طباعة هذه الصفحة

الجزائر (2 ) – نيجيريا (1 )

”الخضر” يواصلون تألقهم بفوز جديد

محمد فوزي بقاص

 حقّق المنتخب الوطني خامس فوز له على التوالي، حين تفوق على منتخب نيجيريا سهرة الثلاثاء، بملعب كرة القدم بالمركب الأولمبي ميلود هدفي بوهران بنتيجة (2 – 1)، بثاني اختبار ودي تحضيري لتصفيات كأس أمم أفريقيا بكوت ديفوار خلال تربص شهر سبتمبر.

واصل أشبال الناخب الوطني جمال بلماضي سلسلة الانتصارات المتتالية خلال تربص شهر سبتمبر، تحضيرا لتصفيات العرس القاري 2024 الذي تحتل فيه الجزائر صدارة المجموعة السادسة، برصيد 6 نقاط من مواجهتين أمام منتخبي أوغندا وتنزانيا.
قام الطاقم الفني لـ “الخضر” بعدة تغييرات على التشكيلة الأساسية، حيث أقحم 8 لاعبين أساسيين جدد مقارنة بمواجهة الجمعة أمام منتخب غينيا، يتعلق الأمر بثلاثي الدفاع (عطال، ماندي، توبة) وثنائي وسط الميدان (زرقان، زروقي)، بالإضافة إلى الثلاثي الأساسي في الخط الأمامي (محرز، سليماني، بلايلي).
باغتت النسور الممتازة رفقاء نجم ميلانو إسماعيل بن ناصر مبكرا وتحديدا في (د 9)، حيث استغل المهاجم تيريم موفي وجود الكرة في منطقة أمام المرمى حولها لهدف السبق بعد خطأ كبير من محور الدفاع يتحمل مسؤوليته بصفة كبيرة عيسى ماندي، حيث تابع هداف لوريون الفرنسي كرة هوائية ارتطمت بالأرض وغيرت مجراها في الأخير أمام أعين مدافع فياريال الإسباني، ليخطفها موفي الذي جاءه من الخلف وأسكنها شباك الحارس مصطفى زغبة، الذي تلقى بالمناسبة أول هدف له بألوان المنتخب الوطني.
حرك هدف “البلاك إيغلز” رفقاء آدم زرقان الذين استحوذوا على الكرة بعد ذلك، وظهروا أكثر تنظيما في اللعب من المواجهة الودية الأولى، أين نوعوا في اللعب مستغلين الأجنحة، وكادوا أن يعدلوا النتيجة في أكثر من مناسبة لولا التسرع تارة وسوء الحظ تارة أخرى، على غرار لقطة محرز التي ارتطمت في القائم الأيسر للحارس فرانسيس أوزوهو.

محرز يسجل الهدف رقم 27 مع المنتخب

انتظر الجمهور العريض الذي غصت به مدرجات ملعب وهران الجديد إلى غاية (د 41)، ليتمكن محاربو الصحراء من العودة في النتيجة من ضربة جزاء، أعلنها الحكم التونسي على خلفية تعرض الظهير الأيسر رامي بن سبعيني لخطأ في منطقة العمليات، حين كان يهم بالقذف نحو المرمى، ضربة الجزاء حولها قائد الفريق الوطني رياض محرز إلى هدف تعديل النتيجة، مسجلا بذلك الهدف رقم 27 مع “الخضر”، رافعا عدد مساهماته إلى 62 هدفا من أصل 77 مقابلة حمل فيها القميص الوطني.
استبدل الطاقم الفني مع العودة من غرف حفظ الملابس متوسط الميدان آدم زرقان، بالعائد إلى كتيبة المحاربين نبيل بن طالب، وهو التغيير الذي أعطى التوازن الذي كان غائبا خلال المرحلة الأولى في خط الوسط، وساعد العناصر الوطنية للاستحواذ على الكرة، الأمر الذي جعل أحمد توبة ورفاقه يشنون ضغطا رهيبا على زملاء القائد أحمد موسى، وفي الوقت الذي كان ينتظر الجميع إعادة بناء احدى الهجمات الضائعة، وجه يوسف عطال العائد إلى التشكيلة الأساسية بعد أربعة مباريات كاملة من الغياب بسبب تراكم الإصابات، تسديدة قوية باتجاه المرمى من على بعد حوالي أربعين مترا، خادع به الحارس أوزوهو في (د 61) محررا زملائه والأنصار.
حاول مهندس التتويج القاري لسنة 2019 الضغط على منتخب نيجيريا، لإضافة أهداف أخرى، حيث قام باستبدال يوسف بلايلي 6 دقائق بعد مضاعفة النتيجة، بالنشيط آدم وناس الذي أنعش الرواق الأيسر بتحركاته وكثرة المخالفات التي تحصل عليها، وأقحم بعده أندي ديلور في (د 76) مكان سليماني، كما قرر في الدقائق الستة الأخيرة تغيير خطة اللعب من (4 – 3 – 3) إلى الخطة الكلاسيكية (4 – 4 – 2)، بإشراك محمد الأمين عمورة مكان محرز لكن النتيجة لم تتغير، وانتهى اللقاء بفوز خامس لـ “الخضر” تواليا.
رفع الفوز أمام أحد عمالقة القارة السمراء معنويات المجموعة عاليا، وأعطى الثقة لبعض العناصر التي تعاني مع انطلاق الموسم، على غرار محرز الذي سجل هدفه الأول في مواجهة رسمية، ويوسف عطال الذي لعب مواجهته الثانية تواليا منذ عودته من الإصابة، وإسلام سليماني الذي سيعود أكثر قوة إلى بريست، بالإضافة إلى جديد بلماضي المتعلق بكل من (زغبة، توقاي، توبة، بن طالب، وناس) الذين كسبوا المزيد من النقاط، وبرهنوا أنهم قيمة ثابتة يجب الاعتماد عليها خلال خرجات “الخضر” المقبلة.

سليماني يقترب من تحطيم رقم جديد

يقترب الهداف التاريخي للمنتخب الوطني إسلام سليماني من تحطيم رقم قياسي جديد، يتمثل في التواجد في مقدمة ترتيب أكثر اللاعبين مشاركة مع “الخضر” على مدار التاريخ، حيث تفصله 10 مواجهات لتعديل كفة الأسطورة لخضر بلومي، صاحب الـ 100 مواجهة بألوان المنتخب الوطني، رقم يمكن لابن مدينة عين البنيان تجاوزه خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا بكوت ديفوار التي ستلعب مطلع جانفي 2024.
كما بلغ بن سبعيني سهرة الثلاثاء المواجهة رقم خمسين بألوان الفريق الوطني، حيث يعد اللاعب الوحيد الذي يعتمد عليه بلماضي دائما في المواجهات الرسمية والودية، لعدم إيجاد منافس قوي معه على الرواق، في ظل تراجع مستوى كل الدوليين الجزائريين في منصب الظهير الأيسر، يتقدمهم محمد فارس وشتي وحماش وخاسف وعبد اللاوي، وهو ما سيسمح له من لعب مباريات أخرى، والعمل على تحطيم كل الأرقام رفقة المنتخب الوطني، لدخول التاريخ كأكثر مدافع تمثيلا للألوان الوطنية، حيث يتواجد حاليا في المركز الـ 31 لأكثر اللاعبين تمثيلا للمنتخب الوطني، لكنه بالمقابل يحتل الوصافة من بين المدافعين الذين شغلوا منصب الظهير الأيسر، خلف ملك الرواق السابق نذير بلحاج صاحب الـ 54 مشاركة.
كما برز نبيل بن طالب متوسط ميدان نادي أونجي العائد بعد أربع سنوات من الغياب إلى المنتخب الوطني، حيث نصب نفسه لاعبا أساسيا إلى غاية المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2024 على الأقل، بعدما وجد بلماضي أخيرا خليفة عدلان قديورة، حين فشل زروقي في تحمل عبء مسؤولية تنشيط وسط الميدان، خلال الـ 18 مواجهة التي منحها إياه الناخب الوطني منذ مارس 2021، تاريخ أول مواجهة خاضها أمام زامبيا.
بلماضي يجرّب 20 لاعبا
جرّب المسؤول الأول على الجهاز الفني خلال مواجهتي غينيا ونيجيريا، عشرين لاعبا من أصل 24 لاعبا تم استدعائهم لدخول تربص المنتخب الوطني لشهر سبتمبر، أين أبقى على أربعة عناصر بدكة الاحتياط خلال المواجهتين، يتعلق الأمر بالحارسين أوكجدة العائد بسبب غياب رايس الوهاب مبولحي عن التربص لتركه يتأقلم مع فريقه الجديد، رفقة فريد شعال الذي استنجد به لاستبدال المصاب أونتوني ماندريا الذي كان سيعتمد عليه بلماضي أمام غينيا، كما غاب عن قائمة بلماضي الظهير الأيمن لفريق ليل الفرنسي حكيم زدادكة بعدما فضل عليه بن عيادة وعطال، وكذلك متوسط ميدان فريق شباب بلوزداد حسام الدين ميريزيق، الذي يلزمه مواصلة عمله لخطف بعض دقائق لعب مع المنتخب الأول.
يذكر أن بلماضي أحرز، سهرة الثلاثاء، ثالث فوز تواليا على حساب منتخب نيجيريا، منذ تعيينه على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني صيف 2018، رافعا بذلك الكفة لـ “الخضر” بـ 09 انتصارات مقابل 07 هزائم و04 تعادلات.