طباعة هذه الصفحة

في الذكرى 22 لـ «انتفاضة الأقصى»

دماء الشهداء تُعبِّد الطريق نحو إنهاء الاحتلال

تحل، اليوم، الذكرى 22 لاندلاع الانتفاضة الثانية «انتفاضة الأقصى»، وتبقى الحال نفسها، من اعتداءات خطيرة ينفذها الاحتلال بحق المكان المقدس عبر عمليات تهويده التدريجية المتواصلة للمسجد وانتهاكاته بحق الفلسطينيين الذين يواصلون التصدي والمقاومة بعزيمة أقوى لدحر الاحتلال.

يحيي الفلسطينيون، اليوم، الذكرى، بتنظيم العديد من الفعاليات في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وسط مواصلة الاحتلال تطبيق خطته للسيطرة على المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، كما يواصل انتهاكاته للمكان المقدس، دون أي مراعاة للمشاعر الدينية.
وتحل الذكرى التي ارتقى خلالها قرابة الخمسة آلاف شهيد، وأصيب أكثر من 50 ألفا، والشعب الفلسطيني كله صمود واستماتة من أجل الدفاع عن أرضه ومقدساته. كما يحتفلون في وقت تعاني القدس المحتلة ومحيط المسجد الأقصى بالمدينة، من انتشار أمني مكثف لشرطة الاحتلال التي تتأهب لتنفيذ اعتداءاتها وقمعها لمسيرات الفلسطينيين في مثل هذه المناسبات.
 وشكلت زيارة زعيم المعارضة في حكومة الاحتلال آنذاك، آرائيل شارون، إلى باحات المسجد الأقصى المبارك، مدعوما بحراسة مشددة لم تشهدها القدس المحتلة من قبل، حيث رافقه نحو ثلاثة آلاف من شرطة الاحتلال والمخابرات والحرس، الشرارة التي أطلقت الانتفاضة، مع اندلاع مواجهات عنيفة بين الاحتلال ومئات المواطنين الفلسطينيين الذين هبوا لطرد شارون وقواته، قبل أن تمتد لكامل فلسطين وتصبح في ساعات قليلة «الانتفاضة الثانية».
وشهد يوم السبت 30 سبتمبر، وهو اليوم الثالث للأحداث، إضرابا شاملا وحدادا عاما. واتسعت رقعة المواجهات لتشمل كافة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد كبير من الفلسطينيين، من بينهم الشهيد الطفل محمد جمال الدرة، بعد أن حاصرته نيران جيش الاحتلال بين يدي أبيه، وأمام كاميرات التلفاز، فهزت صورته ضمائر البشر في كل أرجاء المعمورة، وصار بذلك رمزا للانتفاضة الفلسطينية في كل مكان.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد استشهد 4500 فلسطيني وأصيب عشرات الآلاف منذ مطلع عام 2000 وحتى نهاية 2004.
وخلال الأشهر التي أعقبت الانتفاضة، استخدمت قوات الاحتلال كل أنواع الأسلحة، على الأرض وفي الجو، لدحر الانتفاضة دون نتيجة.
ولم تكن طائرات الأباتشي، القوة القصوى التي استخدمها الكيان الصهيوني في محاولة لردع انتفاضة شعبية كان هو سببها، بل استخدم طائرات أف16 في قصف منازل فلسطينية ومقرات رسمية.