طباعة هذه الصفحة

بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمختصين

معهد الدراسات الاستراتيجية الشاملة يفتح ملف المواطنة

علي مجالدي

نظم المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، أياما دراسية حول المشاركة والمواطنة في ظل التحولات السياسية والاقتصادية والسوسيو ـ ثقافية في الجزائر، بمشاركة نخبة من الأكاديميين الجزائريين والمختصين من مختلف جامعات الوطن.

أكد الأستاذ محمد صافو من جامعة وهران 2 في مداخلته حول المواطنة والمشاركة السياسية على العلاقة المترابطة بين المواطنة والمشاركة السياسية، كما تطرق الأستاذ رابح لونيسي من جامعة وهران على الأبعاد التاريخية للمواطنة في الجزائر من خلال مداخلته الموسومة بـ: «المواطنة في الجزائر: من النفي الاستعماري وانعكاساته الى التجسيد بعد الاستقلال».
أما فيما يخص الجوانب القانونية للمواطنة فقد أكد الأستاذ نصر الدين بوسماحة من جامعة وهران في مداخلته الموسومة بـ: «الأسس الدستورية والقانونية للمواطنة في الجزائر» أن دستور 2020 اهتم بالمواطنة الكاملة وربطها بالمشاركة السياسية، كما تم ربط المواطنة بالجنسية في المادة 36 وهذا الربط ذو دلالات باعتبار الجنسية من حقوق الإنسان وهذا ما يتجانس والقانون الدولي، وأن المواطنة هي السند القانوني الأول للجنسية في الجزائر.
كما تم إعطاء قيمة دستورية للمواطنة في جوانبها التربوية (المواطنة في المدرسة الجزائرية) في المادة 65 من الدستور الجديد في سبيل ترسيخ قيم المواطنة.
كما اهتم الدستور الجديد بالجوانب الاقتصادية للمواطنة من خلال الربط بين المواطنة والضريبة، واعتبار «دفع الضريبة» من أبرز سمات المواطنة ويعد هذا احتراما لمبدإ التضامن الاجتماعي، وبالتالي فالتهرب الضريبي في الدستور الجديد يعد محاولة للإضرار بالمصلحة الوطنية والتخلي عن دور المواطنة الكاملة.
أما الوزير السابق شريف بلميهوب، فقد أكد، في مداخلته حول «المواطن هدف وموضوع للسياسات العامة»، على أهمية انتقال المواطنة من مستوى الخطاب الى الفعل، باعتبار المواطنة ومشاركة المواطنين هدفا للسياسة العامة، باعتبار السياسة العامة ليست حكرا على الموظف وتتطلب مشاركة المجتمع المدني، بالإضافة إلى ضرورة تقييم هذه المشاركة إحصائيا للوصول إلى تكوين مواطنين متبصرين وواعين.
علاوة على ذلك، يرى رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد في مداخلته على ضرورة الاهتمام بالمواطنة اللغوية والأمن اللغوي باعتباره عاملا مهما لحفظ الاستقرار، وأضاف أن معظم الدول التي شهدت نهضة على جميع المستويات لعبت اللغة الوطنية دورا أساسيا في تلك النهضة، وفي هذا الإطار قدم المجلس على حد تعبيره استراتيجية شاملة لحماية اللغة العربية ضمن مشروع التربية والتكوين للجزائر الجديدة.
وتناقش هذه الأيام الدراسية على مدار ثلاثة أيام إشكالية تأثير التحولات السياسية والاقتصادية والسوسيو ـ ثقافية في المواطنة، وهل المواطنة كما يتم تصويرها ومعايشتها اليوم، تستجيب لتطلعات المواطنين في خدمة الصالح العام والمصلحة العامة؟ وما هي أشكال التعبير والعمل الجديدة التي ينبغي تشجيعها لتحقيق الالتزام المدني للمواطنين ودفعهم نحو المشاركة في الحياة العامة.