طباعة هذه الصفحة

المجتمع الدولي أمام اختبار الشرعية بشأن القضية.. رئيس الجمهورية:

فلسطين دوما في صدارة أولويات الدبلوماسية الجزائرية

علي مجالدي

 

أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، في رسالة وجهها بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أن القضية الفلسطينية تظل في صدارة أولويات الجزائر الدبلوماسية، مشددًا على أن استمرار الاحتلال الصهيوني في انتهاكاته يُمثل تهديدًا صارخًا للشرعية الدولية.

قال الرئيس تبون، إن الشعب الفلسطيني يُقدم اليوم نموذجًا فريدًا في الصمود في وجه الاحتلال الغاشم، مجددًا دعوة الجزائر إلى تحرك دولي عاجل لإرساء حل الدولتين وتمكين الفلسطينيين من حقوقهم الوطنية المشروعة. علاوة على ذلك، حذّر من التقاعس الدولي أمام هذه القضية الذي قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على النظام الدولي الحالي.
موقـــــــف ثابـــــــت
يُعد الموقف الجزائري الداعم للقضية الفلسطينية جزءًا لا يتجزأ من سياستها الخارجية، وفق ما أكد أستاذ العلاقات الدولية الدكتور مصطفى منصوري، في تصريح “الشعب”. وأوضح، أن الجزائر لطالما كانت في طليعة المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني، سواء عبر دعمها المادي المباشر والذي لم ينقطع، أو من خلال تحركاتها الدبلوماسية في المحافل الدولية، مشيرا الى دور الجزائر المحوري في مجلس الأمن، ومساهمتها الفاعلة في فضح ممارسات الاحتلال الصهيوني وتأييد القرارات الدولية التي تدعو إلى محاسبة الاحتلال على جرائمه.
علاوة على ذلك، جدد الرئيس تبون التأكيد على أن حل الدولتين يُمثل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة،. موضحا أن الجزائر تُشدد على ضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
 كما دعا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته في إنهاء الاحتلال الصهيوني، معتبرًا أن عدم تنفيذ قرارات الشرعية الدولية يُهدد قواعد العدالة والقانون الدولي.
بالإضافة إلى ذلك، تضمنت رسالة رئيس الجمهورية دعوة صريحة إلى محاسبة الاحتلال على جرائمه المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك القصف والتهجير القسري. وفي السياق، لفت الدكتور منصوري إلى أن الجزائر أدت دورًا كبيرًا في دعم الجهود القانونية الدولية، خاصة القرار الأخير لمحكمة الجنايات الدولية الذي أقر بملاحقة المسؤولين الصهاينة المتورطين في جرائم الحرب. وأكد أن هذا الموقف يُبرز التزام الجزائر الدائم بالدفاع عن حقوق الإنسان ورفضها القاطع لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.
ويضيف الدكتور منصوري، في وقت كانت الدول تخشى حتى الحديث عن محاسبة الكيان الصهيوني، كانت الجزائر وعلى لسان رئيسها تطالب بمحاسبته، رافضة ازدواجية المعايير في التعاطي مع القضايا الدولية، مشددا على أن ما تقوم به المقاومة في فلسطين حق مشروع من أجل الحرية والاستقلال وليس عملا إرهابيا، كما أرادت بعض الجهات تصويره.
رسالــــة للمجتمـــــع الـــــــدولي
في نفس السياق، شدد رئيس الجمهورية على أن المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي في مدى التزامه بالقيم والمبادئ التي تأسست عليها منظمة الأمم المتحدة. وأوضح، أن أي تقاعس في فرض قرارات الشرعية الدولية لن يؤدي فقط إلى معاناة الشعب الفلسطيني، بل سيُهدد الأمن والسلم الدوليين. كما أشار إلى أهمية تعزيز الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، معتبرًا ذلك خطوة ضرورية لدعم حقوق الفلسطينيين.
وكانت الجزائر قد قادت المبادرة السياسية لدعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ورغم استخدام الولايات المتحدة حق النقض ضد مشروع القرار الذي قدمته الجزائر في مجلس الأمن، عادت الجزائر بخطوة استراتيجية عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما أسفر عن تحقيق اعتراف دولي بفلسطين. ويشكل هذا الإنجاز منعطفًا حاسمًا في مسار تعزيز مكانة فلسطين على الساحة الدولية ودفع جهودها نحو نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.