وانتظرتُكَ!! وانتظرتُكَ!!
 وأتى الخریفُ ولَمْ تعدْ؟!