طباعة هذه الصفحة

رئيس المجلس الأعلى للغة العربية.. صالح بلعيد:

تدريس الإنجليزية بالإبتدائي.. قرار صائب وضروري

خالدة بن تركي

الانتقال اللغوي لا يعني التخلي عن الخصوصيات الحضارية

أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور صالح بلعيد، أن الجزائر تخطو خطوات هامة في تاريخ المدرسة، وهذا من خلال تجسيد اعتماد الانجليزية، بدءاً من المرحلة القاعدية في إطار التوجه نحو النهوض اللغوي، مشيرا أن الخيار ضروري واستراتيجي يجب المضي في تطبيقه، وأن كل البدايات فيها نقائص تُتدارك مع الخبرة والوقت، فالأهم تحقيق الانتقال اللغوي.

قال دكتور بلعيد في كلمة ألقاها بمناسبة إحياء الذكرى الستين للدخول المدرسي 1 أكتوبر 1962، المنظم من طرف مؤسسة «إيدوكايش تايك»، لتعليم الإنجليزية بالعاصمة وبحضور مفتش اللغة الإنجليزية دكاترة مختصين في المجال، إن تعليم الإنجليزية قرار سيادي يندرج في إطار التعهدات الأربعة والخمسين لرئيس الجمهورية، الذي يراهن على الحداثة اللغوية من خلال تدريس هذه المادة.
أفاد في سياق موصول، أن تدريس الانجليزية في الابتدائي يعتبر نقلة في تاريخ المدرسة، التي تخلد اليوم ذكرى أول دخول مدرسي، وقف من خلاله على الإنجازات، حيث تم تجسيد القرار الصارم الذي يجعل أساتذة الإنجليزية يرفعون التحدي مثلهم مثل معلمي الاستقلال، ينطلقون في تدريسها من عدم تواجههم العثرات التي تزول مع الوقت، موضحا أن تدريسها ضرورة لا مناص منها للحاق بالعصر والعيش في الرفاهية التي تتحكم إليها اللغة.
استطرد قائلا: «اللغة تقدم طرائق وبرمجيات وخدمات للغة الأم، لذلك فتعليمها هو تطوير للذات وتحسين للمستقبل العلمي وتوسعة الآفاق، في مزيد من التواصل المرن مع مختلف الثقافات واللغات، وفتح الأبواب المتوقعة وغير المتوقعة»، لذلك فإن تعليمها في الابتدائي أمر ضروري ولا يحتاج إلى الكثير من التعقيد فقط ألفاظ المحادثة المتعلقة بالمحيط المدرسي الوصف والتواصل.
وعن فوائد تدريسها في بلدنا، قال الدكتور بلعيد إن تدريس الانجليزية بدءا من المرحلة القاعدية كان بدراسة جادة تربوية، ووفق تخطيط السياسة اللغوية والتربوية ولم يكن وليد ظرف أو ارتجال، بل كان القرار صائبا لاستدراك ما فات، ولما لهذه اللغة من استعمال عالمي وباعتبارها لغة العصر والتواصل الجوي والبحري ولها أول نافذة في اللغات الرسمية للأمم المتحدة.
الاستخدام المتزايد للإنجليزية كان له أثر كبير على العديد من اللغات الأخرى، أدى إلى التحول اللغوي، بل وحتى موت بعض اللغات، وهذا لأن اللغة أصبحت نفسها أكثر انفتاحا للتحول اللغوي، حيث تصب الاختلافات الإقليمية المتعددة في اللغة ككل، أضف إلى ذلك أن 80٪ مما يضخ في الشابكة منتوج إنجليزي فقط.
أكد الدكتور بلعيد، أن التلاميذ يجنون فوائد كثيرة من هذه اللغة، حيث ستفتح لهم آفاقا لتنشيط أدمغتهم وتكسبهم مزيدا من المعارف والمال في سوق الاقتصاد وتساعدهم على الالتحاق بالمدارس العالمية الكبيرة، إضافة الى المتعة الأدبية، مشيرا أنها لغة العمل والتجارة الدولية، كما أنها سهلة التعلم لما لها من مرونة قواعدية.
وخلص رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، أنه قرار صائب يدشن الانتقال اللغوي، الذي تحقق فعلا وحتى إن ظهرت بعض النقائص فستأتي الحلول لا محال، موضحا أن الأمر لا يعني الابتلاع اللغوي، بل يحفظ الخصوصيات اللغوية والحضارية لمجتمعنا ضمن الخريطة اللغوية الجديدة.
من جهته الأستاذ لطفي غازي صرح خلال إعلانه على الجمعية الجزائرية للانجليزية والعلوم والتكنولوجيا التي قيد التأسيس، أن المجمع الذي يضم شركة «ال سي كاي» و»إيدوكايش تاك»، هو مدرسة جزائرية خاصة بتعليم الإنجليزية، حيث تضم الأولى 40 جامعة بريطانية منحت الفرصة للطالب الجزائري خوض غمار التجربة كالطالب البريطاني، واحتل المركز المرتبة الأولى في تعليم الانجليزية أفريقيا.
قال المدير، إن نجاح أي مشروع يكمن في مساهمة وإشراك الجميع، كل في موقعه، من هذا المنطق جاءت فكرة تأسيس الجمعية، التي تضم كفاءات وطنية عالمية تضع خبرتها في سبيل تعزيز اللغة الانجليزية في كل الأطوار، من الابتدائي إلى الجامعي وفي شتى المجالات، حيث تهدف إلى تطوير استعمال اللغة الانجليزية كوسيلة لفتح الآفاق في مختلف الميادين، وكذا لتبسيط عمليتي تعليم اللغة الانجليزية.
وعليه، أعلن مسؤول المركز عن إدراج تطبيقات جديدة خاصة بتعليم اللغة الانجليزية تدخل حيز التنفيذ قريبا، تسمح للمتعلم في الأطوار المختلفة الاستفادة من دورات تدريبية لأجل تعلمها وإتقانها في ظرف زمني قصير، خاصة وأن هذه اللغة يزداد عليها الطلب من طرف الطلبة، كونها تعد اللغة الأكثر استعمالا عالميا.