طباعة هذه الصفحة

انطباعـات فنّانين حـول الطّبعـة 53:

مهرجـان مستغـانم فضــاء يمجّد فـن الأداء

مستغانم: غانية زيوي

 عملت محافظة مهرجان الثقافي لمسرح الهواة في طبعته 53 على تسطير برنامج ثري تضمّن عروضا مسرحية ولقاءات وندوات فكرية وورشات تكوينية في شتى مهن المسرح، بما فيها مسرح الشارع الذي يعد شكلا من أشكال أبي الفنون، حيث تعرف مستغانم بهذا النوع المسرحي، من خلال المداح والقوال والحلقة بمشاركة 4 فرق مسرحية.
 أوضح المخرج المسرحي سيد أحمد قارة، أن اعتماد برمجة العروض مسرح الشارع ضمن الدورة 53 من مهرجان مسرح الهواة يرمي إلى إعادة المهرجان إلى الأماكن التي انطلق منها، وفي الوقت نفسه ترمي إلى مصالحة الجمهور مع المسرح.
وأضاف قارة أنّ مسرح الشارع يعتبر الأقرب للجمهور كونه يخلق تفاعلا مباشرا لا تتيحه العلبة الإيطالية، حيث يلجأ الممثل إلى التصنع أو الدخول في قالب معين تفرضه الخشبة، بينما عروض الشارع يعتبر فيها الجمهور جزءا من اللعبة، وتقوم على العفوية والاندماج بين الممثل والجمهور.
واعتبر المتحدث أن برمجة عروض الشارع التي تتزامن مع العروض التي تجري في القاعات هو جزء من استراتيجية مصالحة الجمهور مع المسرح، وقال إنه على عكس المسرح الذي يطرح اليوم إشكالية غياب الجمهور، إذ لا يشتكي صناع مسرح الشارع من هذا الشكل، فعروض الشارع تقدم في الساحات العمومية، المقاهي ومختلف الفضاءات وعلى الدوام كانت حلقات القوال، المداح والحلايقي هي جزء من ثقافة الناس وتراثهم في المناسبات والاعياد، ومن المهم تثمين هذا التراث وإعطائه مكانته.
عبد القادر جريو: المسرح فضاء للحرية والإبداع
 قال الممثل والمخرج عبد القادر جريو، إنّه «شرف كبير لي أن أكون حاضرا في فعاليات أقدم وأعرق المهرجانات المسرحية، مهرجان يدعم الحركة المسرحية الوطنية، وهو فضاء يكرس حرية الابداع الخلاق بدون قيود الرقابة سواء ذاتية أو إدارية».
وأكّد جريو على أنّ من بين الأدوار الأساسية التي يعني بها الفن المسرحي هو تشريح الواقع بصدق وبدون رقابة ذاتية، وأن يحتكم رجل المسرح فقط إلى هوسه بالإبداع الخلاق الذي تكون أصوله محلية وآفاقه تتخطى كل الحدود الجغرافية.
مهرجان مستغانم فضاء يمجّد فن الأداء، كيف لا وهو الذي أراد الجيلالي بن عبد الحليم وولد عبد الرحمن كاكي تسميته مهرجان فن الممثل، مهرجان أساسه علاقة الجمهور المباشرة مع المسرح، إذ أن العائلات المستغانمية المحبة للفن هي من كانت تأوي الفرق المشاركة، وهذا دليل على العلاقة الوطيدة بين المسرح والمجتمع.
حسـان كشـاش: المهرجـان فرصـة للمّ شمـل الأسـرة الفنيـة
 أشار الفنان حسان كشاش، إلى أنّ حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان في طبعته 53، والتي غلبت عليه الطاقة الشبانية الموهوبة، مع مرافقة الموسيقى على الركح وتفاعل الجمهور مع العرض المقدم، دليل على عودة المهرجان القوية من حيث الكيف والكم، خاصة أمام مشاركة عدد كبير من العروض، كما سيستفيد أكثر من 80 شابا وشابة من التكوين».
وأضاف كشاش «نتمنى أن تكون هذه العودة القوية بداية لنشاط ثقافي مكثّف، وتكون فرصة لتواصل الفنانين فيما بينهم، وكذا تواصلهم مع جمهورهم حتى نرتقي بالفن والثقافة».
حسان بن زراري: فرصة الشّباب لتفجير طاقاتهم
«أنا سعيد بعودة المهرجان الوطني للهواة المعروف عند كل الجزائريّين، وهو فرصة للشباب الذين كانوا متعطّشين للمشاركة فيه بعد غياب سنتين»، كما أكد حسان بن زراري على ضرورة إعادة النظر في تنظيم مختلف المهرجانات للعودة بقوة خاصة مع القرارات السياسية القائمة من أجل استرجاع قيمة المسرح والفن والثقافة، فضلا عن التفكير في تأسيس مهرجان في كل ولاية حتى يتمكن الشباب من تفجير مواهبهم وطاقاتهم في المجال الفني.
محمد أدار: المهرجان مكسـب يتوجـــّب المحافظـة عليـه
 قال الممثل والمخرج المسرحي محمد أدار «أنا فخور جدا بتواجدي في أحد أقدم وأهم المهرجانات، والذي شاركت فيه في سنة 1967، المهرجان هو مدرسة كبيرة وأغلبية الفنانين والمخرجين تخرّجوا على يد مسرح الهواة الذي لا يزال يحافظ على مكانته، في مقابل تراجع واندثار العديد من الفعاليات، التي لم تصمد طويلا على عكس هذا المهرجان العريق».
وأضاف «المهرجان مكسب فني وثقافي كبير يتوجب علينا المحافظة عليه، ولابد من دعمه من طرف كل الفنانين والفاعلين في المجال الثقافي حتى صبغة وحلة أخرى، كما أرجو من القائمين على المهرجان بما أنه أول مهرجان افريقيا وعربيا لما لا تشارك فيه الدول العربية حتى نتمكن من معرفة أين وصل الفن العربي المسرحي، وأين وصلنا نحن وبهذا نتمكن من تقييم أنفسنا وأعمالنا، ونعيد النظر في أمور قد نجهلها».
شوقـي بوزيـد: طبعــة ناجحـة
 أكّد مؤطر ورشة الإخراج شوقي بوزيد، أن هذه الطبعة ستكون ناجحة، بحيث خطط لها جيدا وتحمل برنامجا ثريا خاصا بالعروض والتكوين على مدار سنة، وكذا مشاركة 36 عرضا مسرحيا.
وقال «العودة منطقية جدا وأول مهرجان في افريقيا، وأظن أنه سوف ينجح خاصة مع طرح قانون الفنان أين ستتضح الرؤية أكثر، كما أتمنى الخروج من فكرة المهرجانات المبتذلة والتوجه نحو المهرجانات التي تشارك في بناء مستغانم والتفكير بماذا سيعود على المدينة من فائدة».