طباعة هذه الصفحة

«الشعب» ترصد أجواء الدخول الاجتماعي ببلعباس

مصاريف تثقل كاهل العائلات بعد موسم الاصطياف

بلعباس: بيوض بلقاسم

تزامن الدخول المدرسي هذا العام مع العطلة الصيفية، و قبله شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، وما تبعه من مصاريف أثقلت كاهل العائلات الجزائرية، ونفس الحال بولاية سيدي بلعباس حيث يعاني الكثير من الأولياء من تزامن المناسبات التي تلزمهم نفقات ترهق كواهلهم وتقلق مضاجعهم، ويعاني منها على وجه الخصوص الفقراء وذوو الدخل المحدود.

وقد تصاب كثير من العائلات بالصعوبات المالية فيتحتم عليها اللجوء إلى الاقتراض والدخول في عمليات حسابية ضيقة تعود عليها في الغالب بالضرر، ما يجعل هذه السنة استثنائية بالنسبة للأسر العباسية، بفعل تزامنها مع مناسبات أصبحت مكلفة على مستوى المصاريف الإضافية، وستزداد مع عيد الأضحى.
وفي هذا الإطار قامت «الشعب» بجولة استطلاعية بولاية سيدي بلعباس حيث التقينا بالسيدة سهام التي قالت بصراحة: «لقد ولى ذلك العصر الذي لم تكن الأسر تولي فيه اهتماما بالعطل المدرسية والتفكير في قضائها خارج البيت والاستمتاع بها»، مضيفة لقد كانت العائلات العباسية قبل سنوات، عند حلول العطل الصيفية، تقضيها في نفس مقر سكناها، أو تتوجه عند الأهل لقضاء بعض الأيام، خاصة إذا كان هؤلاء الأقارب في مدينة ساحلية أو سياحية، أما اليوم، فقد تغيرت الأمور كثيرا، حيث أصبح المواطن العباسي متشبعا بثقافة السفر والعطل وقضائها بعيدا عن بيت الأسرة الاعتيادي على نفقته، ولم يعد يرتاح لسلوك تلك العادات القديمة.
ودفع هذا التحول العديد من الأسر إلى البحث عن أساليب جديدة لمواجهة ما تطلبه العطل والأسفار من موارد مالية مهمة كإدخال مصاريف العطل ضمن المصاريف الاعتيادية والادخار من أجل ذلك، وفي بعض الأحيان اللجوء إلى البنوك للحصول على قرض. هذا السلوك الجديد عرف تطورا كبيرا، وقد ساعدت عليه البنوك ذات القروض الاستهلاكية التي أدخلت هذه الطلبات ضمن خدماتها.
وفي المقابل  من المعروف عن العائلات العباسية في السنوات الأخيرة توجهها بنسبة كبيرة نحو التعليم الخصوصي، ما يعني إنفاق مصاريف كبيرة لتسجيل أبنائها وتلبية متطلبات وحاجيات التمدرس التي أصبحت مكلفة جدا.

أسعار مختلف المستلزمات المدرسية فاقت كل التوقعات
شهدت أسعار المستلزمات المدرسية بسيدي بلعباس، خلال هذا الدخول المدرسي زيادة فاقت كل التوقعات، حيث وصلت هذه الزيادة بـ 10٪ تقريبا في أغلب الأدوات بما في ذلك الأقلام العادية التي كانت تباع بـ 10 و15 دينار، حيث أصبحت بـ 20 دينارا والكراريس التي شهدت هي الأخرى زيادة بـ 10٪ تقريبا مقارنة بالسنة الماضية.
ويرجع هذا الارتفاع نظرا لدخول بعض الأنواع الجديدة، حيث وصل سعر الكراريس التي تفوق 200 صفحة إلى 120 دينار، فيما تراوحت أنواع أخرى بين 40 و70 دينارا، حسب الأحجام وعدد الصفحات، ناهيك عن المستلزمات الأخرى كالمقلمة ولوازم الرسم والأعمال التطبيقية وغيرها من المستلزمات المدرسية.
ومن خلال مقارنة الأسعار فإن معدل سعر الحقيبة المدرسية يتراوح بين 3 آلاف و5 آلاف دينار حسب السنة الدراسية التي يدرس بها التلميذ باحتساب أسعار الأدوات المدرسية العادية.
وفيما يخص الكراريس فهي الأخرى تختلف أسعارها حيث عرفت زيادة وصلت أحيانا إلى أكثر من 10 دنانير غير أنها تبقى أسعارها مرتفعة مقارنة بالسنة الماضية، حيث وصل سعر كراس 32 صفحة بين 15 و20 دينار حسب النوعية و كراس 64 صفحة بين 30 و40 دينار و96 صفحة بـ 35 دينارا و120 صفحة بـ 50 دينارا و192 صفحة بـ 80 دينارا لذلك فإن ثمن الأدوات التي يحتاج إليها التلميذ يختلف باختلاف طوره وسنته الدراسية.
أسعار الحقائب المدرسية لم تعرف الاستثناء، إذ فيما نجد حقائب تباع بـ 600 دينار نجد أخرى يتراوح سعرها بين 1500 و3000 دينار وقد لا حظنا أن المستلزمات المدرسية ستكلف بعض العائلات الكثير في حال تعدد أبنائها المتمدرسين.

التحاق أزيد من 147 ألف تلميذ وتلميذة بمقاعد الدراسة
كشف مزيان بومدين المكلف بالإعلام على مستوى مديرية التربية لولاية سيدي بلعباس لـ «الشعب»، أمس، أنه تم ضبط كافة الترتيبات لانطلاق الموسم الدراسي، وبلغ عدد المتمدرسين المسجلين في الأطوار التعليمية الثلاثة أزيد من 147 ألف تلميذ وتلميذة من بينهم 67 تلميذ في الطور الابتدائي.
بالطور المتوسط، تم إحصاء 48 ألف تلميذ وتلميذة، والطور الثانوي يبلغ عدد المسجلين فيه أزيد من 24 ألف تلميذ و تلميذة، تستقبلهم أزيد من 410 مؤسسة تربوية منتشرة بإقليم الولاية.
واستفادت مديرية التربية من مؤسسات تربوية جديدة منها ثانوية ببلدية تسالة التي سيتم فيها إعطاء انطلاقة الموسم الدراسي من طرف السلطات المحلية، كما استفادت أيضا المدينة من 07 مطاعم مدرسية جديدة منها 3 بمدارس بلدية سيدي بلعباس ويبلغ العدد الإجمالي للمطاعم المدرسية بعاصمة الولاية أزيد من 210 مطعم موزعين على مختلف المؤسسات التربوية على مستوى تراب الولاية، وسطرت مديرية التربية مع مختلف المؤسسات برنامجا مشتركا من أجل إنجاح الموسم الدراسي لسنة 2014 / 2015. للتذكير أن بلدية سفيزف إستفادت من مجمع مدرسي بقيمة ٥٢ مليون دينار.