طباعة هذه الصفحة

هكذا احتفل ساكنة البليدة بالمولد النّبوي الشّريف

أكــلات تقليديـة ولمّ شمـــل العائــــلات وابتهــالات بالمساجـــــد

البليدة: أحمد حفاف

 ما تزال العائلات في ولاية البليدة تحتفظ بعاداتها في الاحتفال بمختلف المناسبات التي تأتي من حين إلى آخر، والتي يستحضرون بها ماضيهم الجميل، من أكلاتهم تقليدية تزين موائدهم التي يجتمعون حولها ليتقاسمو االفرحة بالأعياد الدينية.

يشكل الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف ذلك التميز الذي يجعل من مدن البليدة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها تبدو في أحسن حلّة، يُظهر من خلاله ساكنتها أصالتهم وتمسكهم بالقيم والقواعد الأخلاقية والدينية التي توارثوها عن أجدادهم.
تقول أنيسة بوزورين رئيس جمعية الأمل الناشطة في إقليم ولاية البليدة، ان الاحتفالات بهذا العيد الديني ولو أن بعض العائلات بالرغم من تخليها عن بعض تفاصيله لسبب أو لآخر، هي تحرص على توريث أولادها وأحفادها على التمسك بتقاليدهم وعاداتهم، من خلال ايلائهم أهمية بالغة لعيد شفيع الأمة الذي أنار العالم بالرسالة المحمدية.
وقالت محدثتنا التي شاركت بطاولة للمأكولات التقليدية في معرض تم تنظيمه بغرفة الحرف والصناعات التقليدية في أولاد يعيش: «الاحتفال بالمولد النبوي بالرغم من كل ما يقال عنه بأنه غير جائز شرعا، فهو يسمح بغرس حب الرسول صلى الله عليه وسلم في أبنائنا، ففي عيد المولد النبوي نتذكر رسولنا الكريم الذي جاءنا بنعمة الإسلام، ما يجعل من الطبيعي أن نفرح ونتقاسم فرحتنا معا».
ويُشكل الاحتفال بالمولد النبوي فرصة للتآزر والتلاحم بين العائلات، حيث تقول الناشطة الجمعوية: «يأتي المولد النبوي كأبرز الأعياد الدينية ليعزز أواصر المحبة والتضامن بين العائلات الذين يستغلون المناسبة لزيارة بعضهم البعض وتناول العشاء معا وتبادل الهدايا»، لتضيف بالقول:» في السابق كان الاحتفال بالمولد النبوي يدوم سبعة أيام كاملة، في اليوم الأول نحضر وجبة العشاء بطبق الكسكسي وفي اليوم الثاني بالرشتة ثم بالتريدة في اليوم الثالث».
وتحتفل النسوة في البليدة بإحضار الحلويات التقليدية وفي مقدمتها «الطمينة»، التي كنّ في السابق يعدّهن بالقرفة فقط وحاليا يتم تزيينها بحلويات أخرى تضيف محدثتنا، وهناك من يحضر «المسمن» و»الخشخاش» و»البغرير» وهي حلويات بسيطة لكنها محبوبة عندهم جدا.
ومن بين عادات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في البليدة، هو تشكيل موكب من الأطفال يقودهم من يجيد الخطاب مرتديا «القشابية» ومخفيا وجهه، ليجوب هذا الموكب الحي ليطلب أن يتبرك من يطرق بابه ويعطيه شيئا من الأكل، يسير موكب الأطفال وهم ينشدون ويتغنون بالمولد النبوي، ويزعمون بخرافتهم هذه التي يتسلون بها بأن الذي لا يعطيهم شيئا سيموت جوعا.
ومن بين صور الاحتفال بالمولد النبوي في البليدة ايضا، هو تخضيب ايادي الأطفال بالحناء، فيما يختار بعض الاولياء المناسبة لاختتان أطفالهم، ولا تكتمل فرحة الصغار إلا بإشعال شموع الفرح و»العنبر» و»النوالات» ومن قبل كانوا يضعون الشموع في علب الطماطم المصبرة والمشي في الشوارع، وهم يرددون أناشيد تحتفي بسيرة الرسول الكريم، ووسائل بسيطة أخرى كانت تدخل البهجة والفرحة على الاطفال.وإذا كانت النسوة تحتفي في المنازل في جو عائلي بهيج، فإن الرجال لا يفوتون فرصة الاستفادة من البرامج الدينية التي تقام في المسجد بمناسبة المولد النبوي، سواء أكانت محاضرات أو خطب أو مسابقات تحفيظ القرآن للأطفال، والتي تنظمها الجمعيات وكذا مديرية الشؤون الدينية.
وكانت « النوالات» - هي على شكل عصا يتم اشعالها فتشكل أضواء وسط الظلام - كافية لتسعد المحتفلين رغم بساطتها، قبل أن تأتي المفرقعات لتفسد من الحين إلى الآخر فرحتهم، في هذا الصدد تقول رئيس جمعية الأمل:
«توقيف المفرقعات ضروري، ففي كثير من الأحيان، نسمع بأن فلانا فقئت عينه بسببها أو تعرض لإصابة خطيرة».